دروس المساجد إحياء لمشهد المطوع بثوب جديد

يتحلق مصلون حول إمام مسجد، ينصتون بشغف لما يُلقى على مسامعهم من آي الذكر الحكيم ودروس الدين الحنيف، استحضاراً لمشهد غُيّب عن المساجد أو كاد، بفعل عصر المعلوماتية وطابع الحياة المتسارع· وأعادت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الوهج لمكانة ''المطوّع'' ودوره بإصدارها كتاب ''دروس المساجد''، وتوزيع 7 آلاف نسخة منه على أئمة المساجد لإلقاء ثلاثة دروس دينية أسبوعياً عقب فراغ المصلين من فرض العصر· وفي نصف دائرة إيمانية، تربع المصلون حول إمام مسجد محمد بن زايد في أبوظبي بعد أدائهم صلاة العصر يوم أمس، حيث فتح الإمام الكتاب الجديد، وشرع بإلقاء عظته، مرتلاً آيات من المصحف الشريف، مستشهداً ببضعة أحاديث نبوية· ''لم يستغرق الدرس سوى 8 دقائق''، يقول الحاج المواطن عبدالله الحمادي، 75 سنة، أحد الذين حضروا الدرس· ويضيف، علمت أن الهيئة أصدرت كتاباً بعنوان ''دروس المساجد''، وأن أئمة المساجد سيلقون درساً من بعد صلاة عصر أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع، فرغبت بأن أستمع لهذه الدروس· ويبتسم الحاج عبدالله، قائلاً ''هذا النوع من الدروس يذكّرني بالماضي عندما كان الملا أو المطوع يقرأ ويلقي علينا الدروس الدينية بين العرائش''· من جهته، يقول إمام المسجد لـ''الاتحاد'' إن كتاب دروس المساجد كتاب مفيد ومنظم ويراعي أوقات المصلين وظروفهم ومرتب ترتيباً دقيقاً وسهل الاستيعاب، يستند إلى آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة· ويضيف الإمام أن من مميزات الكتاب أنه يلخص في نهاية كل درس المعنى الإجمالي للموعظة الحسنة والفوائد المرجــــوة منها· وبدأت الهيئة الأسبوع الماضي بتوزيع كتاب ''دروس المساجد'' على جميع مساجد الدولة، بهدف تنظيم الحلقات الدينية في مساجد الدولة وتوحيدها، وليكون مرجعاً للأئمة في دروسهم التي يلقونها بمعدل 3 مرات أسبوعياً بعد صلاة العصر· وسلمت الهيئة أئمة مساجد الدولة كتابها الجديد، وألقى الأئمة درسهم الأول على المصلين يوم الخميس الفائت، وفقاً لمدير عام الهيئة الدكتور محمد مطر الكعبي، الذي أوضح أن إصدار كتاب ''دروس المساجد''، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم الإسلامي، يأتي في سياق حرص القيادة الرشيدة على المساجد رعاية وبناء وصيانة حرصاً عظيماً، لافتاً إلى أن الكتاب يعد تفعيلاً لإحدى مبادرات الخطة الاستراتيجية للهيئة التي أقرها مجلس الوزراء الموقر· وقال الكعبي في تصريح لـ''الاتحاد''، إن من أوجه عناية قيادتنا حفظها الله بالمساجد، أنها أرادت أن تكون بيوت الله منارة للعلم والتهذيب والتربية وواحة للسكينة والطمأنينة كما كانت في عهدها الأول، يرد إليها المؤمنون ثم يعودون منها وقد اطمأنت نفوسهم وطهرت مشاعرهم واستنارت عقولهم بعلم ومعرفة وأخلاق وتهذيب، حين يسمعون آيات الكتاب العزيز تتلى وسُنّة النبي صلى الله عليه وسلم تروى، ودروس العلم تذاع وتشاع''· وحول منهجية الكتاب الذي استغرقت عملية إعداده وتنقيحه على يد علماء الهيئة سنتين، ذكر الكعبي أن دروس الكتاب تتميز بالسهولة والوضوح بلسان عربي مبين تناسب الخاصة والعامة من جمهور المصلين، وتستند إلى آيات القرآن الكريم وتقتبس من الحديث النبوي الشريف وخلاصة أقوال العلماء، وهي دروس متــــنوعة شاملة هادفة غير طويلة مملة، ولا قصيرة مخلة· فيها قبس من العقائد والعبادات والأحكام الشرعية·