الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فيديو.. هزاع بن زايد: الإمارات جزء لا يتجزأ من جهـود الارتقاء بالإنسانية

فيديو.. هزاع بن زايد: الإمارات جزء لا يتجزأ من جهـود الارتقاء بالإنسانية
3 ديسمبر 2016 12:55
إيمان محمد، ناصر الجابري، عمر الأحمد (أبوظبي) أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أن الإمارات جزء لا يتجزأ من الجهد الإنساني للارتقاء بالإنسانية وحماية الإرث الثقافي. وقال سموه، خلال حضوره افتتاح مؤتمر «الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر» الذي تستضيفه أبوظبي لمدة يومين: «إننا في اليوم الوطني الـ 45، شهدنا افتتاح مؤتمر حفظ التراث المهدد بالخطر، ما يعد رسالة عالمية تنطلق من أبوظبي بأن بناء الدول لا يكتمل إلا بحفظ إرث الإنسانية». وأوضح سموه أن الإرهاب لا يحاول فقط تقويض المجتمعات والدول، بل يسعى للقضاء على ما شيدته الأمم والحضارات، ومن هنا تنبع أهمية أن تحتضن الإمارات هذا المؤتمر العالمي. وكانت أعمال مؤتمر «الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر» قد انطلقت في أبوظبي، أمس، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا، ولي عهد أم القيوين، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، إضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين. كما شارك في الافتتاح، عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة، وكبار المسؤولين الحكوميين والخبراء المختصين، وناشطي المجتمع المدني المدافعين عن قضايا حماية التراث الثقافي والإنساني، إلى جانب ممثلين عن أكثر من 40 دولة، تشمل جهات حكومية وخاصة تمثل الدول التي تعرضت كنوزها التراثية للتلف أو الفقدان، جراء النزاع المسلح، والجهات المهتمة بقضايا حماية التراث الثقافي. ويدعم المؤتمر الجهود العالمية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» في مجال حماية التراث الثقافي في مناطق النزاعات المسلحة، ويسهم في تحديد الوسائل ووضع الممارسات المستدامة لحماية الموارد الثقافية، وكذلك إنشاء شبكة من الملاذات الآمنة حول العالم. وانطلقت صباح أمس، أعمال اليوم الأول من مؤتمر «الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر»، في فندق قصر الإمارات في أبوظبي بمشاركة وفود من 40 دولة حول العالم، تلبية لمبادرة أطلقها كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونيسكو). وبدأت أعمال المؤتمر بكلمة لمحمد خليفة المبارك، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والممثل الرسمي لدولة الإمارات، عرض فيها المبادرة ومنطلقاتها وقال: «التُراث الثقافي هو الشاهِد الوحيد القادِر على رَسْم حَضارة الشُعوب، لذلك أَوْلَت دولتنا اهتماماً خاصاً بالتراث، وسَعَتْ إلى الحفاظ عليه وحمايته من الانْدِثار، وبادَرَ قادَتِنا بِتَأسيس المتاحف وإطلاق حَمَلات التَنْقِيب عن الآثار في مختلف أرجاء الدولة، حتى تَمَكّنا من اكتِشاف تاريخ هذِهِ الأرض وتاريخ أجدادِنا. نحنُ هنا اليوم بِسبب أعمال التدمير المُؤْسِفَة للمَواقِع الأثرية التي تحكي تاريخ البَشرِيَة، ونَخسَر بِسبَبِها جُزءا من حضارات لا يُمكِن تعويضها. ونَعلَم أن المُجتمع الدُوَلي لا يمتَلِك حالياً الوَسائِل الكافية لُمكافَحَة الاعتِداء على التراث الثقافي وتَدمِيره. وما يَحدُث في العالم اليوم