من الصعب أن يتنازل الألمان عن تقاليدهم ليس فقط في كرة القدم ولكن في الحياة بشكل عام ،ومن بين تلك التقاليد صناعة السيارات التي تحولت بمرور الوقت إلى أحد أهم المعالم التي تتميز بها ألمانيا لما تتسم به من دقة الأداء وجمال الشكل وطول العمر، وعندما نتحدث عن السيارات لابد أن تقفز أمامنا 'نجمة مرسيدس' الشهيرة أحد إبداعات دايملر بنز الرجل الذي أنشأ الشركة منذ أكثر من نصف قرن وباتت اليوم واحدة من أهم السيارات والأكثر انتشاراً في العالم·
وارتبط مرسيدس كثيرا بكرة القدم الألمانية ليس لأنها ترعى حاليا المنتخب الألماني وشعار النجمة وفق صدور ملابس تدريب الفريق ولكن لأن نجوم المنتخب الألماني الذين سطروا معجزة بيرن عام 1954 وعادوا من سويسرا بكأس العالم قاموا بجولة في شوارع ميونخ للاحتفال بالكأس مع الجماهير بسيارات مرسيدس 220 مكشوفة·
كما أن كل منتخبات كأس العالم 1974 كانت تستقل سيارات مرسيدس ومازال متحف مرسيدس حتى اليوم يحتفظ بالباص الذي كان يجلس فيه بكينباور وماير وبرايتنر وافرات ونتزر وفوجتس وبقية أفراد المنتخب الذين قادوا بلادهم للفوز بالمونديال·
ولأن مرسيدس ليست مجرد سيارة هنا بل جزء من ثقافة شعب فإن المنتخب الألماني حرص على ان يكون الباص الذي يقل كل اللاعبين صناعة المانية رغم أن شركة هيونداي أحد الرعاة الرئيسيين للفيفا·
وقدمت مايقرب من 1000 سيارة وباص إلا أن الأمر عندما يتعلق بالتقاليد فإن الألمان لا يتنازلون بسهولة
وأمام فندق هليتون كان يقف باص المنتخب الألماني ويحمل رقم' 2006 برلين ' وكتب عليه عبارة تحمل الكثير من معاني الفخر والتحدي والانتصار للثقافة الألمانية:' لألمانيا من ألمانيا'·
والطريف أنني أثناء التقاط بعض الصور لباص المنتخب الألماني فوجئت بسيارة شرطة تأتي مسرعة وتقف على بعد أربعة أمتار مني وهنا تصورت أن هناك خطوط حمراء حول الباص ونزل رجل شرطة من السيارة وأخرج كاميرا صغيرة ووقف بجواري ليلتقط صور تذكارية للباص!!
عدد اليوم
