تنظم وزارة التربية والتعليم في أبوظبي اليوم ندوة علمية لدراسة وثيقة معايير منهج التربية الإسلامية لدولة الامارات بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين والأكاديميين المتخصصين في الشؤون الإسلامية·
وتتضمن الوثيقة التي أعدها متخصصون كبار في الدراسات الإسلامية ستة عشر هدفا مقترحا واثني عشر هدفا جزئيا تبدأ دراستها بالتدريج من الصف الأول الإبتدائي وتنتهي عند الصف الثاني عشر وتحدد الوثيقة بدقة المخرجات التعليمية ومعايير الأداء الخاصة بالتربية الاسلامية لكل مرحلة من مراحل الدراسة·
وصرح معالي وزير التربية و التعليم الدكتور حنيف حسن بأن هذه الندوة تأتي في سياق اهتمام الوزارة بتجديد مناهج التعليم وتطويرها بحيث تعكس التقدم الانساني في كافة المجالات وتساعد في عملية بناء قيم وأخلاقيات واتجاهات ومهارات الإنسان ليصبح إنسانا مفكرا منتجا مبدعا و منتميا لوطنه وأمته·
وقال : تأتي في إطار التوقعات الكبيرة لقيادتنا الرشيدة والدعم والرعاية التي يوليها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وفي إطار متابعة واهتمام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم وسمو الشيخ منصور بن زايد وزير شؤون الرئاسة نائب رئيس مجلس أبوظبي للتعليم·
وأضاف معاليه أن الوزارة ستباشر في خطوات تنفيذ هذه الوثيقة في صورة مناهج تعليمية وكتب مدرسية بعد إقرارها من قبل الخبراء و المختصين·
وقد وضعت الوثيقة بهدف تأسيس معايير واضحة و منهجية لمادة التربية الإسلامية بعد رصد العديد من أوجه القصور في مناهج التربية الإسلامية التي تدرس في الدول العربية و دولة الامارات بصفة خاصة ومن بينها مثلا عدم الترتيب السليم لعناصر المنهج في سنوات التعليم الاثنتي عشرة واحتواء المناهج على أنماط متعاكسة من القيم الإيجابية والسلبية وافتقادها إلى قدرات التفكير والنقد والإبداع واقتصارها على مجرد الحفظ و الاستظهار والاستيعاب السلبي دون فهم أو وعي وعدم مراعاتها للطبيعة النفسية لفئات المتعلمين العمرية وكونها تقوم على الوعظ المباشر والإثارة العاطفية وتركيزها شبه الكامل على التاريخ دون الواقع المعاصر وقضاياه وعدم تناولها قضايا معاصرة مثل التفاعل مع قضايا البيئة والمجتمع وضعف الاهتمام بتعليم الجماليات·
وقال انطلاقا من الحرص على تحديث هذه المناهج، بدأ التفكير بإعادة النظر في الغاية من تدريس التربية الإسلامية و ضرورة إعادة صياغة مناهجها من حيث هياكلها العامة ومحاورها و قضاياها و موضوعاتها بحيث لا تقتصر فقط على عملية نقل القيم و المعارف و المعلومات المتعلقة بالدين من جيل إلى جيل، ولا تكون مجرد حشو لعقول المتعلمين بكم معين من المعارف و المعلومات التاريخية أو النظرية دون أخذ الواقع في الاعتبار، بل النظر إلى منهج التربية الإسلامية على أساس أنه المنهج المنوط به تكوين الانسان و صياغة عقله وصقله و تهذيب نفسيته، مع أخذ الواقع الاجتماعي المتغير بعين الاعتبار على أساس أنه يمثل البيئة التي يعيش فيها الإنسان و يتفاعل من خلالها مع الآخرين·
ويشارك في الندوة نخبة من كبار المتخصصيين في الفكر الاسلامي هم معالي الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية ومعالي الدكتور عبد السلام العبادي رئيس جامعة ال البيت الاردنية ومعالي الدكتور عصام الدين البشير وزير الاوقاف السوداني السابق والاستاذ عبد الله بن بجاد العتيبي المتخصص في الفكر الاسلامي والدكتور محمد عبد الرحيم سلطان العلماء مساعد عميد كلية الشريعة بجامعة الامارات والدكتور نصر عارف رئيس قسم الدراسات الاسلامية في جامعة زايد·
وسيصدرعن هذه الندوة في ختام أعمالها غدا إعلان يتضمن التوصيات المقترحة في شأن هذه الوثيقة المهمة·
عدد اليوم