في مواقع مثل سوريا والعراق ومالي يُثير مَخاوِف دُوَلية مَشروعة، لِذلِك يَجِب العمل للتنسيق المُباشِر بينَ البُلدان ومُنَظَمَة اليونيسكو». وأشار المبارك إلى الروابط العميقة التي تربُط دولة الإمارات العربية المتحدة وجُمهورية فرنسا التي تتعاون معها لإطلاق المبادرة، فهناك علاقات وتفاهُم مُتَبادَل يمتد عبر العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية. إذ تَعكُس المشاريع الثقافية الكُبرى هذِه الروابِط المَتِينة مثل السوربون أبوظبي ومتحف اللوفر أبوظبي. ولِذلك، تعمل الحكومتان سَوِياً لطَرْح مُبادرة عالمية، تحت رِعاية اليونيسكو، لحماية التراث الثقافي المُهَدَد بالخَطر». وحدد المبارك الخطوتين الأهم في المبادرة والتي سيتم الاتفاق عليهما خلال المؤتمر، والخطوتان هما: «إنشاء صُندوق دُوَلي لِحِماية التُراث الثَقافي في مناطق الصِراع تَبلُغ قيمَتُه 100 مليون دولار، والذي سَيَدعَم عَمَلِيات تمويل التراث الثقافي وتَرْميمِه. إلى جانِب إنشاء شَبَكَة دُوَلِية للمَلاذات الآمِنة لِحِماية المُمتَلكات الثقافية المُهَدَدَة بالخطر والمُحافَظَة عليها. وسَيَتِم الإِعلان في نِهاية المُؤتَمَر عن «ميثاق أبوظبي» الذي يَهدِفُ إلى إيجاد وَسائِل عملية للحِفاظ على التراث الثقافي». وأضاف «سَتُسْهِم مُبادَرَتِنا في تغيير مَسار التاريخ، وسَيُؤكد التزامنا بالمستقبل وضمان نقل إرث السلام والتسامُح الذي وَرِثناه عن آبائِنا وأجدادِنا إلى الأَجيال القادِمة، نحنُ اليوم أمام مُنعَطَفْ تاريخي نحتاج فيه إلى التعاون سَوِياً لِحِفْظ تُراث وثقافات العالم». مبادرة تاريخية وتحدث جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس وممثل الجانب الفرنسي عن أهمية المبادرة التي وصفها بأنها تاريخية، وأثنى على جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال حماية وحفظ التراث قائلاً: «تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، علاقات عميقة وفهم مشترك للعديد من القضايا على المستوى الاقتصادي والسياسي والثقافي. وتنظر كل من دولة الإمارات وفرنسا إلى قضية التراث الثقافي باعتباره حجر الأساس لبناء علاقات دولية متينة، ونحن بدورنا ننظر إلى كلا البلدين كشركاء في مجال حماية التراث الثقافي في أوقات النزاعات العنيفة». وأضاف لانغ: «لدينا القليل من الوقت، والتحديات أكبر، وقد حان الوقت للعمل جميعاً من أجل تحريك المجتمع الدولي على المستوى الرسمي والمجتمعي في هذا المجال، والدفع بجهود حماية التراث الثقافي وترميمه في المناطق التي تهددها الصراعات المسلحة والأنشطة الإرهابية. وتعتبر دولة الإمارات، مثالاً يحتذى به في هذا المجال، وقد نجحت دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة، بدءاً من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في تمهيد الطريق أمام وضع وتنفيذ حلول فاعلة، وأود أن أؤكد مجدداً شكري لدولة الإمارات على قيادتهم لهذه المبادرة». وأكدت سعادة إيرينابوكوفا، المدير العام لليونسكو، على أهمية المؤتمر والضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات فاعلة وعملية قائلة: «إن التراث الثقافي الذي يتعرض للدمار في منطقة الشرق الأوسط حالياً قد طالت تبعاته المجتمع الدولي، ونحن في منظمة اليونسكو قد بدأنا فعلياً في التحرك على نطاق عالمي من أجل حماية التراث الإنساني في