الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات اتصالات أوروبية تتسابق نحو الاندماج

شركات اتصالات أوروبية تتسابق نحو الاندماج
27 يونيو 2015 00:18
ترجمة: حسونة الطيب سادت موجة من عمليات الاندماج شركات الاتصالات الأوروبية خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، حيث تسعى شركات من المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا ودول أخرى، لتقاسم عبء التكاليف المتصاعدة فيما بينها في وقت تتراجع العائدات. ويتخوف بعض مديري القطاع، أن في حال عدم تعاون بعض الشركات، فإنها ربما تعرض نفسها لمخاطر الالتهام من قبل شركات أجنبية أكبر. ويقول باتريك دراهي مالك ومدير شركة ألتايس في لوكسمبورج: «الاندماج لا يعني الاحتكار. وشركات الاتصالات الأوروبية في حاجة للتعاون مع بعضها البعض، لاستبعاد شبح الاستحواذ عليها من قبل شركات أجنبية أكبر». وتعرض قطاع الاتصالات الأوروبي للمعاناة، جراء المنافسة التي احتدمت بسبب دخول شركات صغيرة جديدة للسوق وللتغير الذي طرأ على عادات المستهلك في عصر الإنترنت والنظم التي أدت لانخفاض الأسعار. ولإحساس الشركات بهذه الضغوطات، قفز حجم الصفقات في قطاع الاتصالات الأوروبي لما يقارب 67 مليار دولار خلال العام الجاري حتى الآن، مسجلة أعلى مستوى منذ عام 2000. وساد هذا الشعور أرجاء القارة المختلفة، حيث أنهت بي تي جروب المتخصصة في تشغيل الموجات العريضة في المملكة المتحدة، صفقة لشراء إي إي أكبر شركة اتصالات في البلاد، بينما وافقت هوتشسون وامبوا من هونج كونج، على شراء شركة 02 العاملة في تشغيل الهواتف المحمولة من شركة تليفونيكا الإسبانية مقابل 32,8 مليار دولار. وفي العام الماضي، باعت فيفيندي الفرنسية ذراعها لتشغيل الهواتف المحمولة أس أف آر، مقابل 23 مليار دولار لشركة ألتايس، أكثر الشركات نشاطاً في القارة في مجال الاستحواذ في العام الماضي. ولا تزال الشركة راغبة في شراء قسم الاتصالات في بويجوز، ما ينجم عنه تقلص عدد شركات تشغيل الهواتف المحمولة في فرنسا إلى ثلاث بدلاً من أربع. المنافسة المحتدمة أما في إيطاليا، تدخل هوتشسون، في تفاوض مع فيمبل كوم للاتصالات في مقرها في أمستردام، بهدف عقد شراكة بين فرعي الشركتين في البلاد. وتتطلع الشركتان للوصول إلى اتفاق بحلول الصيف المقبل. وتعكس هذه الموجة من الصفقات، المنافسة المحتدمة في عدد من البلدان الأوروبية في أعقاب دخول شركات صغيرة جديدة لسوق الاتصال. وفي الوقت ذاته، أدار المستهلكون ظهورهم لخدمات الهواتف المحمولة مثل، خدمات الاتصال الصوتي والرسائل النصية، والتوجه نحو خدمات قواعد بيانات أقل تكلفة مثل، واتس آب وفيس بوك وغيرها. وفي غضون ذلك، انخفضت عائدات شركات تشغيل الهواتف المحمولة في أوروبا، بنسبة قدرها 11% إلى 248 مليار يورو (273 مليار دولار) في الفترة بين 2009 إلى 2015، وفقاً لرابطة مشغلي شبكات الاتصال الأوروبية. وفي حين تراجعت العائدات، تشتكي هذه الشركات من ارتفاع تكاليف الاستثمارات الضرورية للتعامل مع الارتفاع في استخدام البيانات. وبما يزيد عن 150 شركة اتصال، لا تزال أوروبا واحدة من أكثر أسواق الاتصالات غير الموحدة في العالم. وتهدف معظم عمليات الاندماج، لتقليص عدد شركات الاتصالات العاملة في كل بلد. وفي العادة، تتنافس نحو