بروكسل-وكالات الأنباء:أعلن وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين اجتمعوا في بروكسل أمس إن الحلف لم يعد يركز على خوض 'حرب كبرى واحدة في خطوة رسمية لدفن جذور الحروب الباردة التي خاضها، وأكد تحوله من حلف عسكري إلى منظمة أمنية حديثة ·بينما تصدرت زيادة القوات الأطلسية في افغانستان جدول أعماله·
وفي محاولة للتأقلم مع 'حقائق القرن الحادي والعشرين' قال المتحدث باسم حلف شمال الاطلسي جيمس أباثوراي إن الوزراء تبنوا خطة جديدة للاولويات العسكرية للتعامل مع عدة صراعات أصغر حجما في أماكن مختلفة من العالم·
وقال أباثوراي إنه في 'تعديل جوهري' لخطط الحلف العسكرية الجديدة إن الحلف 'لم يعد يتهيأ لخوض حرب واحدة كبرى وإنما للتعامل مع عدة عمليات صغيرة'·وأضاف أنه سيكون بمقدور الحلف إرسال قوات يصل قوامها إلى 60 ألف جندي للمشاركة في عمليتين كبيرتين في وقت واحد وكذلك ست بعثات صغيرة مشتركة تحتاج إلى نحو 30 ألف جندي·
وأقر أباثوراي بأن الاستراتيجية الجديدة 'طموح' ولكنه قال إن الحلف يشارك بالفعل في عمليات في أفغانستان وكوسوفو ويجري عمليات تدريبية في العراق ولقوات الاتحاد الافريقي في دارفور·وقال 'أثق في أن الارشادات الجديدة يمكن الالتزام بها' مضيفا أن هناك 4ر1 مليون جندي من 26 دولة عضوا تحت تصرف الحلف·وأضاف أن حلف شمال الاطلسي في ثوبه الجديد سيتعاون بشكل أوثق مع غيره من الهيئات الدولية مثل الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي·
وقال أباثوراي إن الوزراء واثقون من أن الاستعدادات تجري للاعلان عن إنشاء قوة الرد السريع المقرر أن تنتشر في أكتوبر المقبل·وفي إطار تحول الحلف من حلف عسكري في فترة الحرب الباردة إلى منظمة أمنية حديثة ستنتشر القوة الجديدة المؤلفة من 25 ألف جندي في مناطق الصراع الساخنة في العالم وستشارك في عمليات مكافحة الارهاب·وقال دبلوماسيين إن خطط إنشاء هذه القوة يواجه صعوبات بسبب رفض العديد من الحكومات توفير جنود واعتمادات·
وتعهد وزراء دفاع الحلف بالضغط في سبيل مضاعفة أعداد قوات الحلف في أفغانستان وقال الامين العام للحلف ياب دي هوب شيفر إن قوات التحالف سترد 'بعنف' على هجمات المسلحين·وأضاف إن 'من الواضح إننا نتعرض لاختبار وسنرد ردا عنيفا وشاملا'·
وقال شيفر في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع الافغاني عبد الرحيم وارداك إن الناتو يدفع قدما بخطط زيادة عدد القوات في منطقة جنوب أفغانستان المتوترة حيث ستزيد أعداد القوات من نحو 9000 إلى 17 ألفا بنهاية يوليو المقبل·وأصر على 'أننا سنمضي قدما في سبيلنا'،وقال'دعونا لا نشك في عزم حلف الناتو وقدرته على أداء المهمة'·
واضاف'ليس بمقدورنا أن نسمح لطالبان بمواصلة طريقهم كما أننا لن نقبل ذلك'·واعترف رغم ذلك بأن القوات التي يقودها الحلف ستلقى مقاومة من 'المخربين' ومن بينهم مقاتلو طالبان ومهربو المخدرات·ولكنه حذر من أن المهمة التي يقودها الحلف يجب أن تحظى بدعم الحكومة الافغانية مشيرا إلى أن 'الناتو لا يمكنه حل مشكلات التنمية بمفرده '·
من جانبه حذر وارداك من أن قوات الناتو في الجنوب تواجه 'قدرا ضئيلا من الازمات' منذ شهر أو شهرين ولكنه أعرب عن ثقته في أنه سيكون هناك 'تغيير كبير في الوضع الامني في الجنوب'·وقال تستفيد 'طالبان وحلفاؤها' حاليا من ميزة نقل المهام من القوات التي تقودها الولايات المتحدة إلى قوات الناتو لتصعيد هجماتهم على القوات الاجنبية·
وصرح وزير الدفاع الالماني فرانس جوزيف يونغ بأن العنف في أفغانستان هو مصدر 'القلق المتزايد'·وقال إن عدد الهجمات على قوات التحالف خلال الشهور الستة الماضية تجاوز عدد الهجمات التي وقعت خلال عام 2005 ولكنه قال إن عمليات ايساف ضد الارهاب وضد المخدرات ستساعد في تخفيض معدل العنف·
عدد اليوم