مناطق الصراعات. إن حماية التراث لا يجب أن تنفصل عن حماية حياة البشر، ولا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك، ومن هنا سنعمل معاً على وضع أسس ثقافية جديدة، وتوجه عالمي لحماية الثقافة والسلم والأمن الدوليين». تجارب إحياء التراث وعرض عز الدين باش شاوش، خبير متخصص بالتراث الثقافي ووزير الثقافة السابق في تونس، وأمين عام اللجنة العلمية الدائمة لحماية وتطوير موقع «أنكغور» التاريخي، بعض التجارب الناجحة لحماية المواقع الأثرية والطبيعية من الدمار في كل من يوغسلافيا السابقة وكرواتيا وفلسطين وغيرها عبر تظافر جهود المجتمع الدولي وتحت مظلة منظمة اليونيسكو. أما الدكتور صامويل سيديبي، مدير المتحف الوطني في مالي فقد تحدث عن ضرورة الحفاظ على ذاكرة الناس في حقبة صعبة يتعرض فيها التراث العالمي للتهديد، وقدم شرحا عن مدينة تمبكتو التي تعرضت للاحتلال من قبل مسلحين مؤخرا، وتركت التجربة أثرا بالغا على السكان والتراث الثقافي وهوية الشعب، بعد تدمير المخطوطات والمتحف الوطني الذي كان يحتوي 35 ألف قطعة أثرية من حقبات تاريخية مختلفة. وتحدث عن الجهود التي تم اتباعها لاستعادة هذه القطع وتوثيقها، وهذا تطلب جهود السكان المحليين والمنظمات الدولية مثل اليونسكو، حيث ساهمت هذه العملية في زيادة الوعي بالتراث الثقافي لدى العامة وإحساسهم بالمسؤولية تجاهه. وخلص سيديبي إلى أن هذه التجربة علمتنا أن نكون مستعدين بشكل كامل في وقت الخطر قبل وقوعه، فمن المهم أن يكون هناك توثيق كامل للتراث الثقافي وبشكل مستدام، ومن الضروري تأمين المواقع الحيوية من مواقع آثار ومتاحف وأجهزة أرشيف ووضع خطط استراتيجية للطوارئ لتأمين القطع الأثرية الأهم عندما يقع الخطر. الاستجابة الطارئة وذكر الدكتور منير البوشناقي الخبير المتخصص بالتراث الثقافي، بعض الحوادث المؤسفة التي تعرض فيها التراث الإنساني للتدمير وسبب صدمة للمجتمع الدولي، فقد كان أول موقع على قائمة التراث العالمي يتعرض للتفجير هو جسر موستار التاريخي في يوغسلافيا السابقة عام 1991، وبعد انتهاء الحرب اتخذت اليونيسكو تدابير لإعادة بناء الجسر التاريخي والذي اكتمل العام 2004. وذكر بتدمير تمثالي بوذا في أفغانستان والمنحوتين في جبل بانيان على يد جماعة طالبان المتشددة، وقتها تمت مناقشة الفقهاء المسلمين في المعتقدات الدينية التي تؤدي إلى هذا التدمير، وتبين لنا من خلال «إعلان قطر 2001» لنا أن الإسلام لم يشجع تدمير الآثار بل اعتبرها مرجعاً للمعرفة. وشرح التدابير التي تتخذها اليونيسكو لإعادة ترميم المواقع المدمرة بعد انتهاء الصراع إذ تنظم الاجتماعات والدورات التدريبية لمجموعات محددة من برلمانيين ومحامين ومتخصصين بالتراث وبالتعاون مع الأمم المتحدة والإنتربول والجمارك والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وغيرها من أطراف ذات العلاقة، وذكر بالقرارات الدولية التي اتخذتها الأمم المتحدة لحماية التراث الثقافي في سوريا وحظر الاتجار به في العراق وسوريا. وعرض البوشناقي صورا للمتحف العراقي بعد نهبه العام 2003 وتدمير العديد من القطع المهمة فيه وحرق المكتبة الوطنية والتنقيب غير الشرعي عن الآثار والذي استمر بعد الحرب، واعتبر أن هذا الوضع يتطلب وضع استراتيجية للاستجابة الطارئة وقت الحروب والنزاعات. وعن الآثار المعرضة للخطر في سوريا ذكر البوشناقي بتصريح مدير