الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منافسة بين الأسماء العربية والأجنبية في لبنان

منافسة بين الأسماء العربية والأجنبية في لبنان
25 يونيو 2012
(بيروت)- تنتشر حمى الأسماء الاجنبية والعربية التي تطلق على«لافتات» الشركات والمؤسسات والمحال بأوساط المجتمع اللبناني في زمن العولمة والحداثة والانفتاح، الذي يرخي ظلاله الثقيلة على مختلف أوجه وجوانب الحياة العامة الاستهلاكية وغيرها. وتنتشر الحمى يوماً عن آخر، وتندرج من المؤسسات والشركات والمطاعم والمقاهي، ذات العلاقة العضوية الواضحة بالمفاهيم الغربية، وصولاً الى “الدكاكين” الصغيرة وحتى باعة العربات المتجولين، التي بدأت تغزوها هذه الظاهرة. ملحمة السعادة، الوفاء، الحلال، مصبغة المودرن والنظافة، الاناقة، مطاعم الدار بيتي، كرم، أبو حسن، نصر، أم شريف، وملاهي، أسرار، ظل القمر، المسايا، إلى استراحات الموردي، الاونيسكو، أبراج، فحلويات صفصوف والبابا، الصمدي والشرق، والاخلاص، وغيرها من الاسماء تصل الى حدّ المئات بل الآلاف، إذا اردت تعدادها فأنت بحاجة الى مجلدات ضخمة وخرائط طرقات لتصل اليها، بالرغم من صغر مساحة لبنان. الانتاج الاستهلاكي وتتباين الآراء في هذا المجال، ولكن ثمة اجماعاً على اعادتها الى حمى التمدن والانفتاح الاستهلاكي، كما يقول المواطن عصام كرشت الذي يعلق على هذه الظاهرة الآخذة في التوسع والانتشار، لتطول لغة الحوار والمخاطبة، مشدداً على ان مواكبة العصر ضرورية في هذا الزمن، شرط ان لا ننسى تراثنا وماضينا، فبدلاً من استعمال كلمة «شكراً» صارت الكلمة مرسي الفرنسية، او ثانك يو الانجليزية هي السائدة، وبدلاً من كلمة عذراً سادت عبارة بردون عدا أن الاسماء العربية الاصيلة اختفت، لتحل محلها اسماء فلورا ونانا وسيمون وكلوديا. اما في الاسواق، فقد اختفت تلك الاسماء المألوفة لدى المواطن، مثل محل البركة ومؤسسة العطاء وشركة المحبة، ودكان النصر، وسوق آياس وسوق الطويلة، لتحل محلها اسماء ميامي ومونت كارلو ونايس ستيل، وسيلفيا وكارتر، ونقرأ اسماء اخرى لـ”ملك البطاطا والبسترما وقطع واكسسوار الزعيم والمظلوم، وابو الزلف والقرقوطي، مقابل مصطلحات بل تورز وانترناشيونال كومباني وميدغليف، وايفيس لتأجير السيارات، والامر لم يقتصر على العاصمة بيروت، بصفتها مركز الثقل في الانشطة التجارية، بل وصل الى القرى والريف اللبناني. وهكذا نرى الانفتاح حسب رأي محمد نصرت، الذي هو ضرورة ملحة وحاجة قائمة، قد طاول التراث والحضارة، وهذا ما يستدعي التخفيف من هذه الظاهرة، والقيام بحملة تهريب شاملة للاسماء الاجنبية المتعددة السائدة في الاندية والمحال والمدارس، وكل ما هو غير مرتبط بالواقع البعيد عن الاصالة بكل مفاهيمها، حتى بتنا نشهد منافسة حامية بين الاسماء الاجنبية والاخرى العربية، في كثير من الاماكن والمحال، وهذا ايضاً ما نراه في الاسواق التي اختفت فيها الاسماء المألوفة لدى المواطن، لتحل محلها اسماء غريبة عجيبة. البعض في لبنان والخلاصة التي يروجها العديد من المواطنين، بأن هذه الاسماء ناجحة وتعايش الواقع بكل ابعاده، يراها ماجد الاسعد غير ذلك، حيث يذكر بقرارات عديدة ظهرت في الماضي، تمنع اطلاق اسماء اجنبية على المحال، ويشير الى أنه في عام 1957 بدأت حملة تعريب شاملة للاسماء الاجنبية للمدارس والمحال، وفي الستينات ايضاً صدر قرار بتعريب أسماء شركات القطاع العام التي تحمل اسماء اجنبية، لكن مع بداية السبعينات وضعت تلك القواعد على الرفوف، وظهرت انماط استهلاكية جديدة تحت دعوى الانفتاح. ثقافة المجتمع اما في لبنان، فان الدراسات الاجتماعية ترى ان التسمية مهما كانت، فان لها منطق حيث تعبر بصورة مجتزأة ومركزة عن القيم الشائعة في ثقافة المجتمع، وتعد الاسماء دلالة اجتماعية على التغيير الاجتماعي، وتتابع الدراسة التفسير حول صلة الاسماء بالبناء الاقتصادي المنتشرة من الطبقات العليا الى الطبقات الدنيا، وللاسماء علاقة بالبناء السياسي ايضاً، لانه في ظروف سياسية معينة قد تمنع اسماء بذاتها، وموضة، الاسماء الاجنبية وغيرها تتبع في انتشارها خطاً يشبه انتشار أي موضة، وتأتي في موجات اثر موجات، وتترك الاسماء تأثيراتها المختلفة على الفرد في تعامله اجتماعياً. ويقول احد اصحاب المؤسسات ان الانتقادات والملاحظات ذكرتني بصاحب مصبغة اطلق عليها اسم غير عربي، وكان صاحبها يدعى عبد الحليم احمد، فقد العديد من الزبائن بسبب الاسم المذكور، وهذا يدل على ان “فرنجة” اللافتات لم تنجح في كل المناطق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©