الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آمنة الفرض: لف الورق فن جميل يستحق الاعتراف به

آمنة الفرض: لف الورق فن جميل يستحق الاعتراف به
24 سبتمبر 2010 22:23
بدأت هاوية وعاشقة للفنون الرزقية، جرها فضولها للاضطلاع والبحث في مواقع شبكة الإنترنت والمنتديات وسطور كتب الهوايات، فسقت موهبتها ورعتها حتى كبرت وفاقت توقعاتها، حيث سارت في درب لف الورق ولصقه لتخلق لوحات فنية جميلة ومتميزة. إنها آمنة حميد الفرض، الحاصلة على ماجستير إدارة أعمال تخصص علوم وإدارة مصرفية، وحاصلة على لقب أستاذة من كل من أميركا وبريطانيا ولازالت تبحث عنه في الإمارات حوّلت الفرض هوايتها في الفنون الورقية إلى عشق ثم تحد، حيث تنوي تأسيس جمعية تعطي الاعتراف بعملها، وتحتضن باقي المواهب. وما زالت تسعى لتحقيق ذلك، ومن أجل عشقها لهذا الفن تركت وظيفتها لتقدم الدورات طوعاً، وهي تعمل اليوم وتعلم وتنوي القيام بمشروع شخصي يحتضن أعمالها كما ستشارك في مسابقة ببريطانيا بعدة فئات فنية كأول إماراتية في هذا المجال الفني. لكبيرة التونسي (أبوظبي) ـ انتقدت مدرسة التربية الفنية عم آمنة الدقيق، فحاولت تغيير طريقة نسجها لرسومات يصعب قراءة جزئياتها وتفاصيلها، لكنها لم تفلح، فتجرأت على الورق وألوانه واتخذت من خاماته المختلفة مادة لقص ولصق أجمل اللوحات وأجملها.. ومع توالي الأيام باتت لديها طريقة رائعة في تقديم فن فريد الطابع. عن كيفية تشكيل معرفتها بهذا الفن-لفّ الورق- تقول الفرض: «في الصفوف الابتدائية لم أرغب يوماً المشاركة في الأعمال الفنية، حيث كانت توجهنا مدرسة التربية الفنية إلى بعض الأعمال التي لم أكن أحبها، وكانت غالباً ما تنتقدني مدرسة هذه المادة وتقول إن أعمالي دقيقة جداً، وتخبرني «يجب تكبير ما تقومين به»! وكنت غالباً ما أحاول الرضوخ لأوامرها، لكن الموضوع كان أقوى مني، بحيث لا أستطيع عمل أكثر من ذلك». عن أعمالها ومسيرتها الفنية وأحلامها الممتدة في المستقبل والمرتبطة بفنها، تقول: «كنا نسافر كثيراً، وخلال السفر كنت دقيقة جداً فيما يخص كل ما أراه بحيث كنت أقف عند التفاصيل والجزئيات، ونظراً لمحدودية الاهتمام بهذا العمل في المدرسة، فإنني غالباً ما كنت أجد متعة في اللعب بالمقص والأوراق، أقص وألصق، كبرت لوحاتي مع الوقت، لكن ظلت تفاصيلها ومكوناتها صغيرة. بداية الطريق تذكر الفرض أن أول سنة اقتربت فيها من الفن الذي باتت تتخصص به كانت سنة 2004، عن ذلك تقول: «شغفي بفن لف الورق دفعني لممارسته من غير أي ضوابط، فقط بشكل شخصي، اشتريت عدة كتب لتنمية الهوايات، ومن بينها كتاب به بطاقات وطرق صناعتها، هكذا بدأت صناعة هذه البطاقة، من خلال هوايتي وهي القص ولف الورق وتشكيل أشرطة، وورود وغيره.. نجحت وبدأت مسالك طريقه، حيث اشتريت كتابا بأوراق ملونة، وشكلت البطاقة كما رأيتها في كتاب الهوايات». تضيف: «في سنة 2006 تغيرت وجهة بحثي في عمق هذا الفن، بفضل المنتديات التي استفدت منها كثيراً، وفي سنة 2009 شاركت في معرض جماعي تحت عنوان «إبداعات إماراتية 2009» ومن هنا بدأ الناس يعرفون أعمالي من خلال اللقاءات الإعلامية، وبدأت مسيرة أخرى، حيث أعطيت دروساً ودورات في هذا الفن بشكل تطوعي، كما أنني لم أستفد من أي دخل حققه لي هذا الفن، هو فقط حبي وعشقي لهذه الأعمال يحركني نحو عمل الأفضل، وذلك من أجل التعريف به وتوصيله لأكبر شريحة من الناس. لذا أعطيت دورات في كل من المركز الثقافي لأم القيوين، كما قدمت ورشات في مدارس