شكراً خالد···
إلى / صحيفة الاتحاد
تحية طيبة وبعد:
الأخ الفاضل خالد يوسف الدشتي، تحية طيبة أبعثها لك عبر هذه الصفحة الغالية على الرغم من كل ما ذكرته عني بأنني أدعو للرذيلة! سامحك الله أيها القارئ الكريم، فأنا لم أتعمد في ذلك المقال تبني خيانة الزوجة لزوجها، وكان يجب أن تفهم حقيقة الموضوع أولاً من جميع جوانبه وبعد ذلك تصدر أحكامك كما تشاء·
* أولاً: الحديث المذكور في ذلك المقال عن لجوء الزوجة الى خيانة زوجها عند إهماله لها ليس من تأليفي، حيث أنني قرأت من فترة في مجلة خليجية الإصدار عن إحصاءات لخيانة الزوجات في عالمنا العربي، فصدمتني تلك الأرقام خصوصاً في دول الخليج وأعتقد أننا سمعنا قصصاً من ذلك النوع في مجتمعنا بل ان بعضها قرأناه في جريدة الاتحاد في باب البيوت أسرار للصحفية الرائعة 'سعاد جواد' وجميع تلك القصص واقعية، وفي مطبوعات أخرى أيضاً ستجد الكثير من ذلك·
* ثانياً: ذكر الأخ خالد أن الخيانة محرمة على الرجال والنساء سواء، لكنها أكثر وأشد تحريماً للمرأة من ناحية العادات والتقاليد والأعراف! أنت غريب جداً يا أخ خالد ومتناقض، تحدثني عن الحلال والحرام وتذكرني بأنني سأحاسب على كل كلمة أكتبها ثم تأتي وتلغي القوانين والتشريعات التي وضعها لنا رب العالمين جل شأنه وتعترف فقط بالتقاليد والأعراف، فأنت ذكرت أن التقاليد تمنع بشدة الخيانة بالنسبة للمرأة بكل شيء حتى لو حرمه الله تعالى! أي عاقل بيننا سيتقبل تقديم العادات والتقاليد على الحلال والحرام· سؤالي لك يا أخ خالد: ما المنهج الذي يجب على المسلمين رجالاً ونساءً اتباعه؟ هل هو منهج تشريعات رب العالمين أم تشريعات وضعها الناس بما يناسب أهواءهم؟!
* ثالثاً: ذكر الأخ أيضاً أن المرأة عندما تخون، فهي تخون أهلها وأبناءها، وما فهمته من حديثك أن الرجل مستثنى من ذلك! لماذا؟ هل ستقول لي لأنه رجل؟! أيضاً هو لديه أهل وأبناء، أم أنك نسيت؟ وعند محاسبته لن يتغاضى عنه الله تعالى لأنه رجل بل سيحاسبه ويعاقبه أشد عقاب، هل تعلم لماذا يا أخ خالد؟ لأنه هو السبب في خيانة زوجته له كما قال رسولنا الكريم مخاطباً الرجال: 'عفوا تعف نساؤكم'، حيث أوصى الرجال، بل أمرهم بالعفة والطهارة لأن ذلك يقود نساءهم الى طريق العفة نفسه، أما في حالة حدوث العكس فلا يلومن الرجل إلا نفسه، ذلك ان أغلب الزوجات الخائنات يقمن بذلك بدافع الانتقام من الزوج الخائن·
* رابعاً: وصفني الأخ خالد بأنني داعية للرذيلة، أشكرك على ذلك، لأنك أضفت الى رصيد حسناتي دون أن تعرف· حسناً أيها الأخ الكريم، في المرة القادمة سأترك لك مهمة الدعوة للفضيلة لكن ليس بالعادات والتقاليد، بل بكتاب الله وسُنة نبيه الكريم·
عموماً أرجو قبل الإساءة الى الآخرين أن نفهم جيداً ما يرمون إليه بكتاباتهم، وبدلاً من دفن رؤوسنا في الرمال الأفضل لنا أن نرفعها عالياً وننظر الى كوامن الخلل وأسبابه في أنفسنا ومجتمعنا لننقذ ما يمكن إنقاذه·· والله المستعان·
ملاحظة: حتى لا يسيء أحد فهمي مرة أخرى أرجو قراءة مجلة زهرة الخليج - العدد 1416 - 13/5/2006 صفحة 114 مقالة بعنوان: الابتزاز العاطفي للمحامي ريان عبدالرحمن المفتي·
مريم مبارك الظاهري
أبوظبي
عدد اليوم
