رشا طبيله (أبوظبي)
كشف ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة مجموعة «روتانا للفنادق»، عن خطة لدى المجموعة للاستثمار في أسواق عالمية جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، تبدأ في عدد من المدن الأوروبية الرئيسة، وذلك بعد 25 عاماً من تأسيس الشركة، ونجاحها في أسواق الإمارات والمنطقة.
وأوضح النويس في حوار مع «الاتحاد»، أن «الخطة الخمسية لـ«روتانا» تستهدف مدناً أوروبية، مثل لندن وجنيف وباريس وبرشلونة وفرانكفورت»، مشيراً إلى أن هذه الانطلاقة ستكون بداية لدخول العلامة الفندقية الإماراتية إلى الأسواق العالمية، بعد نجاحها إقليمياً.
وأضاف أن المجموعة نجحت خلال ربع قرن في التوسع محلياً وإقليمياً، ولديها حالياً أكثر من 100 فندق، منها 49 فندقاً قيد الإنشاء، وتنظر دائماً إلى الفرص الجيدة، لافتاً إلى أن إدارة المجموعة تدرس الأسواق باستمرار للبحث عن الأفضل والأنسب.
وأكد النويس أن المجموعة استطاعت إثبات نفسها وتعزيز سمعتها محلياً وإقليمياً، حيث حرصت مع تأسيس أول علامة فندقية إماراتية، على أن تأتي تسميتها من الطبيعة والتراث العربي والخليجي، وأن يكون اللفظ سهلاً للعربي والأجنبي، فاخترنا «روتانا» التي تعني «تمرة المدينة المنورة».
أسواق الإمارات
وحول أداء قطاع الضيافة في دولة الإمارات، أشار النويس إلى أن أبوظبي تمتلك من المقومات ما يجعلها وجهة سياحية جاذبة من عنصر الأمن والأمان وتوافر الشواطئ الخلابة والأماكن الترفيهية.
وأضاف: «إن العرض أكثر من الطلب في الوقت الحالي، وبالتالي شهدنا تراجعاً في أسعار الغرف والإشغال، ولكن مع الجهود الترويجية المبذولة من دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، لا سيما سياحة الترفيه، أتوقع أن يبدأ القطاع بالتحسن الفترة المقبلة، مع توافر الأماكن الترفيهية، إلى جانب افتتاح متحف اللوفر».
أما في دبي، فقال النويس: «إنها مدينة عالمية، تسير على رؤية وخطة وتصور معين، فهي تشهد افتتاح بين 5 إلى 10 آلاف غرفة فندقية سنوياً، ما ساهم في تراجع الأسعار قليلًا، ولكنها لم تؤثر على الأداء الفندقي، حيث نتوقع نمو القطاع بشكل أكبر مع انطلاق «إكسبو 2020» الذي سيكون له تأثير على المدى الطويل، من خلال إعطاء صورة مشرقة لدبي والترويج لها».
وأشار النويس إلى أن التأثير الإيجابي لـ«إكسبو» لن يقتصر على فنادق دبي، بل سيمتد إلى أبوظبي والإمارات الأخرى، وأكد النويس أن «رأس الخيمة أيضاً تشهد تطوراً ونمواً ملحوظاً في القطاع السياحي، من خلال رؤية قيادتها بالاهتمام بالسياحة، فالفنادق تحقق أداءً إيجابياً ونمواً في الإشغال».
وأوضح أنه «بعد افتتاح فندق الشاطئ روتانا في عام 1993 وضعنا أهدافاً متواضعة مع بداية مسيرتنا، تتمثل في أن ندير نحو 25 فندقاً في عشر سنوات، ولكن مع الجهد الكبير المبذول من فريق العمل، والسمعة التي استطعنا إيجادها في فترة قصيرة، وصلنا إلى أكثر من 100 فندق».
وقال النويس: «كل شيء بدأ من علاقة صداقة، في عام 1978، التقيت سليم الزير، وسرعان ما لمسنا تقارباً كبيراً في وجهات النظر بيننا، وأدركنا بأننا نتشارك حلم إنشاء مجموعة ضيافة محلية قادرة على تطوير أفضل الفنادق، وفقاً للمعايير العالمية، والتي تفخر المنطقة بامتلاكها، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى ولادة روتانا في عام 1992».
وأشار إلى «أن أهم عنصر بالنسبة لنجاح الفنادق هو الخدمة المميزة وجودة الطعام والشراب، فضلاً عن الاهتمام الشخصي بجميع النزلاء والزوار، وبالتالي استطعنا تحقيق سمعة طيبة على الرغم من منافسة علامات فندقية عالمية، وإثباتنا أنفسنا عبر توفير خدمات وأسعار تنافسية».
