السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الدولي للحبارى» ينتج أكثر من 50 ألف طائر سنوياً

«الدولي للحبارى» ينتج أكثر من 50 ألف طائر سنوياً
3 ديسمبر 2016 05:48
أبوظبي (وام) تخطّى الإنتاج السنوي للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، للمرة الأولى، حاجز الخمسين ألف طائر، في إنجاز يشكل تتويجاً لجهود أبوظبي على مدى أكثر من 4 عقود، ويعكس سلسلة من النجاحات العلمية المتواصلة للصندوق، بفضل الدعم غير المحدود من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، مؤسسة دولية تعنى بإكثار طائر الحبارى المعرض للخطر والحفاظ عليه، ويشرف الصندوق على شبكة واسعة من مشاريع الحفاظ على الحبارى، إلى جانب العديد من برامج إكثار الحبارى في الأسر وإطلاقها إلى البرية في دول الانتشار. ويعتبر الصندوق جهة رائدة في معرفة سلوك هذا الطائر والحفاظ عليه من التهديد، حيث يمثل الحبارى جزءاً مهماً من الثقافة والتراث في المنطقة العربية، وتكمن رسالة الصندوق في الاستمرار بالعمل من أجل الحفاظ على الحبارى من خلال برامج الإكثار في الأسر والإطلاق إلى البرية، وتعزيز الممارسات المستدامة في جميع المجالات، مع التركيز على الممارسات المستدامة للصيد بالصقور. والتزم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالعمل من أجل ضمان بقاء الحبارى في المستقبل، عندما لاحظ تراجع أعداد هذا الطائر في البرية منذ سبعينيات القرن الماضي، بسبب الصيد غير المنظم والتوسع الحضري على حساب الموائل الطبيعية، ووجه بإنشاء أول برنامج للمحافظة على هذا الطائر، وقد كان ذلك البرنامج النواة الأولى للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى. كما قام، رحمه الله، بتأسيس برنامج لإكثار هذه الطيور في حديقة حيوان العين في أبوظبي، حيث تم إنتاج أول فرخ حبارى آسيوي في الأسر في العام 1982. وتعد طيور الحبارى إحدى الطرائد المهمة لدعم المصادر الغذائية المحدودة لسكان شبه الجزيرة العربية، كما يعد طائر الحبارى رمزاً مهماً للتراث والثقافة العربية، وقد تدهورت أعداد الحبارى بسرعة كبيرة على مر السنين، بسبب مجموعة من العوامل مثل التوسع العمراني، والتدخل البشري في الموائل البرية، والصيد غير المنظم. ويواصل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى إرث القائد المؤسس، حيث تطور إلى برنامج عالمي شامل للحفاظ على الحبارى والحياة البرية المتصلة بها، وأصبح المصدر الأول للمعلومات حول هذا الطائر، وهناك في قلب الصندوق برنامج لإكثار الحبارى في الأسر وإطلاقها إلى البرية، وهو البرنامج الذي يواصل النمو والتوسع عاماً بعد آخر، وتتكامل جهود الصندوق بالعمل في مجالات التعليم والأبحاث البيئية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ليواصل مساعيه باتجاه زيادة أعداد طيور الحبارى واستدامتها لأجيال المستقبل. المبادرات المستدامة وتأسس «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى» في أبوظبي العام 2006، ويشرف الصندوق على إدارة شبكة عالمية من المبادرات المستدامة التي تهدف للحفاظ على طائر الحبارى وزيادة أعداده حول العالم، ويأتي في قلب هذه الجهود برنامج الصندوق الطموح لإكثار هذا الطائر بأعداد كبيرة في الأسر وإطلاقها إلى البرية. ويدير الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى اليوم شبكة واسعة من مراكز الإكثار في مختلف مناطق العالم التي ينتشر فيها هذا الطائر، والتي تعنى بإكثار نوعين رئيسين من الحبارى هما حبارى شمال أفريقيا والحبارى الآسيوية، وتشمل الأخيرة الأصناف المستوطنة والمهاجرة، حيث يجري التعامل مع كل منها بشكل منفصل من أجل استعادة وتكوين مجموعات مستدامة من الحبارى. ونجح الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بتطوير تقنيات الإكثار، والتي تعتبر الآن مرجعاً معتمداً عن أساليب