الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند المشرقة... واستحقاقات ألعاب «الكومنولث»

24 سبتمبر 2010 22:40
مارك ماجنير نيودلهي لعل الشيء الأكثر جاهزية تقريباً بشكل يفوق التوقعات قبل أن تجري ألعاب الكومنولث هنا هو أعداد البعوض المسبب لوباء حمى الضنك الذي من المتوقع أن يبلغ ذروته مع حلول يوم الافتتاح في أوائل الشهر المقبل. وهذا المرض الذي يحمله البعوض ضرب أكثر من 7 آلاف شخص عبر الهند، من بينهم رياضيان في مجال سباق الدراجات. (ولذلك فربما يجدر بالرياضيين وأعضاء الوفود المشاركة الـ7000 الذين هم على وشك الوصول إلى نيودلهي أن يحملوا معهم بعض المبيدات الحشرية، وذلك لأن قريتهم الرياضية توجد في منطقة بؤرة رئيسية لتكاثر البعوض بمحاذاة نهر "يامونا". وعلى غير العادة زادت أمطار المونسون الوضع سوءاً بشكل ملحوظ). وعندما فازت الهند في 2003 بشرف استضافة واحد من أكبر الأحداث الرياضية في العالم، قال المؤيدون إنها ستدعم نيودلهي وتدفعها إلى مصاف مدن عالمية كطوكيو ونيويورك وغيرهما. هذا بينما نظر إليها مراقبون آخرون، يدركون أن جاراً آسيويّاً آخر سريع النمو هو الصين، قد استضاف بنجاح أولمبياد 2008 الصيفي، على أنها ستكون بمثابة تمرين وفرصة للاستعداد لترشح "الهند المشرقة" لاستضافة أولمبياد 2020. ولكن مع قرب انطلاق الألعاب الذي أصبح على الأبواب، يبدو أن ثمة مناطق ظل وثقوباً وبقعاً أكثر من وجود الإشراق واللمعان وسط تقارير تفيد بتجاوز الميزانيات المحددة، وتفش للفساد المفترض، وتدني جودة العمل، وضعف التخطيط، وقلة المحاسبة، والخلاف البيروقراطي الداخلي. وقد عرفت الفترة الأخيرة قائمة طويلة من الأخبار السيئة: ملاعب غير مكتملة، وأسقف وطرق منهارة -بعضها ظهر أكثر من مرة بعد أن نسي أحدهم وضع أنابيب الصرف الصحي وخطوط الكهرباء أولا. وقد شبَّه أحد المسؤولين الاستعدادات بحفل زفاف كبير على شاكلة أفلام "بوليود"، حيث ينتهي كل شيء، بعد فترة هرج ومرج، نهاية سعيدة. غير أن حتى أكثر العرائس حياء ربما لن تنسى متعهدي تقديم الطعام، ذلك أنه على رغم سبع سنوات من التحضيرات، فإن عقد إطعام الرياضيين والمدربين وموظفي الدعم لم يُمنح إلا الشهر الماضي، حيث اضطر المنظمون إلى إحضار المعدات اللازمة لإعداد مئات الآلاف من الوجبات بتكلفة 7.5 مليون دولار إضافية. وعلاوة على ذلك، لم يتم احترام سبعة آجال "نهائية" على الأقل؛ وأشغال البناء في المواقع ومشاريع التجديد الحضري تسجل تأخيراً كبيراً. وكان آخر أجل هو 15 سبتمبر الجاري؛ ولكن ساحة "كونوت بليس"، المركز التجاري للمدينة، مازالت عبارة عن متاهة من الحفر وأكوام التراب، مما حدا بإحدى الصحف إلى تسميتها بـ"ساحة الفوضى". وفي هذا السياق، وصف سياسي منتمٍ للمعارضة هو رئيس حكومة إقليم جوجرات، هذه التحضيرات للحدث بأنها "إخفاق تام" مستطرداً:"إنه حتى في حال بدأ (رئيس