الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النصيرية» حركة من المغالين.. تواجه الرأي بالقتل

«النصيرية» حركة من المغالين.. تواجه الرأي بالقتل
26 يونيو 2015 21:10
أحمد محمد (القاهرة) «النصيرية» حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها من المغالين، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل الغزاة لأرض المسلمين، تنتسب الحركة إلى زعيمهم محمد بن نصير النميري، وأصله من فارس، وقد ظل زعيماً لطائفته إلى أن هلك سنة 260هـ. وقع الخلاف بين النصيرية والإمامية الاثني عشرية، مما أدى إلى انفصاله وفرقته عنهم وأصبح مذهبه فيما بعد من أعمق المذاهب في الوثنية والغلو في البشر. تنوع المعتقدات بعد وفاة ابن نصير تناوب على زعامة النصيرية عدة أشخاص أثروا المذهب بأفكارهم وتنوع المعتقدات وتعدد الطرق والآراء، كان من أبرزهم أبو محمد الجنبلاني، وتلميذه الحسين بن حمدان الخصيبي، ومحمد بن علي الجلي، وعلي الجسري، والميمون ابن سرور بن قاسم، وحسن المكزون السنجاري، وهو آخر مظهر لقوة النصيرية. ولما كانت العقيدة النصيرية من أردأ المذاهب وأشدها إيغالاً في الباطل، لم يأنسوا من إظهار مذهبهم صراحة حتى من بعضهم لبعض إلا بعد تعقيدات واختبارات شديدة يذل من خلالها ويتجرع أشد أنواع الإذلال والإهانة إذ يتم دخوله في المذهب بطريقة فاحشة يتم من خلالها القضاء على كل عرق ينبض بالرجولة والشهامة فيه، وتداس كرامته وينتهك عرضه. قال عنهم الإمام ابن تيمية «هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من المشركين، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين، مثل كفار التتار وغيرهم، فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه، بل يأخذون كلام الله، ورسوله المعروف عند علماء المسلمين يتأولونه على أمور يفترونها يدعون أنها علم الباطن، فإنه ليس لهم حد محدود فيما يدعونه من الإلحاد في أسماء الله تعالى وآياته وتحريف كلام الله، ورسوله عن مواضعه إذ مقصودهم إنكار الإيمان وشرائع الإسلام بكل طريق مع التظاهر بأن لهذه الأمور حقائق يعرفونها. في خندق واحد إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم وما من فتنة تثور ضد المسلمين من أهل السنة إلا وهؤلاء النصيريون في خندق واحد مع عدو المسلمين ضد المسلمين. يختلف النصيريون عن المسلمين في العبادات، بل وفي كل شيء، قد يتسمون بالأسماء المسيحية لكنهم لا يسمحون لأحد منهم أن يتسمى بأفضل أسماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن مذهبهم خليط من شتى الأفكار والديانات، فإن ما ورد في عقيدتهم وكتبهم من كلمات الصلاة والحج والزكاة والصيام لا يريدون بها المقصود منها في الشريعة الإسلامية، بل أولوها إلى معانٍ أخرى باطنية. التصفية الجسدية النصيرية شأنهم شأن غيرهم من أعداء الإسلام في عدائهم للإسلام وزعمائه، فلقد بالغ هؤلاء في بغض الصحابة رضوان الله عليهم، يقدّرون عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه، ويعتبرونه أفضل الناس يترصدون لكل من يذكر عنهم شيئاً أو يشير إلى عقائدهم الخبيثة ولا يملكون من وسائل الدفاع والرد غير التصفية الجسدية، لعلمهم بأن مذهبهم عورات لا تحتمل النقاش وعرض الأدلة. إن للنصيرية كتاباً مقدساً يعتمدونه ويرجعون إليه وهو غير القرآن، ولا يحتل القرآن عندهم إلا مكاناً ثانوياً والعقائد النصيرية غير متجانسة وثنية قديمة وإسلامية متطرفة والخمر في نظرهم مقدسة أيما تقديس. الغزو الصليبي عندما قدم الغزو الصليبي إلى بلاد المسلمين وقويت محاولة الصليبيين السيطرة على الأماكن المقدسة، وبينما كانت جموع الحملة الصليبية الأولى تحاصر مدينة أنطاكية، لم يقف النصيريون مكتوفي الأيدي، بل وجدوا الفرصة مناسبة ولن تعوض للانتقام من أهل السنة عن طريق التحالف مع الصليبيين، وبالفعل ساعدوهم حتى تمكن الصليبيون من الاستيلاء على أنطاكية بمساعدة الزعيم النصيري فيروز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©