فيينا، واشنطن-وكالات الانباء: احيطت مقترحات فيينا (الحوافز والعقوبات) التي سلمت الى ايران سعيا لانهاء الازمة النووية بسرية تامة واقتصر ما نشر حول مضمونها على تسريبات بعضها اعلامي وآخر دبلوماسي لكنها بالتالي غير رسمية بانتظار ان يكشف تفاصيلها اي من الاطراف المعنية·
ووفق التسريبات التي نسبت الى دبلوماسيين اوروبيين في فيينا فان ابرز ما تضمنته مجموعة الحوافز التي قدمتها الدول الكبرى والمانيا هي ترك الباب مفتوحا امام قيام ايران بتخصيب اليورانيوم على اراضيها بمباركة دولية لكن تحت شروط معينة بينها عملية تحقق قد تستغرق سنوات للتأكد من ان البرنامج النووي سلمي، وقال هؤلاء ان النص تجنب مسالة التخصيب باكملها ولم يتضمن طلبا بانهاء عمليات تخصيب اليورانيوم، وانما دعا ايران الى تعليق كافة انشطة التخصيب واعادة المعالجة من اجل استئناف المفاوضات مع الترويكا الاوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) وربما مع الولايات المتحدة ودول اخرى·
واكدت صحيفة 'واشنطن بوست' بدورها نقلا عن مصادر اوروبية واميركية ان القوى الكبرى اقترحت على ايران امكانية مواصلة تخصيب اليورانيوم على اراضيها لكن بشروط صارمة جدا، واضافت ان الاقتراح ادرج في سلسلة عرض 'الحوافز والعقوبات' لكن شرط ان تلبي ايران بشكل كامل مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن الدولي، واضافت انه سيكون بالتالي على الوكالة الدولية للطاقة ان تتمكن من البت بكل ثقة بان البرنامج النووي سلمي وان تتم طمأنة مجلس الامن حيال هذه المسالة·
وقال مسؤول اميركي لم تكشف هويته 'ما نقوله الآن بالخطوط العريضة هو ان النظام الايراني يمكنه ابقاء التخصيب على اراضيه للاستخدام في اغراض الوقود النووي اذا اعاد الثقة لكن يجب اولا تبديد القلق المتعلق بكل ما يمكن ان يدفع الى الاعتقاد بوجود برنامج عسكري'، واضاف ان ايران رفضت على الدوام كل المقترحات السابقة باعتبارها محاولات لمنعها من ممارسة حقها في التخصيب والان لم يعد الوضع كذلك'·
وقال دبلوماسيون غربيون آخرون إنه من غير المتوقع ان تقدم الولايات المتحدة تكنولوجيا أو معدات إلى ايران مباشرة في حالة المضي قدما في مقترح ورد ضمن عرض فيينا لامدادها بمفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف، واضاف هؤلاء انهم يتوقعون ان الاوروبيين والروس سيكونون المقاولين الرئيسيين في المشروع وهذا سيشمل تقديم تراخيص بمقتضى القانون الاميركي حتى يمكن أن يمضى العمل قدما· وتابعوا أن العامل الجوهري للتوصل لاتفاق هو ان تتوقف ايران عن تخصيب اليورانيوم وهي خطوة مهمة في انتاج الاسلحة، لكن تحويل اليورانيوم وهو خطوة أولية نحو التخصيب سيكون مسموحا به·
وذكرت شبكة التلفزيون الاميركية 'ايه بي سي' من جانبها ان عرض فيينا تضمن ايضا ضمانات امنية من الولايات المتحدة والقوى الكبرى الاخرى حول وحدة وسلامة اراضيها ووعد بتقديم دعم دولي لتعاون امني اقليمي يشمل دول الخليج وغيرها من الدول المهتمة·
كما يتضمن العرض الذي قالت الشبكة انه يقع في 4 صفحات ابداء الدول الكبرى استعداداها لدعم مفاوضات بين ايران ودول المنطقة بهدف وضع ترتيبات امنية اقليمية وعلاقات تعاون حول القضايا المهمة بما في ذلك ضمانات لوحدة وسلامة الاراضي والسيادة السياسية بما يشكل بداية جديدة على اساس الاحترام المتبادل بهدف التوصل الى ثقة دولية في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني·
وبين الحوافز ايضا حصول ايران على قطع الغيار اللازمة من شركتي بوينج وايرباص لتجديد اسطولها المتقادم من طائرات الركاب المدنية والحصول ايضا تكنولوجيا زراعية من الولايات المتحدة وان تصبح ايران ممر عبور لشحنات البترول والغاز الطبيعي من وسط آسيا إلى أوروبا وهو ما من شأنه أن يمكنها من أن يكون لها مصدر جديد للدخل على المدى البعيد إلى جانب دخلها من صادرات البترول والغاز·
لكن رئيس شركة الخطوط الجوية الايرانية سعيد حسامي رأى انه من الخطأ الربط بين دعوة ايران لإنهاء الحظر الذي طال عليه الامد وبين التقدم في المحادثات بشأن الطاقة النووية، وقال ابلغت بصورة غير رسمية ان هذا جزء من الصفقة التي قدمها الاوروبيون·
ووفق شبكة 'ايه بي سي' الاميركية فان عرض فيينا ينص ايضا على سلسلة من الاجراءات العقابية اذا رفضت ايران العرض من بينها تجميد اصولها في الخارج وفرض حظر على سفر مسؤوليها الى الخارج وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي في القوى الكبرى وعرقلة انضمام ايران الى منظمة التجارة العالمية وحظر على تصدير بعض السلع مثل النفط المكرر ومنتجات الغاز الى ايران·
عدد اليوم