متاحف سوريا محمود عبد الكريم أن محتويات الـ34 متحفا في سوريا قد نقلت إلى ملاذات آمنة، لكن التدمير المنظم للمواقع الأثرية ما زال مستمرا في سوريا فقد خسرنا حلب أحد اقدم المدن في العالم وتدمر الأثرية. أولاند يثمن موقف شيخ الأزهر أحمد شعبان (القاهرة) تلقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أمس، رسالة من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، أكد خلالها تطلع جمهورية فرنسا للتعاون مع الأزهر الشريف لحماية التراث الثقافي المعرّض للخطر. وثمن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، رسالة شيخ الأزهر التي أرسلها عشية انعقاد المؤتمر المشترك بين الإمارات وفرنسا حول «حماية التراث الثقافي المعرّض للخطر» والمنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي أعرب فيها فضيلة الإمام الأكبر عن سعادته بهذه المبادرة التي تهدف إلى إصلاح ما أفسده الإرهاب، وأكد فيها أن جميع الأديان اتفقت على تكامل الحضارات على تنوعها واختلافها دون تربص أو عداء. وقال أولاند، في رسالته: إن رسالة التدعيم من جانب شيخ الأزهر، لمؤتمر حماية التراث الثقافي، تمثل شهادة قوية للغاية، بل تمثل صدى لالتزامكم الدائم لصالح احترام الثقافات المختلفة وحوار الحضارات والذي عبرتم عنه خلال زيارتكم الأخيرة هذا العام لباريس بمناسبة جولة الحوار بين حكماء «الشرق والغرب»، وكذلك تعد صدى لمواقفكم الشجاعة التي لم تتوانوا عن اتخاذها للدعوة إلى احترام كل إنسان بغض النظر عن اختلاف ثقافاته أو معتقداته، ودون تمييز. سمعة دولية طيبة أبوظبي ( الاتحاد) قال جاك لانغ، الممثل الفرنسي الرسمي للاتفاقية، في تصريح خاص لـ»الاتحاد»: «إنه متفائل بالخطوة التي اتخذتها الدولتان، وتوقع أن يكون المؤتمر بداية عهد جديد». وقال: «هذه لحظة تاريخية تمكنا مع أصدقائنا في الإمارات من خلق دينامية مؤسسة بيننا، والآن نشرك الخبراء في الآثار في هذه الخطوة، بعد أن أصبح المؤتمر معروفاً دولياً، خاصة أن أبوظبي تتمتع بسمعة دولية طيبة في مجالات الثقافة والتعليم، وهو ما تعمل عليه الحكومة الفرنسية أيضاً، وهذا التعاون بينهما قوي جداً، وأنا سعيد بالتقاء إرادة دولتين عظميين». وأوضح أن الأولوية لحماية البشر وقت النزاعات تأتي في المقدمة «وها نحن نتخذ خطوة لنشجع الناس لنحمى المدن، إذ لا نستطيع الفصل بين الأمن والثقافة، وحماية البشر وحماية التراث الثقافي». وأضاف: «في فترة الحروب لا يمكن إعطاء ضمانات للالتزام بالاتفاقيات، لكن لابد من بذل الجهد لوضع الاتفاقيات والتوعية بكيفية حماية المدنيين لأنفسهم، وهناك نماذج ناجحة لحماية بعض المواقع أو إعادة إحيائها، مثل تدمر التي نتوقع أن تثمر جهود استرجاعها بعد انتهاء الحرب، ولابد من اتخاذ إجراءات ضد الاتجار غير الشرعي بالآثار بالاستفادة من القوانين الدولية في هذا الصدد، واعتقد أن المبادرة جاءت من دولتين توليان الثقافة اهتماماً محورياً سيعطي قوة للاتفاقية». إطار مرجعي أبوظبي ( الاتحاد) اعتبر سالم محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث في سلطنة عمان، أن المبادرة جاءت في وقتها المناسب نظراً للتحديات والتغيرات التي طالت التراث الثقافي خاصة في مناطق النزاع المسلح وكذلك في وقت الكوارث الطبيعية المتلاحقة. وقال لـ«الاتحاد»: «نأمل أن نخرج بإطار مرجعي يساعدنا على بناء القدرات وتوفير