دبي-رويترز: قال محللون إن قتل أبومصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق لن يحقق الأمن لقطاع النفط الحيوي في البلاد حيث ستستمر الاضطرابات السياسية والعنف في تعطيل الصادرات والاستثمارات·
وهبطت أسعار النفط بأكثر من دولار بعد أن أعلن العراق أمس مقتل الزرقاوي الذي أعلنت جماعته مسؤوليتها عن بعض أعنف الهجمات في العراق· وكان فشل العراق في إعادة الصادرات النفطية إلى مستوياتها قبل الحرب بسبب العنف وسوء الإدارة قد دفع أسعار النفط الخام للارتفاع· وقال مصطفي علاني الخبير العراقي في مركز الخليج للأبحاث في دبي: 'نهاية الزرقاوي لن تمثل نهاية التهديدات للصادرات النفطية العراقية·
وأضاف نعم القاعدة هاجمت منشآت نفطية لكنها لم تكن اللاعب الوحيد ولم تكن اللاعب الرئيسي· وهناك عامل جديد كذلك· الأحزاب السياسية التي تستخدم تهديد قطاع النفط لكسب النفوذ·
' ويشن المقاتلون في العراق حملة عنف دامية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والحكومة العراقية ونفذوا عمليات تخريب متكررة استهدفت البنية الأساسية النفطية في الشمال لتعطيل الجهود المبذولة لزيادة صادرات النفط المصدر الرئيسي للإيرادات للحكومة·
والعراق الذي تضم أراضيه ثالث أكبر احتياطيات نفطية في العالم يجاهد لإنتاج مليوني برميل يومياً انخفاضاً من ثلاثة ملايين قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام ·2003 وأشارت بيانات مصادر ملاحية إلى أن صادراته في مايو بلغت نحو 1,5 مليون برميل يومياً·
قال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي أمس: إن العراق يعتزم زيادة انتاجه من النفط إلى 4,3 مليون برميل يومياً في عام 2010 أي أكثر من مثلي مستواه الراهن·
لكن مسؤولين نفطيين عراقيين يقولون إنهم لا يمكنهم زيادة الانتاج بمفردهم في حين تحجم أغلب شركات النفط العالمية عن الاستثمار حتى تتحسن الأوضاع الأمنية ويوضع إطار عمل قانوني واضح· وأعرب مسؤول نفطي عراقي عن أمله في أن يعزز قتل الزرقاوي وتشكيل حكومة لفترة ولاية كاملة الاستقرار في البلاد· وقال شامخي فرج مدير عام التسويق بوزارة النفط: 'نأمل في أن يكون تعيين وزيرين جديدين للدفاع والداخلية وقتل الزرقاوي مؤشراً ايجابياً على الأمن· 'وقال في اتصال هاتفي: 'نأمل أن يشجع ذلك المستثمرين والعاملين في قطاع النفط كما يشكل حافزاً لقوات الأمن لحراسة المنشآت النفطية بشكل أفضل· ' لكن بعض المحللين حذروا من المبالغة في توقعات تأثير مقتل الزرقاوي على الوضع الأمني في البلاد التي تشهد أيضاً عنفاً طائفياً·
وقال سعدالله الفتحي وهو مسؤول نفطي عراقي سابق: 'هناك حالة فوضى شاملة ولا أعتقد أن قتل الزرقاوي سيغير أي شيء· الأمر أعقد من ذلك·'وأضاف' غداً سيظهر شخص آخر (ليحل محله) وجماعة أخرى تحاول تنفيذ جدول أعمال معين· 'وقال المسؤولون: إن الصراعات بين فصائل الشيعة قد تتحول إلى حرب على حقول النفط الجنوبية· وحذر فصيل صغير من انه قد يوقف الصادرات من البصرة التي يمثل نفطها تقريباً كل إيرادات الدولة إذا لم يحصل على امتيازات من حكومة بغداد·
ويعتمد العراق بدرجة كبيرة على البصرة في الجنوب في صادرات النفط نظراً إلى توقف الصادرات من الشمال بسبب أعمال تخريبية·
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي: إنه مستعد لاستخدام القوة ضد الجماعات التي تعطل الصادرات للحصول على فدية·
إلى ذلك تراجعت أسعار النفط للعقود الآجلة باتجاه مستوى 70 دولاراً في التعاملات الصباحية أمس موسعة خسائرها الحادة التي منيت بها في الجلسة السابقة بعد أن أظهرت بيانات حكومية زيادة في مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم·
وانخفض الخام الاميركي لعقود يوليو 31 سنتاً إلى 70,53 دولار للبرميل بحلول الساعة 0335 بتوقيت جرينتش بعد أن هبط 1,68 دولار أو 2 في المئة في الجلسة السابقة· وتراجع خام القياس الأوروبي مزيج برنت 21 سنتا إلى 68,95 دولار بعد ان خسر 1,55 دولار في جلسة أمس الأول· وأظهر تقرير حكومي يوم الاربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والبنزين زادت الاسبوع الماضي الأمر الذي حد من المخاوف بشأن الإمدادات مع بداية موسم الصيف الذي يصل فيه الطلب على وقود السيارات إلى ذروته· وقالت إدارة معلومات الطاقة في تقريرها الاسبوعي إن مخزونات الولايات المتحدة التجارية من النفط الخام زادت 1,1 مليون برميل إلى 346,6 مليون برميل وساعد على ذلك هبوط الطلب من المصافي المحلية وزيادة الواردات·
وقال التقرير إن مخزونات البنزين ارتفعت للأسبوع السادس على التوالي مسجلة زيادة بلغت مليون برميل إلى 210,3 مليون برميل على الرغم من هبوط إنتاج مصافي التكرير وانخفاض طفيف في شحنات وقود السيارات·
عدد اليوم
