الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طلاب العالم العربي يعزفون «أوركسترا القراءة» عبر أوطان من الحب

طلاب العالم العربي يعزفون «أوركسترا القراءة» عبر أوطان من الحب
19 أكتوبر 2017 00:31
نوف الموسى (دبي) مستحيل أن يضع الحب قدمية في مكان ما، ولا ينادي بالقلوب الصافية نحو حوار سرمدي لا يتحدث فيه سوى الصمت، ما حدث في دبي أوبرا صباح أمس، من تتويج الفائزين المشاركين في تحدي القراءة العربي، يمثل أوركسترا معرفية ضخمة، عزفها طلاب العالم العربي عبر أوطان من الحب والجمال، حولوا المكان إلى طاقة تنموية مهولة، خاصةً بعد إعلان الفائزة باللقب، وهي الطالبة عفاف الشريف من فلسطين، من بينت في كلمتها معنى القراءة أثناء تقديمها لإجابتها عن سؤال اللجنة التحكيمية، لماذا تقرئين؟ لتسأل هي: ولماذا لا أقرأ؟! ليشكل حسها الواعي هارموني من التساؤلات حول أهمية السؤال نفسه، والبحث عن الإجابة الفعلية في الكتاب والتجربة. ما حصل فعلياً في تحدي القراءة العربي، هو انتقال الطالب من حواره مع الكاتب إلى حواره مع المجتمع وصولاً إلى إحداث معناه على الأرض، فالطلاب المشاركون في الحدث، لم يكتفوا بعرض قدراتهم ومهاراتهم، ولكنهم انظموا لرحلة الاكتشاف المنتظرة، التي عادةً ما يلجأ إليها الكبار في أواخر تجلياتهم الحياتية، بل وبدؤوا بصياغة فلسفتهم الوجودية، مقدمين بذلك على خطوة جبارة في تحريك دفة مسارات الوعي في المنطقة العربية التي شهدت أزمات فكرية متعددة. «بلاد الحب أوطاني، بلاد المعرفة أوطاني، بلاد التعايش أوطاني، بلاد الثقافة أوطاني، بلاد السلام أوطاني»، بهذه الأبعاد الإنسانية تغنى الفنانون في حفل تتويج أبطال تحدي القراءة العربي، معلنين القيمة الأسمى من القراءة وهي القبول والاختلاف والتسامح، ورغم الخطوط المتوازية التي تسير فيها تلك المفاهيم، إلا أنها عبر الحب تلتقي، دون كسر لحيز التوازي، بل إنه الالتقاء الروحي الشفاف، الذي لا يحتاج أحياناً، بل غالباً إلى تصور مادي أو مرئي لتلمسه. شهد الحضور الوفدان العماني والفلسطيني وهما يلتفان بأوشحة من الأحلام، يرافقهما الوفد البحريني الذي استقبل الفوز بجائزة المدرسة المتميزة بلمحة مدهشة، بينما جاء الرداء التقليدي الموريتاني محاكياً الثوب السعودي في بياضه ونقاء اصطفافه في مسيرة تحدي القراءة، ورغم ما أسكنته الراحلة فاطمة غولام شهيدة القراءة من عاطفة إنسانية أَثرت أهداف المسابقة ككل، وبالأخص طلاب بلدها الجزائر، إلا أن صوتها ظل مدوياً كفعل تاريخي لن ينسى. وثق لها القائمون على الحدث، تسجيل فيديو تم عرضه للاحتفاء بحضورها، في الدورة السابقة، سرد طموحها بأن تكون كاتبة، فالأخير جاء كإيقاع صارخ بأن الكلمة هي خلف كل شيء، فالحرف يُنتج من الروح وينتقل من الجسد، كما يخرج المولود إلى الحياة، إذاً لم تمت فاطمة ولن تموت. وقف أهالي الفائزين، كمن يقطف ثمراً من شجرة الرمان، ويأكله حبة حبة، بعد مجهود مضن في الزراعة والحصاد، هم فقط من يدرك أهمية تلك البذرة المخفية في الأرض، هم فقط من يستوعب حجم ضخامة العروق في الجذوع والأغصان والورق، لأنهم يحفظون أماكن جريان نهر الحب فيها، ويتذكرون كيف يسقى الشجر من النبع الأصيل. ابتسم وقتها (فرحاً) والد الطالبة الإماراتية حفصة راشد الظنحاني، الحاصلة على المركز الثالث في تحدي القراءة العربي لعام 2017، وبجانبه والدة حفصة، وقال وقتها: شكراً للوطن وللقيادة. واستمر مسرح «أوبرا دبي» باستقبال المهنئين للطلاب، باقتدار الموسيقى عندما تتجلى على الخشبة، كل شيء تحول إلى نوته ممزوجة بفعل ثقافي يستدعي الجلوس على المقاعد الحمراء لقاعة العرض الأوبرالي وتأمل البانوراما المشهدية للتلاقي المعرفي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©