معدة الإنجليز لا تهضم الأجانب

لم يشعر السويدي زفن جوران اريكسون بالراحة منذ ان ترك لاتسيو الايطالي وبدأ مهمته مدربا لمنتخب انجلترا في كرة القدم قبل نحو خمسة اعوام فبقي عرضة لانتقادات لاذعة من الجمهور والصحافة· ولكن المدرب السويدي حزم امره وقرر ترك المهمة بعد مونديال المانيا 2006 الذي يشارك فيه المنتخب الانكليزي ضمن المجموعة الثانية الى جانب البارجواي والسويد وترينيداد وتوباجو· ولا تعود الانتقادات التي كان اريكسون يتعرض لها الى اسلوبه في التدريب او الخطط التكتيكية التي يعتمدها او الى النتائج العادية في كثير من الاحيان فقط، بل الى انه المدرب الاجنبي الاول الذي يقود منتخب انجلترا في تاريخه، وهو ما لم 'يهضمه' الانجليز الذين طالبوا باستمرار باسناد المهمة الى مدرب انجليزي·
وشهدت مسيرة اريكسون مع المنتخب الانجليزي بعض المحطات التي خففت من الحملة ضده وكان ابرزها الفوز التاريخي على المانيا 5-1 في عقر دارها على ملعب ميونيخ الاولمبي في سبتمبر ،2001 ثم قيادة المنتخب الى ربع نهائي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان قبل ان يخسر امام البرازيل الذي توج بطلا في ما بعد· وكان اريكسون بدأ مشواره مع المنتخب الانجليزي عام ،2001 ويستمر عقده حتى ،2008 لكنه قرر ترك منصبه عقب نهائيات المونديال، فاسند الاتحاد الانجليزي المهمة الى ستيف ماكلارين بعد ان غربل اسماء عدة·
ويملك اريكسون (58 عاما) ارادة قوية جعلته يواجه الضغوط الكثيرة التي تعرض لها منها اتصالات كشفت عنها الصحف كان يجريها مع تشلسي، ثم فضيحة العلاقة الجنسية مع فاريا علام احدى الموظفات في الاتحاد الانجليزي لكن الاخير لم يكن قادرا على فسخ العقد معه نظرا للشروط القاسية التي يتضمنها·
وجاءت النتائج في بعض البطولات التي لا تعكس التوقعات الانجليزية منها فشل المنتخب في تخطي ربع نهائي كأس امم اوروبا 2004 في البرتغال حيث خسر امام منتخب الدولة المضيفة·
واريسكون هو صاحب ثاني اعلى دخل بين المدربين في العالم (خلف البرتغالي جوزيه مورينهو مدرب تشيلسي) اذ ينال 9ر6 مليون يورو سنويا، ولم يسبق له ان اشرف على اي منتخب قبل المنتخب الانكليزي بل درب فرق جوتبورج السويدي وقاده الى لقب كأس الاتحاد الاوروبي عام 1982 قبل ان ينتقل الى البرتغال لتدريب بنفيكا على مرحلتين (82-84 و89-92)، وفي ايطاليا اشرف على روما (84-87) وفيورنتينا (87-89) وسمبدوريا (92-97) ولاتسيو (97-2000)·
معضلة اختيار النجوم
يواجه المدرب السويدي في مهمته الاخيرة مع المنتخب الانجليزي معضلة حقيقية لاختيار افراد التشكيلة الاساسية في المونديال·ويعلق على الاسماء التي اختارها قائلا 'لدينا ظهيران جيدان جدا هما جاري نيفيل في الجهة اليمنى واشلي كول في اليسرى'، مضيفا 'كما ان المنتخب يضم لاعبين ممتازين في خط الوسط كستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وديفيد بيكهام'·ويضيف اريكسون 'في خط المقدمة لدينا النجم واين روني (قد يتمكن من المشاركة بدءا من الدور الثاني)، وصاحب الخبرة مايكل اوين'·
ويؤكد المدرب قائلا 'إن هذه المجموعة من الاسماء قادرة على اللعب في اي تشكيلة في العالم'·لكن اصابة روني ستدفع باريكسون الى اختيار البديل في الدور الاول على الاقل، وقد يجد ضالته بالعملاق بيتر كراوتش مهاجم ليفربول الذي تتقدم حظوظه على الشاب ثيو والكوت من ارسنال·