الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مِنْ نفحاتِ رمضان

مِنْ نفحاتِ رمضان
26 يونيو 2015 21:15
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، «سورة البقرة: الآيتين 183 - 184». مشاعر الطاعةجاء في كتاب صفوة التفاسير للصابوني في تفسير الآيتين السابقتي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) ناداهم بلفظ الإِيمان ليُحَرِّك فيهم مشاعر الطاعة ويُذْكي فيهم جَذْوة الإِيمان (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام) أي فُرض عليكم صيام شهر رمضان (كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ)، أي كما فُرض على الأمم قبلكم (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي لتكونوا من المتقين لله المجتنبين لمحارمه (أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ) أي والصيام أيامه معدودات، وهي أيام قلائل، فلم يُفرض عليكم الدهر كله تخفيفاً ورحمةً بكم (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، أي من كان به مرضٌ أو كان مسافراً فأفطر فعليه قضاء عدة ما أفطر من أيام غيرها (وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)، أي وعلى الذين يستطيعون صيامه مع المشقة لشيخوخةٍ أو ضعفٍ إِذا أفطروا عليهم فدية بقدر طعام مسكين لكل يوم (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً)، أي فمن زاد على القدر المذكور في الفدية (فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ) ثم قال تعالى (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي والصوم خيرٌ لكم من الفطر والفدية إِن كنتم تعلمون ما في الصوم من أجرٍ وفضيلة)، «صفوة التفاسير للصابوني 1/‏‏121». أَطَلَّ علينا شهر الصيام المبارك، شهر القرآن الكريم، شهر رمضان المعظم بأيامه ولياليه المفعمة بالروحانية بأجلّ معانيها وأسمى مقاصدها، من صيام بالنهار وقيام بالليل وتلاوة للقرآن الكريم في تَبَتُّلٍ وخشوع، يُعظم الله فيه الأجر ويُجزل المواهب، ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب، شهر الخيرات والبركات، شهر المنح والهبات، حيث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والذين معه يُحيون أيامه ولياليه، ويتّخذون منه مدرسة يتلقون فيها الدروس والعظات. أهداف الصيام وفوائده شهر رمضان هو شهر الصيام، وله أهداف وثمرات طيبة منها: أنه مكفرٌ للذنوب، لما رُوِي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً»، (أخرجه البخاري). ومن أهدافه أيضاً أنه شهر التجارة مع الله تبارك وتعالى، فإذا كان تجار الدنيا ينتظرون المواسم لرواج تجارتهم وبضاعتهم وزيادة أموالهم، ويتحملون في سبيل ذلك الآلام والأهوال في السفر، وقد يتعرّضون لكثيرٍ من الأخطار والمخاوف، فإذا حققوا أمنيتهم وربحوا في تجارتهم ذهبت عنهم تلك الآلام، فما بالكم بالتجارة مع الله تعالى في هذا الشهر المبارك؟!. وللصيام فوائد عديدة منها الصيام سببٌ في غفران الذنوب،وشهر رمضان موسم من مواسم الخير، يستفيد منه الفرد في زيادة إيمانه وتقوية عزيمته، كما يستفيد منه المجتمع في تراحمه وتآزره وتعاونه وتكافله، حيث يعمّ التكافل أفراد المجتمع الإيماني، فيتصدق الغني على الفقير، ويساعد المسلم أهله وجيرانه وأصدقاءه. والصيام يُعَوِّدنا على الصبر والنظام، ويجعل المعدة تأخذ فيه راحتها الضرورية ورخصتها السنوية مِنْ مشقّة وعناء هضم الطعام طيلة شهور العام، وتتمكن من تصفية السموم التي تبقى وتترسب في جسم الإنسان وجهازه الهضمي والدموي مع مرور الأيام، إذ إنَّ المعدة بيت الداء، والحمية «أي الوقاية من الأضرار» رأس الدواء،كما أنه وقاية من الآثام وانحلال الأخلاق وفي الصيام يبتعد المسلم عن الكذب والغيبة والسّباب وطرق الغواية والضلال. إن الله وملائكته يُصلون على المتسحرين عند دراستنا لسيرة نبينا - صلى الله عليه وسلم - نجد أنّ من هديه - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، أنه كان يتسحر ويمدح السحور لقوله - صلى الله عليه وسلم-:«تَسَحَّرُوا إِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، (أخرجه ابن ماجه). وسبب البركة أنه يُقوي الصائم وَيُنشطه وَيُهوّن عليه الصيام، ويتحقق بكثير الطعام و قليله ولو بجرعة ماء لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»، (أخرجه أحمد). نصائح للأخوة الصائمين ننصح الأخوة الصائمين بضرورة الابتعاد عن بعض الأخطاء خلال هذا الشهر الكريم، ومنها:- - الإسراف الشديد في الطعام والشراب وخاصة وقت الإفطار، حيث تقوم الأسر بإعداد أطباق تزيد عن حاجتها، بينما هناك أسرٌ لا تجد حاجتها الأساسية. - سهر البعض حتى الفجر في الأماكن العامة والمقاهي فيمالا فائدة فيه . - حرص البعض على الالتزام بفريضة الصيام مع تركهم لفريضة الصلاة، ومن المعلوم أن الصلاة هي أول فريضة فرضها الله على العباد. - متابعة المسلسلات والأفلام الهابطة والبرامج التافهة طيلة الليل، مما يحرم المسلم من تلاوة القرآن وقيام الليل وفعل الطاعات، بل ويكون سبباً في ارتكاب المعاصي والآثام. - ترك صلاة الجماعة في المساجد، ومن المعلوم أن صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمساً وعشرين ضعفاً. بقلم الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©