إكثار طائر الحبارى في الأسر، وهنا يجب إنتاج مجموعتين مختلفتين من الطيور لتستخدم إحداهما للإكثار وتخصص الأخرى للإطلاق، ولكل منهما إجراءات منفصلة يتم اتباعها وفقاً للغرض من التربية، وقد بذل الصندوق جهوداً كبيرة للمحافظة على التنوع الجيني لطيور الحبارى المكاثرة في الأسر من الحبارى الآسيوية وحبارى شمال أفريقيا. وتدير الصندوق حالياً شبكة من مراكز الإكثار تضم المركز الوطني لبحوث الطيور في سويحان أبوظبي، ومركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في ميسور في المملكة المغربية، ومركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في جمهورية كازاخستان، إضافة إلى مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في سيح السلم في أبوظبي. توطين الحبارى ويدير الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى مشروع الشيخ خليفة لإعادة توطين الحبارى، والذي ينظم عمليات إطلاق طيور الحبارى المكاثرة في الأسر إلى البيئات الطبيعية، بغرض تعزيز أعدادها في دولة الإمارات العربية المتحدة ومختلف دول الانتشار، وإضافة إلى الإطلاقات المكثفة في داخل الدولة، فقد قام الصندوق بالعديد من عمليات الإطلاق الخارجية في عدد من دول المنطقة مثل الكويت، والأردن، ودول أخرى، فضلاً عن دول آسيوية بما فيها كازاخستان وباكستان. ويتبع «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى» استراتيجية دقيقة للإطلاق التدريجي للطيور، بحيث يساعد ذلك الباحثين المتخصصين في الصندوق على فهم العوامل الطبيعية التي تؤثر على أعداد الحبارى. ويجري تتبع الطيور التي يتم إطلاقها في موائلها الطبيعية بهدف جمع المعلومات حول سلوك هذا الطائر وبيئته الطبيعية وتوزعه الجغرافي، إلى جانب دراسة معدلات البقاء التي تمثل الأساس في قياس مدى نجاح برامج الصندوق. وتشير هذه الدراسات إلى أن معدل البقاء الحالي بعد السنة الأولى من الإطلاق هو 50%، ما يعني أن الطيور التي يتم إطلاقها تساهم بفعالية في زيادة أعداد الحبارى، حيث تقترب معدلات بقائها بعد الإطلاق من معدلات بقاء الحبارى البرية. التنوع البيولوجي وتعتبر البيانات والمعلومات التي جمعها علماء البيولوجيا التابعون للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ذات أهمية كبيرة للبرامج التي تقوم بها المنظمات الأخرى للحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية في مختلف دول الانتشار. وقد أسفرت الدراسات على الغطاء النباتي ومنظومة الحيوانات البرية عن فهم واسع للمتطلبات الغذائية لطيور الحبارى، وعلى الرغم من أن الحبارى يقطن في المناطق القاحلة تعتبر كميات هطول الأمطار عاملاً مهماً في دورة التكاثر. وتجري معظم عمليات التكاثر الفاعلة بعد هطول المطر عند ازدهار الغطاء النباتي وفضلاً عن توفير قدر أكبر من الجودة والتنوع في الغطاء النباتي تسهم الأمطار في توفير كمية أكبر من الحشرات وتتيح هذه الميزة الثنائية التوازن الغذائي الأمثل لتكاثر الطيور. وقد أدت برامج الأبحاث التي أجراها «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى» إلى التوصل لفهم غير مسبوق لطيور الحبارى، واستطاع علماء الأحياء تحديد أفضل المعايير الخاصة بمنشآت التربية والإكثار، إضافة إلى وضع منهجيات متميزة لتنفيذ الإجراءات الأكثر فاعلية للحفاظ على طيور الحبارى. وأعلن الصندوق الدولي للحفاظ على طائر الحباري في الثاني من شهر أكتوبر الماضي عن إنتاج 53 ألفاً و743 طائر حبارى خلال العام الجاري، ضمن برنامج الصندوق لإكثار الحباري في العالم، بهدف إكثار الطائر في الأسر وإطلاقه في دول عدة للحفاظ عليه. وتبذل الإمارات جهوداً كبيرة للحفاظ على طيور الحبارى منذ أربعة عقود بزيادة أعدادها في البرية والحدّ من تناقص بيئتها الطبيعية في مناطق انتشارها في العالم، حيث إن مجموع ما تمّ إنتاجه من طائر الحبارى منذ العام 1996 