الوزراء) مسح وتنظيف الأرض، فإن المواقع لن تكون جاهزة للحدث". واللافت أن التقارير حول الخروقات المالية طالت أيضاً التحضيرات في بلد تصنفه منظمة الشفافية الدولية في المرتبة الرابعة والثمانين على مؤشر الفساد الذي يشمل 180 بلداً. كما أن الميزانية الإدارية الأصلية، التي تبلغ 133 مليون دولار، يمكن أن ترتفع إلى 516 مليون دولار، دون احتساب أكثر من 6 مليارات دولار أُنفقت على الملاعب وتجديد وتحسين المرافق العامة والبنى التحتية في المدينة. وفي هذا الإطار، يقول بوريا ماجومدار، وهو مؤلف كتاب حول ألعاب 3 - 14 أكتوبر: "إن مشكلة الفساد الواضحة غطت كل شيء... كان يفترض أن يكون هذا فرصة لتقديم «الهند المشرقة». يا لها من خيبة أمل!". وبينما كانت تطفو على السطح بشكل يومي تقريباً في أغسطس اختلالات وخروقات مزعومة، أعلنت سونيا غاندي، زعيمة "حزب المؤتمر" الحاكم أن تحقيقاً شاملاً سيفتح، ولكن بعد انتهاء الألعاب. غير أن المسؤولين المكلفين بالتنظيم ينفون حدوث أية أمور منافية للقانون ويدافعون عن إشرافهم على المهمة حيث يقول سوريش كالمادي، رئيس اللجنة التنظيمية: "إنه شيء طبيعي أن توجه اتهامات في كل دورة من الألعاب بهذه الأهمية". ولكن نظراً لكون المستقبل السياسي لعدد من المسؤولين، وسمعة الهند كلها، موضوعين الآن على المحك، فإن الكثير يعتمد على هذه الألعاب، التي تعد ثالثَ أكبر حدث متعدد الرياضات بعد الألعاب الأولمبية والألعاب الآسيوية، وتعتبر تركةً من تركات العهد الكولونيالي البريطاني في عقد الثلاثينيات وقد نشأت أصلاً وسط مخاوف من هيمنة الولايات المتحدة على الألعاب الأولمبية. وفي سياق التطمينات قال "كالمادي" للصحافيين الأجانب مؤخراً: "إننا على الطريق الصحيح... وباستثناء بعض الاختلالات الصغيرة، فإن البنية التحتية جاهزة وهي ذات معايير عالمية". والواقع أن معظم المدن التي تستضيف أحداثاً كبيرة عادة ما تواجه مشاكل في اللحظات الأخيرة؛ ثم إن نيودلهي عرفت موسم أمطار غزيراً بشكل خاص هذا العام، مما زاد من تأخير أشغال البناء. غير أن البعض يقولون إن المشكلة الأكبر هي من صنع البشر حيث أربك ضعف الإشراف عمليةَ التنسيق، وسط عراقيل البيروقراطية الهندية الأسطورية. وللتذكير فعندما استضافت الهند بنجاح ألعاب 1982 الآسيوية، كانـت رئيسـة الوزراء حينهـا أنديرا غاندي هي من تولى الإمسـاك بزمام الأمور بنفسهـا. غير أن الهنـد الحالية التي مُنحت شرف استضافة ألعاب الكومنولث في 2003، لم تشكل لجنة تنظيمية إلا في 2005؛ ولم تبدأ أشغال البناء، التي اصطدمت بتحديات قانونية، بشكل فعلي إلا في 2007. كما أن اللجنة قاومت فكرة الاستعانة بالخبرات الأجنبية بدعوى أنها باهظة التكلفة جدّاً، على رغم أن تقريراً في 2009 حذر من أن 20 من أصل 34 شرطاً أساسيّاً لنجاح الألعاب كانت ناقصة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©