بغداد تخفض سعر النفط للأميركيين وترفعه للأوروبيين

لندن-واشنطن-رويترز: قالت مصادر في صناعة النفط أمس إن العراق قلص سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في يوليو للعملاء في الولايات المتحدة ورفع الأسعار لأوروبا في حين أبقى المستويات مستقرة لآسيا· وحددت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) سعر شهر يوليو للخام في آسيا على أساس متوسط سعر خامي عمان ودبي ناقصا 2,85 دولار للبرميل دون تغيير عن يونيو ·
وللمشترين في أوروبا تحدد سعر يوليو عند سعر خام برنت في العقود الفورية مع خصم قدره 7,85 دولار للبرميل بارتفاع 60 سنتا مقارنة مع خصم قدره 8,45 دولار في يونيو·
وتحدد سعر الخام للمشترين الأميركيين بخصم قدره 8,75 دولار عن سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود تسليم الشهر الثاني من التعاملات الآجلة بانخفاض 30 سنتا عن خصم شهر مايو الذي بلغ 8,45 دولار·
من جهة أخرى قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أمس إنه لا يتوقع أن تنخفض أسعار النفط عن مستوى 40-45 دولارا للبرميل حتى نهاية العقد وبعده· وقال إن العراق يحتاج استثمار 12 الى 20 مليار دولار لزيادة انتاجه الى ستة ملايين برميل يوميا بحلول 2012وتوقع الوزير اقرار قانون جديد للاستثمار في البرلمان هذا العام· وقال لرويترز على هامش مؤتمر 'أعطينا أنفسنا شهرين لصياغة القانون وبعد ذلك نتوقع بالتأكيد أن يقره البرلمان هذا العام' · وتنتظر شركات النفط العالمية قانون الاستثمار الجديد قبل دخول العراق الذي يملك ثالث أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط في العالم· إلى ذلك قال مسؤول اميركي كبير إنه يجب على الدول العربية الخليجية أن تستخدم بعض أرباحها النفطية الوفيرة للمساعدة في إعادة بناء العراق واعفائه من رد معظم ديونه المستحقة لها والتي تبلغ 40 مليار دولار· وابلغ جيمس جيفري منسق شؤون العراق بوزارة الخارجية الاميركية اعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الاميركي أن إدارة بوش تسعى لجعل دول عربية مثل السعودية والكويت تفي بوعودها للمساعدة في إعادة بناء العراق وإلغاء ديونه·
واضاف قائلا 'انهم يدركون أن الاعمار والاستقرار في العراق شيء مهم تماما وهم المستفيدون من الارباح الوفيرة (الناتجة عن اسعار النفط المرتفعة)·
' وقال جيفري انه زار منطقة الخليج عدة مرات ليوجه نداء مباشرا لزيادة المعونات للعراق واعفائه من رد الديون وهو ما فعلته ايضا وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس· وفي تعقيبه على ما قاله اعضاء اللجنة من أن ادارة بوش لا تمارس ضغوطا كافية على الدول العربية قال جيفري 'الرئيس لديه نفس الشعور تماما وهو كلفنا بالعمل على إلغاء هذا الدين·
' واضاف أن احد الاسباب التي تجعل الدول العربية تحجم عن تقديم مبالغ كبيرة هو انهم ينتظرون ليروا هل يمكن اقامة نظام سياسي مستقر في العراق·
وتبلغ ديون العراق المستحقة لدول الخليج العربية حوالي 40 مليار دولار ويدين بالجانب الاكبر منها للسعودية والكويت اللتين حثهما جيفري على ان تحذوا حذو الحكومات الدائنة الاعضاء في نادي باريس في الغاء 80 إلى 100 في المئة من تلك الديون· واتفق دائنو العراق الرئيسيون الاعضاء في نادي باريس في نوفمبر 2004 على شطب 80 في المئة من ديون العراق المستحقة لهم في ثلاث مراحل على أربع سنوات·
'ويمتلك العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم لكن القطاع قوضته الحروب والعقوبات والافتقار إلى الاستثمارات وسوء الإدارة·
وتنتظر شركات النفط العالمية التي تتطلع إلى حقول النفط العراقية العملاقة غير المستغلة إلى حد بعيد اقرار قانون استثماري جديد باطار تشريعي وتنظيمي قبل المغامرة بدخول القطاع· وقال الشهرستاني لرويترز على هامش المؤتمر 'أعطينا أنفسنا شهرين لصياغة القانون وبعد ذلك نتوقع بالتأكيد أن يقره البرلمان هذا العام ' وقال باولو سكاروني الرئيس التنفيذي لشركة ايني الايطالية للطاقة أمس الاول إن الشركة تبحث فرص مشروعات محتملة في العراق على الأقل في المناطق التي تنعم بالأمن· وتعهد الشهرستاني الذي تولى المنصب الشهر الماضي بمحاربة الفساد وبدأ في الغاء العقود المشبوهة·
وقال الشهرستاني إنه لا يتوقع تراجع أسعار النفط دون مستوى 40 إلى 45 دولارا للبرميل حتى نهاية العقد بل وبعده·
وارتفع النفط باتجاه 71 دولارا أمس حيث لايزال قطاع النفط العراقي مهددا فيما يبدو رغم مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبومصعب الزرقاوي·
وتعززت الأسعار أيضا بفعل تجدد التوترات بين الغرب وايران· وزاد سعر الخام الأمريكي 35 سنتا إلى 70,70 دولار للبرميل بحلول الساعة 1030 بتوقيت جرينتش مقلصا خسائر هذا الأسبوع البالغة نحو ثلاثة بالمئة· وقفز خام برنت في لندن 60 سنتا إلى 69,65 دولار للبرميل· وأبلغ الشهرستاني رويترز أمس الاول أن من المنتظر أن تبلغ صادرات النفط العراقية في يونيو نحو 1,6 مليون برميل يوميا· وصدر العراق ما متوسطه 1,5 مليون برميل يوميا في مايو وفقا لمصادر في صناعة الشحن·
وينتج العراق نحو مليوني برميل يوميا من النفط الخام ويأمل في زيادتها إلى مستوى ما قبل الحرب عندما كان ينتج ثلاثة ملايين برميل يوميا بنهاية العام·