الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أمراض الامتحانات وراءها القلق وعلاجها بيد الأسرة

10 يونيو 2006
دبي - بسام عبد السميع:
قلق الامتحانات ظاهرة موسمية متكررة، تحدث مشكلات اجتماعية ونفسية يعاني منها الطلاب على كافة المستويات وتبلغ ذروتها عند طلاب الثانوية العامة؛ فيصابون بالخوف واضطرابات النوم وأمراض كالآم المعدة وكثرة التبول؛ فضلا عن الاضطرابات السلوكية كالعصبية والشجار···
وفي هذه الحوار مع الدكتور علي الحرجان أستاذ الطب النفسي نتطرق إلى أسباب هذه الظاهرة وتداعياتها وكيفية علاجها·
يوضح الدكتور الحرجان أن هناك خللا اجتماعيا كبيرا أوجد معاناة للطلاب، هذا الخلل يبدأ انتهاء بالموروث الثقافي الذي يعزز فكرة نهاية الطالب في حال فشله في الثانوية العامة، وينتهي بنظام القبول بالجامعات ؛ وهو ما يعد تكريسا للفكر الأحادي الذي تعاني منه مجتمعاتنا العربية ويتسبب في ارتكاب أخطاء كبيرة·
ضرورة البدائل
وطالب الحرجان بتعليم أبنائنا التفكير المتعدد الجوانب؛ وضرورة وضع البدائل في منهجنا الفكري والسلوكي؛ وأن تتاح للطالب فرصة دخول الامتحانات مرات متعددة؛ وألا يعتمد قبول الجامعات على درجة الطالب·
وأشار إلى نظام التعليم بالسويد حيث يسمح للطالب دخول كلية الطب حتى سن ،45 موضحا أن فكرة القبول هناك تعتمد علي نظام النقاط الذي يشمل العمر والزواج والخبرات السابقة؛ ويفضل من قارب الثلاثين على من دون العشرين·
وأوضح أستاذ الطب النفسي أن معظم الطلاب يدخلون الجامعات وفقا لرغبة آبائهم وليس رغبة فيما يريدون؛ وقد يلتحقون بإحدى الكليات استجابة لثقافة بيئية تعلي من تخصص دون آخر لأسباب خارجة عن قدرات الطالب ورغبته·
واجبات الأسرة·
خفض التوترات النفسية
أضاف أن الأسرة مطالبة أثناء الامتحانات بالعمل على خفض التوترات النفسية المصاحبة لامتحانات الثانوية العامة، والتعامل مع أبنائهم خلال تلك الفترة بمزيد من الهدوء والتعامل مع الأبناء على حسب قدراتهم التحصيلية والعقلية، موضحا أن الخوف والقلق والتوتر لا يحل المشكلة وإنما يزيد من تأثيراتها·
وقال إن المشكلات الأسرية و المشاجرة المستمرة يؤديان إلى زيادة حدة الاكتئاب لدى الطلاب والابتعاد عن المذاكرة، وفي بعض الحالات يكون الانحراف بشتى صوره أحد نتائج الأوضاع الأسرية الخاطئة، حيث يتولد لدى الأبناء شعور بأنهم مهددون بشكل دائم ويفقدون الرغبة في التحصيل المعرفي· ولذا علينا إعادة النظر في التوقعات بنتائج أبنائنا في الامتحانات·
النوم بعد الامتحان
وأكد ضرورة النوم بعد الامتحان وإحداث حالة من الاسترخاء؛ يبدأ بعدها الطالب في معاودة نشاطه الدراسي بمراجعة المادة الجديدة·
وحذر من الاستسلام للسهر أو استخدام المنبهات بهدف زيادة ساعات المذاكرة لما لهما من تأثيرات ضارة وسلبية على التحصيل ويسببان الاضطراب للطالب عند دخوله لجنة الامتحان·
وقال الحرجان إن الثقة بالنفس أساس لتحقيق النجاح، كما أن انتقاء مكانٍ هادئ بعيدٍا عن الصخب والضجيج؛ ويمتاز بجودة التهوية يحقق القدرة على استرجاع ما تمت مذاكرته دون صعوبة·
جو اللجنة
أشار إلى أن لجان الامتحانات مطالبة بالتعامل بشكل أبوي مع الطلاب وألا يمارس البعض منها- كالعادة- الحركات التخويفية والإرهابية النفسية من الصوت العالي وبعض كلمات التأنيب لمن لم يستعد جيدا، وأن الوقت أوشك على الانتهاء وإشعارهم بالمراقبة التي تدفع إلى أن ينشغل الطالب بسلوكيات المراقب؛ مما يؤثر على قدرته الاسترجاعية للمعلومات·
وقال من الأفضل خلق جو من اللقاء الودي وتقديم بعض المشروبات والمثلجات والابتسامة في وجوه الطلاب والترحيب بهم وعدم إشعارهم بحالة المتواجدين في معسكر· وأوضح أن اتخاذ إجراءات استثنائية في أيام الامتحانات وممارسة الضغوط على الأبناء من أجل التحصيل والمراجعة تؤدي إلى نتائج عكسية·
و يؤكد أن القلق حالة تصيب جميع الطلاب باختلاف مستوياتهم ولكن الخوف من تحول القلق إلى حالة مرضية، موضحا أن الفروق الفردية بين البشر مسألة طبيعية يجب مراعاتها في التعامل مع الطلاب، خاصة في فترة الامتحانات·
وكشف عن أن الكثير من الأهل يتوقعون من أولادهم الحصول على درجات عالية، وهو ما يؤثر على الطلاب نفسيا؛ ويصيبهم بالقلق والتوتر والخوف، وفي أحيان أخرى يتجاهل الأهل أبنائهم وينشؤون لديهم إحساسا بالضعف وعدم القدرة على التفوق؛ فيشعر الأبناء بالامتهان مما يولد حالة من العجز والهروب من المسؤولية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©