السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ندوة السباقات والتدريب توصي بتشجيع تربية الخيل

ندوة السباقات والتدريب توصي بتشجيع تربية الخيل
24 سبتمبر 2010 23:25
لليوم الثاني على التوالي تواصلت جلسات المؤتمر العالمي الأول لخيول السباقات العربية "أبوظبي 2010"، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والتي أقيمت صباح امس بقاعة اوديتوريم بمركز أبوظبي الوطني للمعارض بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية. وينظم المؤتمر العالمي مهرجان منصور بن زايد العالمي للخيول العربية، بالتعاون والتنسيق مع مجلس أبوظبي الرياضي والاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربية "ايفار" وجمعية الخيول العربية وبرعاية بنك اتش اس بي سي، مجموعة بنيان الدولية للاستثمار، شركة أبوظبي للاستثمار، أريج الأميرات، ودعم معرض أبوظبي للصيد والفروسية، نادي أبوظبي للفروسية، ومزرعة الوثبة ستود. وكان عنوان الندوة "سباقات وتدريب الخيول العربية" التي تتناول الفرق بين الخيول العربية الأصيلة والخيول المهجنة الأصيلة، كما تناولت الندوة كيفية التعامل مع الخيول صغيرة السن والحفاظ على صحتها وقوامها ولياقتها البدنية، والعناية بها للحصول على نتائج إيجابية لأطول فترة ممكنة، وتولى إدارة الحوار في الندوة ماتس جنبيرج، وشارك في النقاش، سامي ترجمان، مارشيال بواساي، ميشيل مورجان ولونجين بلاشوت. وتحدث سامي ترجمان عن تاريخ الخيول العربية في تونس التي أسستها شركة هيبيك تونس بالتعاون مع فرنسا عام 1884، وبعدها بات بعض الملاك التونسيين يمتلكون خيول سباق، مشيرا إلى أن هناك اكثر من 230 سباقا للخيول العربية الاصيلة في تونس بواقع حفل واحد اسبوعيا وبزيادة 75% عن سباقات الخيول المهجنة الاصيلة". وتحدث مارشيال بواساي مدير سباقات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في اوروبا، وقال: "يمتلك سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مزرعة الوثبة ستود في نورماندي، والتي تعنى بتربية الخيول وتهتم كثيرا باختيار الفحل المناسب للفرس حتى نتمكن من انتاج ذرية جيدة". وقال: "هناك فرق شاسع بين الخيول في سن ثلاث سنوات واربع سنوات، لأن الخيول الكبيرة تكتسب الصلابة والبنية البدنية بعد عمر ثلاث سنوات". من ناحيتها، أكدت ميشيل مورجان أن سباقات الخيول العربية في اميركا تعتمد على خمسة مضامير في خمس ولايات مختلفة وتجد هذه السباقات اقبالا كبيرا من الملاك والجمهور. واكد لونجين بلاشوت أن بولندا تقيم سباقات الخيول العربية الاصيلة منذ عام 1927-1928 للخيول ذات الاوزان الثقيلة والمسافات الطويلة، مع الاهتمام بالفئات العمرية، ولدى بولندا سباقان للديربي أحدهما لمسافة 2600 متر والآخر كان لمسافة 3600 متر قبل ان يتم تخفيضه. وأنهى المتحاورون الجلسة بالعديد من التوصيات أهمها تأكيد أن الحصان العربي يتحلى بمميزات اساسية ومواصفات جسمانية وعقلية ونفسية تتجلى في جمال شكله وقوة بدنه واحتماله، وتختلف الخيول المهجنة الاصيلة عن الخيول العربية الاصيلة اختلافا كبيرا ويمكن التميز بينهما منذ الوهلة الاولى، من حيث القوام او تكوين النسيج العضلي وملامح الوجه والقوائم الخلفية. واوصى المتحدثون بتشجيع تربية الخيول والعناية بها حيث تمتلك سمات بدنية خاصة واداء مميزا، واكدوا ان افضل وقت لركوب الخيل عمر "ثلاث سنوات"، لاكتساب الخبرة من خلال ساعات التدريب، ولكن بشرط اللجوء إلى مدربين اكفاء ومؤهلين وذوي خبرة، واكتساب حب الخيول العربية والشغف بها. كما طالبوا بتهيئة الخيول العربية للسباقات قبل فترة كافية، لأن هذه الخيول تحتاج إلى تدريب خاص يختلف عن الخيول المهجنة الاصيلة، والأنثى تحتاج تدريباً اكثر من الذكر. تاريخ الخيول العربية يمتد لأكثر من 3 آلاف سنة أبوظبي (الاتحاد) - عقدت الجلسة الثالثة عن تاريخ وتراث سباقات الخيول العربية، وبداياتها وخلفياتها التاريخية والدور الحالي الذي تلعبه سباقات الخيول العربية في التراث العربي وكيفية تأثير سباقات الخيول العربية في المفهوم الثقافي، وأدار الحوار في الجلسة أحمد حمزة رئيس مجلس الإدارة في الهيئة الزراعية بمصر، وشارك في الحوار باسل جدعان عضو اللجنة التنفيذية للواهو، والإنجليزية ديردر هايد عضو الواهو، وسامي البوعينين رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي لهيئات سباقات الخيول العربية وكريستوف ولسكي عضو الجوكي كلوب في بولندا. بدأت الندوة بالحديث عن تاريخ الخيول العربية الأصيلة الذي يمتد لأكثر من ثلاثة الآف سنة وتربية اكثر من 70 دولة لهذه السلالة العريقة، وقيام كثير من