الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دونتسيك.. الانفصاليون يستعدون للحصار

13 يوليو 2014 01:11
دينيس كازانسكي وداريانا كراسنولوتسكا وداريا مارتشاك كييف أمام جماعات من السكان في مدينة دونيتسك التي يقطنها مليون نسمة تقريباً، مر مئات المتمردين المؤيدين لروسيا على ظهور الدبابات. فالمدينة الأكبر في منطقة النزاع الأوكراني تحصن نفسها والقوات الأوكرانية تطوق الانفصاليين الذين عادوا إلى العاصمة الإقليمية بعد شهور من الاضطرابات الدموية. وأمام هذا المشهد عبر الكسندر البالغ من العمر 32 عاماً عن خشيته من وقوع حصار مدمر مثلما حدث في سلوفيانسك معقل المقاتلين القريب، الذي غادروه الأسبوع الماضي. وقال ألكسندر وهو مدير في شركة لتوزيع الغذاء رفض الإفصاح عن لقبه مخافة البطش به من المتمردين «سنفقد الماء والكهرباء والاتصال الهاتفي... أشعر أن نهاية دونيتسك قريبة... الحياة ستتوقف». ويعتزم ألكسندر المغادرة في أقرب وقت ممكن. وقد بلغ الصراع الدموي للسيطرة على الأقاليم الواقعة في أقصى شرق أوكرانيا ذروته. فمعظم الانفصاليين يتحصنون في دونيتسك ولوهانسك اللتين تفصل بينهما 90 ميلاً، والجيش يتوعد بتضييق الخناق عليهم حتى يستسلموا أو يقتلوا. وتقول الحكومة إنها عرقلت إمدادات المحتجين القادمة من روسيا التي تنفي أنها تقدم مساعدات لهم وتريد من أوكرانيا أن تتراجع. وقد حصد الصراع بالفعل حتى الآن مئات الأرواح. ودونيتسك ولوهانسك مركزان لمناجم المعادن والفحم المنتشرة في المنطقة الحدودية بين أوكرانيا وروسيا. ولم يرسل الجيش الأوكراني أي قوات إلى المدينتين ويقول إنه يحاصرهما، وربما ينشر قوات خاصة. ويشكك المتمردون في قدرة الجيش الأوكراني على شل حركتهم مؤكدين أنهم سيواصلون الهجوم. وقد ذكر مكتب رئيس بلدية دونيتسك أن نحو 100 ألف من السكان فروا من المدينة في الأسابيع القليلة الماضية. ويؤكد ديمتري البالغ من العمر 23 عاماً، والذي يعمل في صناعة السيارات المحلية ورفض ذكر لقبه مخافة البطش به هو أيضاً أن أعداد النازحين من السكان تضاعفت «عدة مرات» منذ قدوم الانفصاليين. وأضاف «الناس يخشون أن تتعرض المدينة للقصف.. الطائرات قصفت منطقة بتروفكا القريبة هذا الأسبوع ورأى أصدقائي فيما بعد حفرا قُطر الواحدة منها أربعة أمتار على الطريق. كييف تقول إنها لن تقصف أي أحد ولكن الناس لم يعودوا يصدقون الكلام الرسمي». وهناك بالفعل عدد أقل من الناس والسيارات في الشوارع حيث يحبس السكان أنفاسهم انتظاراً للمعركة المتوقعة. وقد تحدث سكان محليون عن سماعهم أصوات إطلاق نار وقالوا إنهم يستطيعون سماع تفجيرات لأن الجماعات المتمردة تتناحر فيما بينها. وقال إيجور ديدفيتش وهو مقاول يبلغ من العمر 30 عاماً إن «الناس يخشون أن يصابوا برصاص المتمردين... إنني اعتزم الرحيل. لا أستطيع العيش في مكان قد يأخذ فيه مسلحون الناس بعيداً لمجرد التقاطهم صورة في المكان الخاطئ». وثمة انطباع بأن من سيبقى من السكان في المدينة سيواجه أوقاتاً عصيبة. وقد حذر مكتب الحاكم الإقليمي الناس وطلب منهم ألا يجادلوا المتمردين، وأن يبتعدوا عن مخابئهم. وجاء في بيان لمكتب رئيس البلدية أنه بدءاً من الخامس من يوليو بدأت دونيتسك «نظاماً صارماً لتوفير المياه» يقيد الإمدادات للسكان بخمس ساعات يومياً. وفي لوهانسك زادت السلطات عدد القطارات لتساعد السكان البالغ عددهم 400 ألف نسمة على المغادرة. وذكر المجلس الوطني للدفاع والأمن أن مدنيين اثنين قتلا هناك يوم الثلاثاء الماضي بإصابات من شظايا قنبلة. ونفي المجلس استخدام القوات الحكومية المدفعية هناك. وقال ألكسندر بوروداي زعيم المتمردين لصحيفة «جازيتا» الروسية في مقابلة يوم الثلاثاء الماضي «نحن لا نستعد لحصار بل لهجوم حيوي ضد الجيش الأوكراني... القتال في أماكن كثيرة كان صعباً ولم تعد لدينا هذه المشكلة». وكان المتمردون قد اتخذوا من قبل قواعد لهم في مدن مثل سلوفيانسك التي دمرت فيها قذائف الهاون المباني السكنية وقتلت المدنيين وقطعت إمدادات المياه والكهرباء. ودفع القتال أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم أكثر من 120 ألف نسمة إلى الفرار من الصراع الذي دام أسابيع. ويعتقد جورج فوربريج المسؤول البارز في مكتب برلين لصندوق مشروع «مارشال» أن الانسحاب إلى دونيتسك ولوهانسك قد يؤدي إلى تعقيد محاولات طرد الانفصاليين. وأشار إلى أن المدينتين فيهما موارد أكثر وفرة بدءاً من الوقود وانتهاء بالطعام وأيضاً فيهما عدد أكبر من المدنيين. وذكر في رسالة بالبريد الالكتروني أن «هذا يمثل تحدياً أكبر بكثير أمام القيادة في كييف... للأسف هذه الحسابات تحديداً هي ما تدفع المقاتلين الانفصاليين إلى هذه المدن الأكبر. إنهم يزيدون التكلفة». وما زالت روسيا تطالب أوكرانيا بسحب قواتها بعد أن ألغى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في الأول من يوليو وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد عشية وقوع اشتباكات متواصلة. وبدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة البلغارية صوفيا إنه «لا يوجد سبب على الإطلاق لإرجاء إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار. القتال يكبد المدنيين معاناة كبيرة ونتيجة لهذا يتزايد تدفق اللاجئين كما ينال الدمار من البنية التحتية المدنية». ويرى أحد المحللين أن استخدام المدفعية الثقيلة، والإصابات واسعة النطاق في صفوف المدنيين، قد تؤدي إلى المزيد من الانتقادات للحكومة الأوكرانية من قبل روسيا، وربما زيادة تورط موسكو في الصراع. وما زال الاتحاد الأوروبي يدافع عن حل سلمي على رغم فشل المحادثات الثلاثية التي ضمت أيضاً روسيا وأوكرانيا في تحقيق انفراجة. وبالعودة إلى دونيتسك، ليس لدى ألكسندر إلا القليل من الأمل في التوصل إلى نهاية سلمية. ويخشى أن الخدمات المحلية لن تكفي مع تدفق الانفصاليين وأضاف أن «الحياة ستصاب بالشلل». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©