مصادر مالية وفنية من أجل معالجة هذه التحديات وبناء خبرة متحركة بين كل الجهات الدولية». وأضاف المحروقي «سنساهم في الصندوق حسب إمكانياتنا والاتفاقية التزام نؤمن به ولابد من إتاحة المجال لتوفير المصادر لتحقيق هذا الالتزام» أما الملاذات التي سيتم اعتمادها لحماية التراث الثقافي وقت النزاع فرأى أن سلطنة عمان يمكن أن تكون مكانا مناسبا بحكم موقعها وخبرتها وتراثها المتنوع والخدمات الفنية فيها، وبحكم العلاقات الجيدة مع كل الأطراف على المستوي الإقليمي، والمهم في الاتفاقية أن المجتمعات العربية تستفيد منها ويكون لها موقع في الاتفاقية، وأعتقد أن منطقة الخليج مهيأة لتكون ملاذا لتراث العالم في حال الخطر». وزير نيجيري: الإمارات مثال للانفتاح العالمي أبوظبي (الاتحاد) أكد معالي لاي محمد وزير المعلومات والثقافة النيجيري، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» على هامش المؤتمر، أن الإمارات تعد مثالاً للانفتاح العالمي، ونموذجاً ناجحاً في القيادة الحكيمة التي أوصلت الدولة إلى مصاف الدول الناجحة عالمياً، واصفاً إياها بالقبلة التي تجمع مختلف الجنسيات. وأضاف معاليه «المؤتمر فرصة لمناقشة الطرق التي تحمي التراث العالمي، وتوفير البيئة المناسبة لذلك، إضافة إلى النظر في الجهود الدولية المشتركة التي يتم من خلالها حفظ التراث العالمي حالياً، وتشارك الجهود المختلفة والطرق بما يؤدي إلى آلية عالمية، وقوانين نافذة تحفظ الإرث الحضاري للدول من التدمير والضياع». وأشار معاليه إلى أن النموذج النيجيري يشكل مثالاً للتراث الثقافي المهدد بالخطر، فجماعة «بوكوحرام» الإرهابية استهدفت الآثار التاريخية، والموروث الحضاري لنيجيريا، وحاولت إرهاب السكان عن طريق ذلك، وعدم استثناء المواقع التي لها دلالات تاريخية من الاستهداف والتدمير، لذلك نرى في المؤتمر فرصة للنظر في الموروث الثقافي في قارة أفريقيا، ووضع حد للأخطار التي تهدد هذه الآثار. ولفت معاليه إلى أن نيجيريا تدعم جهود إمارة أبوظبي الساعية إلى تنسيق الجهود العالمية، مشيداً بحفاوة الترحيب من قبل مختلف المسؤولين في الإمارة، وحرصهم على إنجاح المؤتمر، والتوصل إلى الحلول، والمقترحات المساهمة في هذا الموضوع المهم. إرهاب ضد الذاكرة أبوظبي ( الاتحاد) ثمن عز الدين الميهوبي وزير الثقافة الجزائري احتضان دولة الإمارات للمؤتمر، وقال لـ«الاتحاد»: «تتمتع الإمارات بحسن التنظيم فيما يتعلق بالتراث والثقافة وكل ما يتصل بالتطور الإنساني، وتنظيم هذا المؤتمر الدولي يأتي في وقت نشهد فيه تنامي ما يمكن أن نطلق عليه الإرهاب ضد الذاكرة وتدمير الموروث الإنساني عبر التاريخ، وفي نفس الوقت هناك شعور لدى العالم بضرورة أن تتخذ خطوات عمل استثنائية لحماية هذه المدن الأثرية والمعالم التاريخية بإجراءات عملية وليس خطابات سياسية للحيلولة دون استهتار الجماعات المعادية للآخر». وعن المساهمة في الصندوق الدولي لحماية التراث العالمي وتشكيل ملاذات مؤقتة في حالات الخطر قال: «الجزائر بلد معروف بتوفره على مدن أثرية كاملة وموروث هائل تتحمل الدولة حمايته والحفاظ عليه وترميمه بموجب الدستور، وبلا شك أن لنا نظرتنا لكل ما قدم من مقترحات في المؤتمر وسنقدم نحن مقترحات أيضا، ونأمل أن نقدم إضافة أساسية سواء في مجال نشر الوعي بالتراث أو الحفاظ عليه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©