وصل إلى 285 ألف طائر بنوعيه الحبارى الآسيوية وحبارى شمال أفريقيا، فيما تمّ إطلاق ما يُقارب 200 ألف منها منذ العام 1998 وحتى اليوم. تعاون مع منظمات عالمية تكثف أبوظبي جهودها بالتعاون مع المنظمات العالمية وجهات مسؤولة في مختلف الدول التي تنتشر بها طيور الحبارى الممتدة من المغرب في شمال أفريقيا وحتى منغوليا والصين الشعبية؛ إذ تتطلب عملية الإكثار في الأَسر جهوداً علمية دؤوبة تتمثل باستخدام أحدث التقنيات لتوفير الظروف البيئية المناسبة في مراكز الإكثار، إضافة إلى الإدارة الجينية السليمة للمحافظة على الصفات الوراثية للحبارى وسلالاتها والدراسات الإيكولوجية في مختلف مناطق الانتشار والتكاثر والتتبع بالأجهزة المتصلة بالأقمار الصناعية والرصد المستمر للموائل الطبيعية، وقياس مستويات نجاح طيور الإطلاق في التأقلم والانتشار والتكاثر. يقوم الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بإكثار الحبارى الآسيوية وحبارى شمال أفريقيا، وهما نوعان فرعيان من الحبارى المعرضة للخطر ضمن أربعة مراكز للإكثار منتشرة بشكل استراتيجي بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية وجمهورية كازاخستان. ويعد برنامج إكثار الحبارى جزءاً أساسياً من البرنامج الشامل الذي يقوده الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، إلى جانب برنامج الشيخ خليفة لإعادة توطين الحبارى الذي يهدف إلى إطلاق الحبارى في موائلها الطبيعية ضمن نطاق الانتشار الدولي المعروف، حيث قام الصندوق في وقت سابق من هذا العام بإطلاق أعداد من الحبارى في كل من كازاخستان وباكستان. وبتخطّي الإنتاج السنوي للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، للمرة الأولى، حاجز الخمسين ألف طائر، فان هذا الإنجاز الجديد يشكل تتويجاً لجهود أبوظبي على مدى أكثر من 4 عقود، ويعكس سلسلة من النجاحات العلمية المتواصلة للصندوق، بفضل الدعم غير المحدود من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وبذلك يزيد مجموع ما تم إنتاجه منذ العام 1996 على 285 ألف طائر حبارى بنوعيها الحبارى الآسيوية وحبارى شمال أفريقيا، فيما تم إطلاق ما يُقارب 200 ألف منها منذ العام 1998 وحتى اليوم. وفي دراسة بحثية استقصائية أعدّها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى شارك فيها العديد من الصقارين، كشفت عن توافر الوعي اللازم لدى 88 في المئة منهم بشأن وضع طائر الحبارى واهتمامهم بالمحافظة عليه. وبعد عقد من الإنجازات فإنّ الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى يُعيد صياغة استراتيجيته استناداً إلى ما تحقق في مرحلة الإنجازات، التي امتدت منذ العام 1976 وحتى 2015، وإرساء أسس جديدة لمرحلة الاستدامة التي بدأت في العام 2016 وتستمر حتى العام 2025. تخطي العقبات وأصبح الصندوق بعد سنوات قليلة على تأسيسه قادراً على تخطي العقبات التي تواجه عمليات الإكثار والإطلاق، ليصبح مؤسسة دولية رائدة على مستوى العالم في هذا المجال، ومصدراً معلوماتياً غنياً بكل ما يتعلق بالحفاظ على هذا الطائر الخجول الذي لا يتكاثر بسهولة في الأسر أو خارج موائله الطبيعية. وبينت أرقام إكثار طيور الحبارى أنه في العام 2015 أنتج مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية في المملكة المغربية 23347 طائراً من حبارى شمال أفريقيا، وأن المركز الوطني لبحوث الطيور في سويحان في دولة الإمارات العربية المتحدة أنتج 12551 حبارى آسيوية، ومركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في أبوظبي أنتج 10499 حبارى آسيوية، ومركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى في كازاخستان أنتج 1816 حبارى آسيوية، مع الإشارة إلى أن هذا المركز لا يزال قيد الإنشاء ولم يصل بعد إلى كامل طاقته الإنتاجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©