الدول بحفظ انساب الخيول العربية التي استخدمت في السابق لتحسين سلالات الخيول الأخرى متضمنة الخيول المهجنة الأصيلة المنتشرة في أنحاء العالم. كما تم الكشف بأن القبائل العربية هي اول من استعمل الخيل العربي للسباق “سباق الرهان” الذي كان يقام بيت خيلين والسباقات الطويلة لعدد كبير من الخيول، بالاضافة إلى لعبة الجريد (الرمح الخشبي) التي تقام في الأعراس وكانت تقام للتفاخر. كما طالبت الندوة المحافظة على أصالة الخيول العربية الأصيلة وتسجيل انسابها وعدم خلطها مع الدماء الأخري والمحافظة على نقاء سلالاتها وان يكون لديها سجلات رسمية وحفظ الصيغ التراثية “الحمض النووي” حيث بدأت هــذه المهمة قبـل 22 عاماً فقط. وأوصت اللجنة ببذل الجهود للتقارب بين الدول واستمرار التعاون في كافة نواحي الخيل العربية حتي يتم التقارب في وجهات النظر حيث إن الأولوية هي السلالة نفسها وبالتالي ستساهم في التعارف بين الشعوب وثقافاتها. وفي هذا الإطار تعتبر اليونان ومصر قديماً من أوائل الدول التي استعملت الخيول العربية الأصيلة في السباقات وفي المعارك والحروب، كما تم إنشاء اول مضمار في بولندا عام 1907 وأقيم اول السباقات في عام 1927 للخيول في المسافات الطويلة (الديربي). «زاد الراكب» جد الخيول و»جودلفين» كان يبيع الماء أبوظبي (الاتحاد) - تشير المصادر التاريخية إلى أن «زاد الراكب» هو الجد الأكبر للخيول العربية، وقد أهداه النبي سليمان بعد زواجه ببلقيس إلى الأزديين من أهل عمان، وذلك عندما حضر هؤلاء القوم عرس سليمان، أما تسميته بزاد الراكب فقد جاءت من أنه (لا تكاد تنطفى النار حتى يأتيك بصيده). ومن زاد الراكب انحدرت الفحول الثلاثة التي أسست السلالات الشائعة اليوم في الغرب، وهي عربية الأصل مع إهمال ذكر هذه الحقيقة. أول هذه الفحول يسمى (دارلي العربي) ويعتبر أعظم حصان سباق عرف حتى اليوم، هذا الحصان اشتراه اللورد توماس دارلي القنصل العام البريطاني في مدينة حلب من أحد شيوخ قبيلة عنزة ونقله إلى بريطانيا سنة 1704. أما الفحل الثاني فيسمى (بيرلي تورك) ويملكه قائد تركي اسمه كارا مصطفى، وهو الوزير الأكبر في الحكومة التركية حين كان على رأس حملة حاصرت مدينة فيينا سنة 1683، وفيها انهزم الجيش التركي واستولى على الحصان المقاتل البريطاني بيرلي الذي كان ضمن صفوف الجيش النمساوي ونقله إلى بريطانيا. والفحل الثالث كان اسمه (جودلفين) وهو هدية والي تونس إلى الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، ضمن سبعة خيول أخرى جميلة لم تلق العناية الكافية فبيعت بأبخس الأثمان، وكان الحصان (جودلفين) من نصيب رجل شامي ربطه إلى عربة وصار يبيع الماء على جسر في باريس، وشاءت الصدف أن أحد البريطانيين واسمه ادوارد كوك رأى الحصان سنة 1729 على الجسر وشعر بمكامن الأصالة فيه، فاشتراه ونقله إلى بريطانيا وأصبح الفحل المفضل في مربط كوك، وبهذا يكون الغرب قد اكتسب لخيوله الأصالة وطبيعة التكوين الجسماني وتحملها الجفاف وطبيعة دمها الحار والسرعة من المنطقة العربية وتحديدا الجزيرة العربية. ارتباط بالهوية الوطنية أبوظبي (الاتحاد) - قال عبدالله القبيسي مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث: «منذ مئات السنين يهتم أبناءُ الإمارات بالخيل لاحتوائها على أبرز عناصر الارتباط بالقيم العربية، وعلى مر العصور تطور هذا الاهتمام ليرتبط بالهوية الوطنية وأصالة الانتماء من خلال معرفة السلالات العريقة التي تمتد في أنسابها إلى الأصول العربية». وتابع: «لقد اهتم المغفور له بإذن الله تعالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باقتناء السلالات الممتازة من الخيول العربية الأصيلة، وأولاها كل عناية لأنه يعرف أنها أقدم أصدقاء الإنسان، ومن منطلق خبرته ومعرفته كان يؤمن بأنها مثال للخير ومدعاة للتفاؤل وصفاء النفس». وزاد: «ترتبط إمارة أبوظبي بعلاقة تاريخية وطيدة بالخيول العربية الأصيلة خلال مختلف العصور، حيث عُرفت هذه المنطقة بمساحاتها مترامية الأطراف، وعادات أهلها قبل مئات السنين والتي تتوزع على صفات الشجاعة والكرم وخوض التحديات الخارجية، وتواصلاً مع ذلك التاريخ، فإن الحاضر شهد إنشاء العديد من المواقع والمؤسسات وإطلاق النشاطات الخاصة بالخيول، كتربية وثقافة وفروسية لابد من أن تتواصل معها الأجيال، كما أن تأسيس اتحاد الفروسية في أبريل عام 1992 برئاسة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، كان له دور بارز في بناء قاعدة عريضة لرياضة الفروسية بالدولة، إذ ينظم الاتحاد ثلاثة سباقات رئيسية سنوياً».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©