السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جماهير «التانجو» تواصل السخرية من أصحاب الأرض

جماهير «التانجو» تواصل السخرية من أصحاب الأرض
13 يوليو 2014 01:18
منذ تأهل منتخب الأرجنتين إلى المباراة النهائية لكأس العالم، والجماهير البرازيلية أعلنت رغبتها الصريحة، وانحيازها التام لتشجيع منتخب ألمانيا، على الرغم من أن الألمان هم الذين كانوا السبب في إقصاء البرازيل، من خلال هزيمة قاسية وتاريخية، ولكن البرازيليين اختاروا أن العيش في جحيم الألمان خير من جنة الأرجنتين، هذا التوجه الصريح لدى البرازيليين استفز الجماهير الأرجنتينية التي تحكمت في مفاصل مدينة ريو دي جانيرو وتوافدت بالآلاف، من أجل مؤازرة منتخب بلادهم في المباراة النهائية. وبدأت الجماهير الأرجنتينية في الشماتة من جماهير الجارة اللدودة مستنكرة أن يقوموا بتشجيع المنتخب الألماني الذي أذل البرازيليين وأذاقهم المرارة بهزيمتهم بسباعية، وأضافوا كيف يأتي منتخب أوروبي إلى قارة أميركا الجنوبية ويعود بكأس العالم منها؟، وأكدوا أن المنتخب الأرجنتيني هو الأمل الوحيد حالياً، من أجل الإبقاء على كأس العالم في حدود القارة. وعلى سبيل السخرية قال أحد المشجعين الأرجنتينيين إنه لم يكن هناك برازيلي أو أرجنتيني ليتوقع هزيمة المنتخب البرازيلي بهذه الصورة المذلة، وتسجيل 7 أهداف دفعة واحدة و4 أهداف في 6 دقائق هو أمر يدعو للعجب، كما أنه إنذار للمنتخب الأرجنتيني من أجل الحذر في المباراة النهائية، وأضاف المشجع أنه لم يشاهد المباراة كاملة، حيث كان في ساو باولو لتشجيع المنتخب الأرجنتيني أمام هولندا، ولكنه بدأ في نصب الخيمة والألمان متقدمون بهدف واحد، وما كاد ينتهي من نصبها حتى كانت النتيجة 5 أهداف ألمانية في مرمى أصحاب الأرض. مع اقتراب لحظة الحقيقة، توافد آلاف الأرجنتينيين على مدينة ريو دي جانيرو التي ضاقت طرقاتها بالسيارات تحمل لوحات بونيس آيرس وبقية مدن دولة الجوار، التي حضرت إلى أرض «السامبا» لتحقيق حلمها بحصد اللقب وعدم التفريط فيه. وملأت قمصان عشاق «التانجو» شوارع ريو دي جانيرو، خاصة في منطقة الكوباكابانا التي تحولت إلى مقر حصين لأنصار «الألبيسليستي» خلال البطولة، بعدما احتمى بأرصفتها أعداد غفيرة منهم، وزادت مع تأهل رفاق ميسي إلى المباراة النهائي التي تجمعهم اليوم أمام «المانشافت الرهيب» اليوم. وأعلنت الجماهير الأرجنتينية التحدي مبكراً، فلم يخل شارع من مجموعة مشجعين يهتفون ويتغنون بأهازيج دعم المنتخب المقبل على مواجهة مصيرية، تحدد ما إذا كان مونديال البرازيل هو بداية تحول ميسي لأسطورة جديدة لبلاد «التانجو» على غرار دييجو مارادونا معشوق الجماهير الأرجنتينية الأول حتى الآن، أم يظل مجرد لاعب عالمي من الطراز الرفيع دون إنجاز بحجم المونديال يحصده لبلده وجماهيره المتعطشة. ولعل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها اللجنة المنظمة للمونديال تكشف ضخامة المشهد الآن في المدينة المستضيفة للنهائي، حيث تم توفير 26000 جندي وفرد أمن لتأمين المباراة وما حول ملعب الماراكانا، وبدأت منذ أول من أمس خطة نشر عناصر الأمن البرازيلي في مختلف الشوارع بمدينة ريو دي جانيرو، خاصة أنه من المعروف عن الجماهير الأرجنتينية ميلها لافتعال المشكلات، خصوصاً مع الجماهير البرازيلية، ويكفي ارتداء عدد منها قمصان كتب عليها «الفضيحة 7-1» في إشارة لهزيمة السيليساو على أرضه من ألمانيا. وهو القميص الذي كاد أن يسبب مشكلات في أروقة البطولة لولا يقظة الأمن الذي يتعامل بحزم في مثل هذه المواقف، فلم يحدث ما يعكر صفو ختام المشهد حتى الآن، حيث يتوقع أن يشعل هذا القميص أزمة خلال الساعات القليلة القادمة بين جمهور البلدين، وهو ما يخشاه الجميع هنا في ريو