الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كينيا.. الاقتصاد في مهب الاضطراب!

13 يوليو 2014 01:11
ديفيد مالينغا وسارة مكجريجور نيروبي لعل السمعة الإيجابية التي صنعتها كينيا كجزيرة للاستقرار في شرق أفريقيا تتهددها حالياً الهجمات الدامية والاضطراب السياسي العميق في البلاد. فقد لقي نحو 250 شخصاً حتفهم في هجمات عبر البلاد منذ سبتمبر الماضي عندما شن متشددون يعتقد أن لهم صلة بتنظيم «القاعدة» هجوماً على مركز التسوق الراقي «ويست جيت» في العاصمة نيروبي فقتلوا 67 شخصاً. وتثير التوترات العرقية أيضاً ذكريات العنف الذي تلا الانتخابات المتنازع عليها قبل سبع سنوات بعد أن نظمت المعارضة الكينية الشهر الماضي سلسلة من الاحتجاجات. وفي الوقت نفسه ألقى ذبح ما لا يقل عن 22 شخصاً في قرى على ساحل كينيا نهاية الأسبوع الماضي زيتاً على نار الأزمة. والحال أن المزيد من التدهور في الوضع الأمني في كينيا قد يقوض ثقة المستثمرين في البلاد التي تعتبر مركزاً نشطاً في شرق أفريقيا لشركات دولية كبيرة. وقد أشار روبرت بوني عضو مجلس الإدارة المنتدب في شركة «مافونو كابيتال» التي تتخذ من نيروبي مقراً لها، في حديث عبر الهاتف، إلى أن: «القضايا الأمنية من الإرهاب، إلى النزاعات الاجتماعية على الموارد، إلى الجريمة بصفة عامة في البلاد، والتوتر السياسي مؤشرات غير مسبوقة، وقدرة الحكومة على معالجتها محدودة». وبدوره أشار البنك الدولي الشهر الماضي إلى تفاقم انعدام الأمن باعتباره سبباً محورياً لخفض توقعات نمو كينيا الاقتصادي السنوي إلى 4,7 في المئة هذا العام وفي العام الذي يليه مقارنة مع 5,2 في المئة قبل ذلك. وكما ذكرت خدمة «مودييز» للمستثمرين يوم 17 يونيو الماضي أن المزيد من التدهور في الوضع الأمني قد يقوض ثقة المستثمرين ويعرقل التوسع ويزيد تكلفة التمويل ويضع ضغوطاً على التصنيف الائتماني لكينيا المقدر حالياً عند «بي 1». وصرحت «إيفون مهانجو» الخبيرة الاقتصادية التي تتخذ من جوهانسبرج مقراً في شركة «رينيسانس كابيتال» قائلة: «لم نرَ أحداً يوقف استثمارات كبيرة في كينيا حتى الآن بسبب انعدام الأمن، ولكن منظور المستقبل سلبي». وجاء في بيانات لـ«بلومبيرج» أن سعر «الشلن» انحدر إلى أدنى مستوى له في عامين ونصف ليصبح 88,20 شلن مقابل الدولار لتصل خسائره حتى الآن هذا العام إلى 1,9 في المئة. وطلبت حكومات أجنبية من بينها بريطانيا والولايات المتحدة من مواطنيها أن يتجنبوا السفر إلى مدينة «مومباسا» الساحلية ومناطق من الساحل الكيني الذي يؤمه عدد كبير من السياح، ومناطق في نيروبي يوجد فيها المقرات الإقليمية للأمم المتحدة وشركات من بينها «أي. بي. إم» و«تويوتا». وقد تضررت السياحة وهي أكبر مصدر للعملة الأجنبية للبلاد بعد الشاي من التهديدات، وانخفضت أعداد الراغبين في قضاء عطلاتهم في البلاد بنسبة 18 في المئة ليصل عددهم إلى 1,4 مليون شخص العام الماضي. وفي مقابلة عبر الهاتف من لندن، أكدت «راضية خان» رئيسة الأبحاث الأفريقية في شركة «ستاندرد تشارترد» البنكية على أن التنوع الاقتصادي لكينيا ساعدها في أن تبز منافسيها أمام المستثمرين. فقد أشارت بيانات لـ«ستاندرد تشارترد» لعام 2013 إلى أن الزراعة تمثل خمس إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، والتجارة تمثل 10 في المئة بينما يساهم التصنيع والاتصالات والنقل بنسبة 9 في المئة لكل مجال. وتتوقع كينيا أن تنتج أول شحنة من نفطها بحلول 2016. ولكن راضية خان أكدت أن «الثقة ستظل قائمة طالما أنه لا شيء يحدث يؤثر بقوة على أداء اقتصاد كينيا الكبير... ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن ثقة المستثمر ستظل قوية بشكل دائم. وإذا وقعت أحداث كبيرة بحجم ما حدث في ويست جيت فسيشعر المستثمرون بالقلق بشكل أكبر». وكانت جماعة «الشباب» الصومالية قد أعلنت مسؤوليتها عن هجوم «ويست جيت» وأيضاً عن المذبحة التي قتل فيها 60 شخصاً في منطقة «مبيكيتوني» وحولها في مقاطعة «لامو» الساحلية الشهر الماضي، وكذلك عن هجوم قريب وقع يوم الخامس من يوليو تسبب في مقتل 22 شخصاً. ومن جانبها قالت حكومة الرئيس أوهورو كينياتا إن التظلمات السياسية، والخاصة بالأراضي، هي الدافع وراء الهجمات الساحلية على مدار الشهر الماضي. وتعلن «الشباب» أنها تهاجم كينيا انتقاما لنشر قوات في الصومال التي تحاول الجماعة المسلحة أن تطيح فيها بالحكومة وتقيم حكماً على أساس فهمها المتشدد للدين. وقد تعهد الرئيس «كينياتا» بعدم سحب قواته حتى يتم سحق تهديد «الشباب». ونظم آلاف من أنصار رئيس الوزراء السابق رايلا أودينجا تظاهرة في نيروبي يوم الاثنين الماضي طالبوا فيها الحكومة بمعالجة تفاقم مشكلة انعدام الأمن وارتفاع تكاليف المعيشة والفساد وإعادة النظر في الهيئة المسؤولة عن الانتخابات. ودشن ائتلاف «أودينجا» للإصلاح والديمقراطية حملة جديدة تحت شعار «أنقذوا كينيا» بعد أن رفض «كينياتا» طلبهم في إجراء حوار وطني لمناقشة مطالبهم. وستتضمن الحملة جمع مليون توقيع لبدء استفتاء على «التحديات الحرجة» التي تواجهها البلاد. والولاء السياسي في كينيا يتحدد على أساس عرقي، وهو ما أدى إلى العنف في الماضي. وأدت مزاعم أطلقها «أودينجا» وهو من قبيلة «لو» بشأن تزوير الانتخابات بعد أن خسر في سباق الرئاسة في ديسمبر 2007 إلى شهرين من الاشتباكات العرقية والسياسية راح ضحيتها أكثر من 1100 شخص ونزح 350 ألف شخص آخرين. ويواجه «كينياتا» وهو من قبيلة «كيكويو» اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المحكمة الجنائية الدولية لدوره في تنظيم القتال وهو اتهام ظل ينفيه بقوة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©