الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة إلى صناع الأجيال

9 يونيو 2006
هذه الرسالة أبعثها إلى الآباء والامهات الذين يقومون بتربية الأجيال وحماة الوطن وفلذات الأكباد وكذلك للذين يرغبون بالزواج والبدء بتكوين عائلة سعيدة، فمنذ قراءة هذه الرسالة ألتمس منهم ولوعلى الأقل التفكير بما تحتويه هذه الرسالة ربما يستفيدون منها خير من تناول أموراً لافائدة منها، أتحدث في رسالتي عن المساواة والعدالة بين الأبناء وكذلك عن الأطفال المدللين وبالذات الطفل الأخير وهو مايعرف بـ (آخر العنقود)·
هناك بعض العائلات عندما يرزقون بأول طفل (ذكر) أم 'أنثى'تعم الفرحة في قلوبهم 'وتقيم العزائم وتوزع الحلويات في مراكز أعمالهم على الموظفين وابتسامة دائمة تعلو وجوههم، بعد فترة وجيزة يرزقهم الله - سبحانه وتعالى - بأطفال آخرين إلى ماكتب الله لهم ذلك، في الغالب بعض الآباء والأمهات يحسنون التربية بين الأبناء وذلك من خلال إضفاء العدالة والمساواة بينهم وزرع المسؤولية في قلوبهم، لذا يتوجب علي أن أهنئهم على هذه التربية السليمة·
إن بعض العائلات تهمل أبناءها وتركز على مايسمى بـ (آخر العنقود) أو الطفل المفضل لهم واهتمامهم الزائد على أساس أنه هو الذي يستمع إلى والديه عكس اخوته، في رأيي الشخصي قد يؤدي إلى نشأة الحقد والبغضاء مابين الأبناء والبنات والأسوأ من ذلك نشأة الكراهية بين الوالدين والأبناء وبصراحة لا أود رؤية ذلك منهم، بالنسبة إلى الأبناء المدللين فإن البعض منهم يسودهم الدلال وأخذ أقل طلباتهم على محمل الجد ونتيجة لدلالهم من قبل الوالدين سيؤدي من الصغر حيث أن الأم تقوم بتغذية الطفل إلى درجة التخمة وهي علامة الاهتمام الزائد به وهي سياسة تتبعها معظم الأمهات بدافع الحب، وبعد أن يرزقن بأطفال من بعده يبدأ اهتمام الأم بالتحول إلى الطفل الجديد وعندها ستبدأ الغيرة في نفس هذا الطفل تجاه أخيه أو أخته، عندئذ تبدأ محاولات هذا الطفل بأيذاء إخوته بدافع الغيرة ويلاحظ الوالدان سلوك هذا الطفل قد تبدل باتجاه العنف، فبدلا من إزالة الحقد والغيرة فيما بينهم يقومان بإلقاء العقاب عليه كالضرب على رأسه أوظهره أو أذنيه وتوجيه الكلمات النابية في وجهه على أن لايفعل ذلك مرة أخرى بإخوته، حيث أن التربية الإسلامية ترفض من الوالدين هذا الاسلوب الفظ وكذلك الاهتمام بالطفل مقابل تجاهلهم الآخرين وبين القرآن الكريم قصة يوسف - عليه السلام - وإخوته الذين حقدوا عليه وألقوا به في البئر· ويقر أن نبي الله يعقوب كان يهتم ويحب جميع أبنائه لكنه يخص النبي يوسف بنصيب أكبر لما يجد فيه من خير يفوق إخوته، حيث كانت الآية الكريمة تقول على لسان إخوة يوسف - عليه السلام - (بسم الله الرحمن الرحيم: إذ قالوا ليوسف أحب إلى أبينا منا) صدق الله العظيم·
من المهمات المستوجبة على الوالدين في هذه المرحلة هي اقامة العدل والمساواة بين الأبناء وعدم التفرقة في المعاملة معهم، ومن الضروري أن تزرع العائلة روح المسؤولية في نفوس أطفالهم المدللين؛ لأن الأساس في التربية الصحيحة تبدأ من الصغر وليست بعد سن البلوغ لذا يتوجب عليّ القول لبعض المدللين الذين ليست لديهم المسؤولية والحصول على كل شيء يريدونه هو (ليس كل ما يتمناه المرء يدركه)، أنا على دراية أنها مهمة صعبة على المتزوجين حديثاً وكذلك للعائلات الذين يقومون على تربية الأطفال ولكنها تستحق المحاولة، ذلك أفضل من جعل الأطفال يتربون على الحقد والعداوة بينهم وكذلك ازالة البغضاء من قلوبهم بنشر المحبة والوئام من الوالدين قبل أن يسقط الفأس في الرأس ولا يفيد الندم في ذلك، اعلموا أنكم محاسبون أمام الله - سبحانه وتعالى - على أعمالكم وعلى تربية أولادكم حيث قال أشرف الخلق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم)·
حسن علي حبيب
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©