قراءة وتصوير - محمد الحلواجي:
عاشت رانيا مأساة الحرب الأهلية في لبنان، ثم انتقلت مع أهلها إلى أميركا لتستقر بعدها في دولة الإمارات، حيث قررت التخلي عن عملها والتفرغ لعائلتها· وعززت مشاعر الحب والعاطفة الأسرية قرارها لا سيما وأن العمل يأخذ معظم وقتها وتفكيرها، فعبرت عن هذا الحب بطريقة فنية رائعة من خلال مجوهرات مصنوعة يدوياً ومبتكرة من أشكال الخط العربي الجميل، فأصبحت مشغولاتها رمزاً للحب في كل الأماكن التي وصلتها تجمعات الناس·
بساطة رومانسية
عن عملها واتجاهها للخط العربي تقول رانيا ببساطة فائقة بعيدة عن لغة التنظير: تشكيلات الخط العربي جميلة جداً، ومعبرة، ومتنوعة، وألهمتني أن أقرب بين الأشخاص الذين يحبون بعضهم أكثر فأكثر، فهذه القطع الفنية توفر لهم فرصة التعبير عن مشاعرهم بشكل أفضل وبطريقة أكثر رومانسية·
أما عن سر ولعها باستخدام كلمة المحبة التي تتكرر في كل مشغولاتها فقالت: أحب هذه الكلمة، وأشعر أنها كلمة دافئة كيفما استخدمناها· فهي كلمة عامة وجميلة أنشرح بتأمل معناها أو الاشتغال عليها حتى أراها مجسدة في قطعة فنية، ويأسرني مظهرها بعد إتمام أي قطعة أصممها· وكل ما أحاول إيصاله للناس هو جمال هذه الكلمة أثناء نطقها وسمعها وكتابتها وقراءتها وحتى ارتدائها في عقد أو إكسسوار، فهي كلمة رقيقة وسهلة تنسجم مع أي شخص مهما كان عمره في مختلف البيئات والثقافات'·
وترى رانيا أن 'قطعها تتمتع بحيوية كبيرة، فالناس يحبون دمج الأحجار مع الخط والألوان الدافئة، خاصة الخرزة الزرقاء، فهي عربية تقليدية وعصرية في الوقت نفسه· كما تتلاءم مشغولاتها مع الكثير من المناسبات والأوقات، حيث يمكن ارتداؤها في المنزل والخارج أو حتى على الشاطئ·
تقول رانيا: أنا أراعي في تصميمي دائما إضفاء لمسة حميمة على معظم القطع التي تقدم كهدايا للأزواج والأبناء والأحفاد أو الأم والأب، لذلك فهي لا تعتبر مجوهرات تقليدية، حيث تناسب الأعمار من 23 حتى 66 سنة، كما أنها تعيش مع الفرد لفترة طويلة وتعكس جزءا كبيرا من مشاعره التي لا يمكن أن تفارقه بسهولة·
وتعكس تشكيلة أرورا من المجوهرات ذوقها الذي - رغم بساطته - يعبر بقوة عن المشاعر والأفكار· فقد انطلقت فكرة هذه التصميمات من مفهوم بسيط جداً وهو أن الناس بامكانهم أن يحملوا رموزاً تذّكرهم بأحبائهم دائماً، حتى وهم يعملون ويمارسون حياتهم اليومية الاعتيادية·
بقي أن نشير إلى أن رانيا تعمل حاليا على ابتكار أفكار جديدة، تبلورت من وحي تشكيلتها السابقة التي ستطرحها قريبا في الأسواق، وستتضمن هذه المرة رموزاً ثقافية محلية وعربية عالمية وتشكيلات خاصة بالذكور فقط، في إطار مجموعة أطلقت عليها اسم 'روابط الحب'·
عدد اليوم
