الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان .. عنف «طالبان» .. يزيد الاحتقان!

أفغانستان .. عنف «طالبان» .. يزيد الاحتقان!
13 يوليو 2014 01:11
حشمت باكتاش وشاشانك بنجالي كابول مع تسارع العد العكسي للوجود الأجنبي في أفغانستان، ارتفع عدد الضحايا بين المدنيين بشكل حاد في النصف الأول من هذا العام بسبب تزايد المواجهات البرية بين القوات الحكومية والمتمردين في المناطق المأهولة بالسكان. وفي هذا السياق ذكر تقرير بعثة الأمم المتحدة فى أفغانستان، بالاشتراك مع مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالمنظمة الدولية، أن عدد القتلى بين المدنيين حتى نهاية شهر يونيو بلغ 1564، إلى جانب إصابة 3289 آخرين، بزيادة إجمالية نسبتها 24 في المئة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. وأضاف التقرير أن عدد ضحايا المواجهات وأعمال العنف زاد بشكل خاص بالنسبة للأطفال الذين ارتفعت نسبة الضحايا بينهم إلى أكثر من الضعف. وتشير هذه الإحصاءات إلى أن المعركة ضد جماعات التطرف والعنف والتمرد ما تزال لم تدرك بعد نهايتها، بينما تتأهب القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة لمغادرة البلاد مع بنهاية العام الحالي. ومن ناحية أخرى، دخلت أفغانستان مؤخراً حالة واسعة من التوتر والاحتقان بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، والتي قد تهدد بإطلاق العنان لاندلاع أعمال العنف بين الأطراف السياسية المتنافسة والجماعات العرقية المختلفة. وفي سياق الحديث عن تفاقم أعمال العنف «قالت جورجيت جانيون»، مديرة وحدة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في كابول، في تقرير نصف سنوي صدر مؤخراً: «في عام 2014، وجدنا أن العنف تتزايد حدته في المناطق المأهولة، وفي الأماكن العامة بالقرب من الملاعب ومن منازل الأفغان العاديين». وأضافت أن «هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين من تداعيات الصراع، ومساءلة أولئك الذين يمارسون العنف والقتل، وبصورة عشوائية». وفي صباح يوم الأربعاء الماضي، وقع هجومان في ولاية «قندهار» أسفرا عن مقتل 31 شخصاً، من بينهم 22 من المتمردين الذين حاولوا اقتحام مكاتب حاكم الولاية ومقر الشرطة، الأمر الذي يؤكد التهديد المتواصل وأعمال العنف التي تقترفها حركة «طالبان»، وفقاً لمسؤولين محليين. وتعد هذه هي المرة الأولي، منذ أن بدأت الأمم المتحدة عام 2009 في تتبع معدلات سقوط الضحايا بين المدنيين، التي تكون فيها المعارك الدائرة على الأرض هي السبب الرئيسي وراء سقوط القتلى، حيث أسفرت عن عدد أكبر من الضحايا جراء إطلاق قذائف الهاون، والقنابل والمقذوفات الصاروخية ونيران الأسلحة الصغيرة. وبعدما قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بإغلاق عشرات من القواعد أو تسليمها إلى القوات الأفغانية، تغيرت ديناميكيات الصراع، مع عدم قدرة الجنود والشرطة الأفغانية في الغالب على الحيلولة دون دخول عناصر حركة «طالبان» والمتمردين المتحالفين معها إلى المناطق التي تخليها القوات الأجنبية، كما جاء في تقرير الأمم المتحدة. وأضاف التقرير أن قوات التحالف أغلقت أو نقلت خلال النصف الثاني من عام 2013، ما لا يقل عن 86 قاعدة، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على سلامة المدنيين، مع تزايد المواجهات في المناطق المأهولة، وخاصة عندما حاولت القوات الأفغانية حماية الأراضي التي سعى المتمردون للسيطرة عليها. وأشار التقرير إلى أن «بعض المناطق تفتقر أحياناً بشكل ملحوظ لسيطرة قوات الأمن الأفغانية مما قد يشجع العناصر المناهضة للحكومة لجمع مجموعات هجومية أكبر، وهذا قد يتسبب في سقوط عدد ضحايا أكبر بين المدنيين». وفي الماضي، كانت الاصابات والوفيات بين المدنيين تنتج عن هجمات بالقنابل، التي تعد حتى الآن هي المسؤول الثاني عن أكثر الإصابات -على رغم أنها هي أيضاً أعلى من معدلها مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. أما العبوات الناسفة البدائية فقد تسببت في مقتل 463 مدنياً وإصابة ألف آخرين، أي بارتفاع بنسبة 7 في المئة عن العام الماضي، وبزيادة أكبر أيضاً مقارنة بعام 2009. كما وجدت الأمم المتحدة ارتفاعاً مثيراً للقلق في عدد الوفيات والإصابات الناتجة عن قنابل الضغط، وهي أجهزة ذات تكنولوجيا منخفضة صممت لكي تنفجر عندما تمر مركبة من فوقها، بعكس الانخفاض المسجل العام الماضي. وذكر تقرير الأمم المتحدة أن الإصابات الناتجة عن هذه الأجهزة تشكل 5:1 من الإصابات الناتجة عن هجمات القنابل. وفي قندهار، قام 11 من العناصر المتطرفة المسلحة باستهداف مدخل مكتب المحافظ في حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح الأربعاء، حيث قام أحدهم بتفجير سترة انتحارية ولقي حتفه في الحال، بينما قتل العشرة الآخرون على أيدي قوات الأمن الأفغانية، وفقاً لما ذكره «داوا خان مينابال»، المتحدث باسم حاكم الولاية. وفي ذات الوقت، هاجم أحد عشر مهاجماً آخرين مركزاً للشرطة بنفس الطريقة ولقوا حتفهم، ولكن بعد أن قاموا بتفجير سيارة معبأة بالمتفجرات في موقف لسيارات الشرطة. وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة ستة عشر آخرين، نقلاً عن مسؤولين في عين المكان. يذكر أن قندهار كانت لفترة طويلة مرتعاً لأعمال العنف التي تقف خلفها حركة «طالبان». ولكن قائد شرطة الولاية «عبد الرازق» قال في بيان إن المهاجمين لم يكونوا يتحدثون اللغة المحلية «البشتو»، ولكنهم كانوا على ما يبدو من باكستان المجاورة. وأضاف المتحدث أن التحقيقات جارية بشأن هذه الهجمات. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «أم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©