دبي ونادي السيدات بالشارقة». أحلام مستحقة تخلت الفرض عن عملها من أجل هذا الفن، حيث تعمل على التعريف به، والتنسيق في اتجاه عمل الأحسن في سبيله، في هذا الخصوص تقول: «أنا بصدد تأليف كتاب عن فن لف الورق، وسيكون بإذن الله أول كتاب يصدر باللغة العربية يعرف بهذا الفن. وأحلم بتأسيس مجموعة عربية تعنى به من مجموع الدول العربية والأجنبية، حيث أتواصل مع مجموعة كبيرة من المهتمين والشغوفين بهذا الفن، كما أنني أعمل جاهدة وأسعى لإطلاق جمعية في الإمارات تكون نافذة على العالم للتعريف به واحتضان المهتمين به في الإمارات». تضيف: «لكون الجمعية يلزمها أناس متفرغون تقدم دورات وتقوم بمعارض فهذا كله جهزنا له، وما ينقصنا إلا الأوراق الرسمية، كما يهمني أن يظهر عملي على المستوى الدولي لأمثل بلدي أحسن تمثيل». تبادل ثقافات زارت الفرض العديد من البلدان واستفادت من خبراتها في مجال فن لف الورق، ومن بين هذه البلدان اليابان وعن ذلك تقول: «لم أعرف سابقاً أن الفن يفتح مجالات واسعة للتعريف بالبلد الأم وبثقافته وعاداته وتقاليده، وهذا ما حصل في اليابان، كما أنني كنت أشارك ببعض الأعمال، وأقول إنها لن تكون في نفس المستوى الياباني، لكن حققت ما أبهرني، من تقدير لقيمة هذا العمل من اليابانيين أنفسهم، كما أن عملي دقيق جداً، وجدت أن اليابانيين يعملون على جزئيات أصغر مما أعمل عليها، وهنا تذكرت انتقاد معلمتي في الصفوف الابتدائية». وتسترسل مضيفة: «أكبر لوحة شكلتها عن طريق لف الورق استغرق العمل بها 70 ساعة، وتعتبر هذه اللوحة الوحيدة التي بعتها بـ3.500 درهم وكان ذلك عن طريق الصدفة لأنني لم أعرض يوماً لوحاتي للبيع». آراء وألقاب تشير الفرض إلى أنها تشكل لوحاتها فقط بالورق والصمغ، ولا تستعمل أسلاكا أو أي أدوات أخرى، كما أنها تقرأ الكتب عن طريق القراءة السماعية بخاصة ما يتصل بهذا الفن. وأكدت أنها عاشقة للقراءة حيث تقرأ كتاباً في الأسبوع، ومن الكتب التي تحبها قصص الأطفال وكتب تطوير الذات. أما عن أصغر لوحة أنجزتها تذكر آمنة «إنها أصغر من حجم كف اليد». وعما قاله اليابانيون وغيرهم عن فنها، تقول: «رأيهم في أعمالي إيجابي جداً ومشجع، ويلقبونني بالأستاذة في هذا الفن، ولازلت أسعى وراء إقامة معرض شخصي لي في الإمارات أو معرض جماعي يضم أعمال كل من علمتهم، كما أنني أتلقى دعوات من كل من قطر والكويت وعمان لتقديم دورات هناك». إضاءات ? قامت آمنة حميد الفرض في أبريل الماضي بمشاركة شرفية في التجمع السنوي ومجموعة أميركا الشمالية كأول مشاركة عربية. ? قامت مؤخراً بزيارة لليابان خلال شهر يوليو والمشاركة في المعرض السنوي «مجموعة اليابان لفن لف الورق» إضافة إلى حضور ورشة عمل هناك. ? تشارك اليوم 25 سبتمبر في مسابقة المجموعة البريطانية في فن لف الورق في خمس فئات من مجموع تسع فئات، منها: فئة البطاقات، فئة المجسمات، فئة الإطارات، مجسمات ثلاثية الأبعاد، وغيرها». ? تسعى حالياً- لتأسيس أول مجموعة عربية في العالم في لف الورق (المجموعات الحالية في العالم: اليابان، بريطانيا، أميركا). ? الفرض عضو في المجموعات الثلاث كما أنها ممثلة مجموعة أميركا الشمالية في الإمارات والشرق الأوسط وأول عربية تنضم في المجموعات الثلاث. ? تعمل على تأليف أول كتاب باللغة العربية يسعى للتعريف بهذا الفن وتعليم أساسياته. ?تقوم بكل أعمالها وبرامجها بتمويل شخصي ولم تقم أي جهة أو مؤسسة بتقديم الدعم لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©