أربع شركات أو أكثر في الأسواق الأوروبية الفردية. وفي المقابل، توجد أربع شركات فقط للاتصالات في أميركا بكاملها. ويقول ستيفن ريتشارد، الرئيس التنفيذي لشركة أورانج الفرنسية للاتصالات :»يبدو الوضع في حالة من الفوضى في أوروبا، وليس هناك نموذج اقتصادي يبرر وجود أكثر من شركتي اتصال وبالأكثر ثلاث، سواء للخطوط الثابتة أو الهواتف المحمولة في بلد أوروبي واحد». وتسعى بعض شركات الاتصالات، لدمج شركات تشغيل الهواتف المحمولة للاستفادة من البنية التحتية القائمة، بينما تعمل أخرى لدمج الخطوط الثابتة مع المحمولة لإنعاش عروض العملاء الذين يفضلون باقات تشمل التلفزيون والموجات العريضة والخطوط الثابتة والمحمولة، الخطوة التي مكنت الشركات من الاحتفاظ بالعملاء القدامى وإنفاق تكاليف أقل لكسب آخرين جدد. ويقتصر الهدف من كلا النموذجين، على تأمين الأرباح وتقليص التكاليف. ويعتقد جون مالون، مدير شركة ليبرتي جلوبال للكابلات، أن من المنطق لشركته الاستحواذ على بعض الأصول في فودافون، أكبر شركة لتشغيل الهواتف النقالة في أوروبا. وتستفيد الشركات في الوقت الحالي، من نافذة تنظيمية، تبدو أكثر تشجيعاً لعمليات الاندماج. وفي حين كان التفكير السائد أن إبرام صفقات الاندماج الكبيرة غير ممكن، في وقت تشجع السلطات الأوروبية على المزيد من المنافسة لفائدة المستهلك، ساعدت المفوضية الأوروبية على إتمام مثل هذه الصفقات في الآونة الأخيرة وإعطاء المدراء الثقة بإمكانية عمل أكثر من ذلك. وفي إسبانيا، أُرغمت أورانج على إقرار حزمة من الاتفاقيات التي ترمي للتخلي عن بعض الاستثمارات ومشاركة الشبكات، للمساعدة في إطلاق مشغل جديد والموافقة لها على شراء جازتيل، الشركة العاملة في مجال خدمات الموجة العريضة وتشغيل الهواتف المحمولة. وتمت مراقبة عملية الاندماج التي تقدر تكلفتها بنحو 5 مليارات دولار، لمعرفة كيفية تعامل قطاع الاتصالات مع مثل هذه العمليات في المستقبل. ويضيف ريتشارد: «إذا أخذنا ذلك في الاعتبار، استغرقت المفوضية تسعة أشهر للموافقة على صفقة جازتيل، بينما لم تزد المدة على خمسة أسابيع في أميركا للسماح لـ «فيس بوك» بشراء تطبيق واتس آب، ما يجعل من ذلك قضية مثيرة للقلق». نقلاً عن: وول ستريت جورنال النموذج الفرنسي: الاستثمار بدل الاندماج أبوظبي (الاتحاد) على الصعيد الفرنسي، يرى وزير الاقتصاد إيمانويل ماكرون، أن الوقت غير مناسب لعمليات الاندماج، حيث يترتب على شركات تشغيل الهواتف النقالة في فرنسا، أن تُولي جل اهتمامها للاستثمار بدلاً من الاندماج، ما يثير الشكوك حول إتمام مثل هذه الصفقات في المستقبل القريب، وفي ظل هذا المناخ من البطء، بدأ بعض المديرين في تركيز جهودهم على الخارج. وفي السنة الماضية، أخفقت محاولات الملياردير الفرنسي شافير نيل، لشراء تي موبايل الأميركية مقابل 15 مليار دولار، بغرض زيادة رقعة ونمو شركة إلياد المتخصصة في الفئة الرخيصة لتشغيل الهواتف النقالة. وبعد إنفاقها لنحو 32 مليار دولار في عدد من الصفقات خلال العام الماضي، بدأت ألتايس في مد جذور بحثها داخل أميركا، من خلال شراء سدنلينك للكابلات. ويهدف دراهي لشراء المزيد من الشركات في سوق يتنافس فيها عدد قليل من الشركات في ظل توفر عائدات ضخمة. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©