الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهود الحل في دارفور

24 سبتمبر 2010 22:40
محجوب عثمان عاد الحديث عن الدكتور خليل إبراهيم، زعيم "حركة العدل والمساواة"، وهي أكبر التنظيمات المتمردة ضد الحكومة في دارفور، عاد ليحتل مكانة بارزة في صحف الخرطوم ووسائل إعلامها الأخرى بعد أن كان قد مر حين من الدهر على ذكره في أغلب هذه المنابر. الجديد في أمر هذا القائد المتمرد هو أن منظمة الأمم المتحدة، وهي ما هي بثقلها العالمي والمحلي، قد تبنت رغبته في العودة إلى دارفور أولا قبل أن يعود ليشارك في مفاوضات السلام الجارية في العاصمة القطرية. لقد بدأت مبادرة هذا التبني من جبرائيل باسولي، الدبلوماسي الإفريقي المحنك والذي يشغل الآن وظيفة الممثل الأعلى للقوة المشتركة في دارفور والمؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وواضح الآن أنه استطاع إقناع الأمين العام للمنظمة الدولية بتقديره بأن إقناع خليل للعودة للمفاوضات أمر لا غني عنه لنجاح الجهود من أجل السلام. وكان خليل قد اشترط في محادثاته مع باسولي أنه لابد له من العودة إلى دارفور للقاء أعوانه والاتفاق معهم حول الخطوات التي سيتخذها في الدوحة. وتؤكد بعض التقارير أن خليل أبدى استعداداً للتخلي عن موقفه السابق ضد مفاوضات الدوحة ورفضها والانسحاب منها قبل حين. ويتزامن هذا المسعى مع مسعى آخر للزعيم الليبي معمر القذافي بدعوة كل قيادات التنظيمات المتمردة في دارفور للالتقاء في طرابلس والاتفاق على خطة موحدة في التفاوض مع الحكومة. ولا شك أن الزعيم الليبي أسدى عملا جيداً يساعد على حل الخلافات وإنهاء الصراع في دارفور عندما قرر استضافة خليل الذي جاءه قبل نحو ثلاثة أشهر شبه مطرود من عاصمة تشاد التي لم تسمح له حكومتها بالعبور منها إلى داخل دارفور. وقد اشترط القذافي على الزعيم الدارفوري أن يمتنع خلال بقائه في ليبيا عن أي عمل سياسي أو عسكري ضد حكومة السودان، ولم يسمح له بمغادرة الأراضي الليبية خوفاً من أن يلجأ لعاصمة أوروبية يستطيع من خلالها ممارسة نشاط سياسي ضد الخرطوم. وحاولت حكومة السودان أكثر من مرة أن يسلمهم الزعيم الليبي خليل، إلا أن القذافي رفض ذلك، وذكر بعض العارفين أنه رد على بعض المسؤولين السودانيين بالقول إنه في الأصل رجل بدوي ويحترم تقاليد البدو، ومن أهمها أن يحموا أي لاجئ إليهم من أي خطر متوقع أو محتمل. لكن عودة الدكتور خليل إلى دارفور التي تسعى لها الآن منظمة الأمم المتحدة، تواجه عقبة رئيسية هي رفض حكومة السودان عودته إلا إذا وافق مقدماً، وقبل العودة، على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار والتفاوض حول عمليات السلام... وذلك أمر يرى خليل إرجاءه إلى ما بعد عودته إلى دارفور للالتقاء بأعوانه في "الأراضي المحررة". اهتمام منظمة الأمم المتحدة بهذه القضية يبدو جلياً عندما نلاحظ في الأخبار أن الأمين العام للمنظمة سيثير الأمر مع علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني خلال زيارته الحالية لنيويورك رئيساً لوفد السودان للجمعية العمومية للأمم المتحدة، كذلك يتضح هذا الاهتمام لأن هناك تقارير بأن المنظمة الدولية ستوفر للدكتور خليل الحماية الأمنية إذا وافقت الخرطوم على عودته لدارفور. إن جهوداً متعددة تبذل هنا وهناك لإعادة مفاوضات الدوحة للجدية المطلوبة بمشاركة المنظمات الرئيسية في قتال دارفور، وجنباً إلى جنب مع الجهود الخاصة بخليل، هناك جهود أخرى تجري مع الزعيم الآخر عبد الواحد محمد نور الذي يقود ما يسمى فصيل "تحرير السودان"، والذي ما زال مقيما في العاصمة الفرنسية باريس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©