دي جانيرو. وقبل ساعات قليلة من مواجهة النهائي انتشرت في أروقة شوارع المدينة المستضيفة وحول ملعب الماركانا الذي سوف يشهد حفل ختام المونديال مساء اليوم، لافتات «أشتري تذكرة النهائي بأي سعر» وكان يحلمها العشرات من جماهير الأرجنتين التي حلت على مدينة ريو وتسببت في اكتظاظ شوارعها وازدحام حركة السير خلال اليومين الماضيين على وجه التحديد. وأفاقت ريو دي جانيرو صباح الخميس الماضي على أصوات الجماهير الأرجنتينية التي بدأت في غزو المدينة بشكل مكثف، مما تسبب بحالة من الإزعاج للسكان الذين سوف يعيشون تحت حصار هذه الجماهير حتى نهاية البطولة. ويتمثل الجانب الآخر الذي يعد كابوساً بالنسبة للبرازيليين، في قدرة رفاق ميسي في رفع كأس العالم على الأراضي البرازيلية مساء اليوم، وهو ما يعتبره البرازيليون إهانة شديدة تتجاوز فوز الأوروجواي على البرازيل في «الماراكانازو» الشهير عام 1950. ومن أصل 31 دولة مشاركة في كأس العالم إلى جانب المنتخب المستضيف البرازيل شكل الأرجنتينيون النسبة الأكبر من الجماهير الزائرة، ومن المتوقع أن يصل عددها اليوم في ريو دي جانيرو إلى 100 ألف مشجع. وجاء الكثير من الجماهير عبر الحدود البرية التي تفصل بين الدولتين، وأقاموا في سياراتهم وفي المقطورات والحافلات أو في خيام جلبوها معهم ونصبوها على الشواطئ، ومنذ بداية البطولة لم يتوقف الأرجنتينيون عن استفزاز أصحاب الأرض، من خلال الهتافات الساخرة، وجاءت الخسارة البرازيلية المذلة أمام ألمانيا لتكون مادة دسمة لهذه الجماهير الأرجنتينية. وفي المقابل حافظ البرازيليون على ضبط النفس ولم ينساقوا خلف الاستفزاز الأرجنتيني، حتى بعد الخسارة أمام ألمانيا، وبينما كان الأرجنتينيون يرفعون أياديهم التي تشير بسبعة أصابع نسبة إلى عدد الأهداف الألمانية كانت الجماهير البرازيلية ترد عليهم في هدوء شديد برفع الأصابع الخمسة في إشارة إلى خمس كؤوس عالم حققها البرازيليون في تاريخ البطولة. وعلى الرغم من أن نيمار النجم البرازيلي أعلنها صريحة أنه يتمنى فوز الأرجنتين باللقب، وذلك لأن فرقة التانجو تضم لاعبين من فريقه برشلونة، إلا أن هذه الأمنيات لا تمثل البرازيليون كلهم، حيث يعتقد الغالبية أن فوز المنتخب الأرجنتيني باللقب سيكون أسوأ يوم في تاريخ البرازيل، وأن الأرجنتينيين سوف يستغلون هذا الحدث للسخرية من البرازيليين مدى الحياة. وقبل بداية البطولة كانت هناك مخاوف من قدوم «الهوليجانز» الأرجنتينيين إلى البرازيل والقيام بأعمال عنف في أروقة البطولة، ولكن قامت السلطات البرازيلية بمنع 2100 من هؤلاء المشاغبين من الدخول إلى البرازيل بناء على قائمة تسلمتها السلطات البرازيلية من نظيرتها الأرجنتينية، كما تم اعتقال 40 مشجعاً أرجنتينياً في الملاعب. ومن أجل منع حدوث ما قد يعكر الصفو ستقوم الجهات الأمنية بمضاعفة إجراءاتها هذا المساء في المنطقة المحيطة بملعب ماراكانا، ومنذ أن تأهل المنتخب الأرجنتيني إلى المباراة النهائية لكأس العالم، بدأت الجماهير الأرجنتينية في التوافد بالآلاف إلى مدينة ريو دي جانيرو حيث تقام المباراة الحاسمة بالنسبة للأرجنتينيين، من أجل استعادة أمجاد غابت منذ 28 عاماً. وأعلنت وزارة السياحة البرازيلية أن 10% من عدد الأرجنتينيين الذين يزورون البرازيل كل عام سيقومون بزيارة ريو دي جانيرو خلال 3 أيام فقط، حيث من المتوقع أن عدد الأرجنتينيين في المدينة يصل اليوم إلى 100 ألف شخص حسب معلومات القنصلية الأرجنتينية في البرازيل. ومن أجل تأمين الإقامة لهذا العدد الهائل من الجماهير الأرجنتينية قامت الجهات المسؤولة في المدينة بتوفير 250 مقطورة سكنية، كما تم تركيب العديد من المخيمات في المناطق المفتوحة. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©