توسع محلي وإقليمي
وقال: «قررنا التوسع داخل الإمارات كخطوة أولى، فشعارنا كان التوسع بشكل تدريجي حتى نضمن نجاحنا، وكان افتتاح فندق البستان روتانا بدبي، والانطلاقة إلى خارج أبوظبي، واخترنا بيروت لتكون سوقنا الثانية، نتيجة اشتهارها بالضيافة والفندقة، فكان أول فندق لروتانا خارج الإمارات، وذلك في عام 2000».
وتابع: «جاء التوسع إقليمياً في دول مثل مصر والأردن وكردستان العراق، ليكون لدينا ثقة كبيرة في الإدارة، وتحقيق المستوى نفسه من الخدمة والجودة والنوعية، إذ تكمن الصعوبة في تحقيق المستوى نفسه من الخدمات في فنادق أخرى خارج المركز الرئيس».
وأضاف النويس: «سياستنا اتباع التوسع تدريجياً إقليمياً ثم الانطلاق مستقبلاً دولياً».
وقال: «بدأنا في الإمارات ثم لبنان ودول عربية، وثم بالتدريج دخلنا السوق الإفريقي ثم التركي، وندرس التوسع دولياً، حيث يجب دراسة السوق المستهدف، والتأكد من أننا سننجح مثل ما نجحنا إقليمياً».
وقال: «كلنا فخر أننا علامة فندقية إماراتية عربية، استطاعت إثبات وجودها، ومنافسة العلامات الفندقية العالمية المعروفة».
وتابع النويس: «اليوم حصتنا السوقية في الإمارات هي الأكبر، ولدينا وجود قوي في عدد من الدول في المنطقة، مثل الأردن وأربيل، وغيرها».
تنويع الموارد
وأكد النويس «أساس نجاحنا أيضاً أن دخلنا يأتي من أكثر من مورد، ففي حال تعرضت إحدى الدول لأي ظروف اقتصادية أو أمنية أثرت على الطلب الفندقي فسيكون لدينا فنادق في دول أخرى تعوض هذا التراجع، وعلى سبيل المثال السوق السورية تأثر بشكل كبير، ولكنّ لدينا ارتفاعاً في الطلب من فنادقنا في الإمارات ومكة ولبنان».
وقال: «تنوع فئاتنا الفندقية أيضاً يساهم في نجاحنا، فأوجدنا علامة (روتانا أرجان)، التي تخدم العائلات الخليجية بشكل أساس، والتي تفضل الشقق الفندقية، وعلامة (ريحانا) التي تخدم شريحة واسعة من العملاء الذين يفضلون الفنادق الحلال».
وقال: «مع قلة وجود الفنادق الاقتصادية من فئة الثلاث نجوم، والتي تخدم شريحة واسعة من الطبقة الوسطى، افتتحنا علامة (سنترو)، والتي أثبتت نجاحنا باستقطاب النزلاء بخدمات خمس نجوم ذات جودة عالية».
وفيما يتعلق بدور «روتانا» في توفير فرص عمل للكوادر الوطنية، أكد النويس «دائماً نعمل باستمرار على استقطاب المواطنين وتشجيعهم على العمل في القطاع الفندقي، من خلال تقديم حوافز كبيرة لهم، تساوي الحوافز المقدمة من الجهات الحكومية، فهذه الوظيفة تحتاج إلى شغف وحب للعمل».
وقال: «لدينا دور مجتمعي في الأسواق التي ندير فيها فنادقنا، فنقوم بتدريب القوى العاملة المحلية في تلك الأسواق، وتوفير فرص عمل لهم، وبالتالي نساهم إيجاباً في دعم المجتمعات المحلية في الأسواق التي نتوسع فيها.
وإضافة إلى أكثر من 11000 موظف يعملون لدينا، تدعم «روتانا» بشكل غير مباشر آلاف الوظائف في جميع أنحاء المنطقة».
فنادق روتانا في 26 مدينة
أبوظبي (الاتحاد)
تستمر خطة «روتانا» التوسعية، حيث تفتتح خلال السنوات الثلاث المقبلة، 49 فندقاً جديداً داخل وخارج الدولة، تحديداً في 26 مدينة في الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا، بقيمة استثمارية تبلغ 12.1 مليار درهم (3.3 مليار دولار)، ليرتفع إجمالي فنادقها إلى أكثر من 100 فندق بحلول عام 2020، وتضيف «روتانا» بهذه الافتتاحات 12.296 غرفة فندقية إلى محفظتها، ليرتفع إجمالي الغرف الفندقية التي تديرها إلى 27300 غرفة فندقية، ومن المقرر افتتاح 16 منشأة جديدة قبل نهاية عام 2018.
وتدير «روتانا» ما مجموعه 15,195 غرفة فندقية في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا عبر 21 مدينة موزعة على 13 بلداً، وفي كل عام تستضيف أكثر من 6 ملايين نزيل، وأكثر من 9 ملايين ضيف في مطاعم المجموعة التي تزيد على الـ300 مطعم.
عدد اليوم
