الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غول الثانوية.. ترويضه مسؤولية جماعية

10 يونيو 2006

دبي - سامي أبو العز:
بدأ ماراثون الثانوية العامة يوم الثلاثاء الماضي بالدولة، حيث يتسابق آلاف الطلاب من الجنسين للفوز بأحد المقاعد في الجامعات وسط ضغوط نفسية شديدة يتعرض لها الطلاب نظراً لما تمثله هذه المرحلة الحاسمة التي تبلغ 17 يوماً في تحديد مسارهم وتتويجاً لحصاد 12 عاماً في المراحل التعليمية السابقة ومن ناحية أخرى فإن أحلام وآمال عائلات الطلاب أيضاً معقودة على مدى تفوق أبنائهم وتحقيق ما يصبون إليه·
وقد تحولت الثانوية العامة إلى ' غول يُخشى أن يلتهم أحلام الطلبة في سنة الحسم ، ويحسب له الجميع ألف حساب منذ بداية العام الدراسي وحتى إعلان النتائج، بل وتمتد حتى تنسيق الجامعات، وكلما اقتربت ساعة الحسم ازدادت دقات ناقوس الخطر الذي يذلل كيان جميع أفراد الأسرة ويجني من خلفه بعضهم أمراضاً ربما ظل العمر كله يعالج منها·· ومع أن الأيام الأولى من امتحانات هذا العام شهدت تراجعا في حدة الهلع والخوف، فإن ترويض هذا 'الغول' تظل مسؤولية جامعية ·
فمن سنوات تحول الأمر كله إلى (فوبيا) وهلع تصيب قلوب وعقول الطلاب الذين يدفعون ثمنها عند دخولهم لجنة الامتحانات، حيث يتغلب الخوف والرعب والقلق عليهم فيجدون أنفسهم في حالة من بلادة الذاكرة·
فالأسئلة ربما كانت سهلة وميسرة وهم استعدوا لها جيداً لكن من يساعدهم للخروج من براثن الخوف وتهدئة روعهم وفرملة نبضات قلوبهم التي يسمعون دقاتها، وللأسف بعضهم لا يسعفه ما اكتنز لهذا اليوم من سهر وتعب ومراجعة ودروس ودعوات الأهل والأصدقاء ويقف مشلول اليدين مسطح الفكر والرؤية ويفيق على انتهاء الموعد المحدد دون تحقيق ما يصبون إليه ومع انه زرع جيداً، إلا انه فشل في موسم الحصاد والسبب ببساطة هو تلك الهالة المرعبة التي وضعتها السنوات المتراكمة على تلك السنة الحاسمة التي أصبح الطلاب وأهاليهم يستعدون لها من سنوات الدراسة الأولى فحولتها إلى صخرة مفزعة تتحطم عليها آمال وأحلام العديدين·
وعلى الرغم من أن النتائج المبدئية مبشرة بالخير إلا أن الراصد للحالة المزاجية للطلاب خارج اللجان وداخلها يرى ويسمع العجب، فالطلاب اقبلوا على الامتحانات وقد بدأ عليهم الإرهاق والتعب الشديد الذي تحول عند بعضهم إلى إعياء ما يؤثر على الحالة الذهنية والمقدرة على التركيز داخل اللجان·
المفاجآت في اللجان
ولم تخل بعض اللجان من المفاجآت التي لم يحسب لها من قبل والتي تدخل في مجال التندر على طريقة المضحكات المبكيات، فمثلاً فوجئ طلاب اللجان الخاصة من المكفوفين بسؤال غريب يوجهه لهم ملاحظ اللجنة في مادة الأحياء تحت عنوان (أمعن النظر) حيث يقول السؤال أمعن النظر في الرسم العلمي الذي أمامك؟ وها هم طلاب لجنة مدرسة المدينة المنورة بدبي يقضون امتحاناتهم في أجواء حارة جداً في ثاني أيام الامتحان بسبب تعطيل أجهزة التكييف·وها هي شكوى طلاب تعليم الكبار من أن مستوى الأسئلة يفوق قدراتهم الذهنية·
مواد علمية للأدبي
وتبقى مشكلة فرض مواد علمية على طلاب الأدبي لتزيد من مأساتهم بدلاً من التخفيف عليهم ويدعو الجميع الله الستر في النتائج وألا تكون هذه المواد عقبة جديدة في طريق طلاب الأدبي·
بقي أن نذكر أن بعض الدول كافحت غول الثانوية العامة واستطاعت الانتصار عليه بالضربة القاضية ولم تعد الأمور محددة في مسابقة الفرصة الواحدة ولم تعد سنة الحسم واحدة فقط، بل اثنتين أو ثلاث، حيث قامت هذه الدول بتغيير النظام تماماً ووزعت النتائج على أعوام تخفيفاً من حدة الرهبة وإعطاء المزيد من الفرص للطلاب ليعبروا بصدق عن إمكانياتهم الحقيقية ويخوضون الامتحان بعيداً عن التوتر والقلق حتى تكون النتيجة النهائية معبرة بحق عن المستوى الفعلي للطلاب ومقياساً حقيقياً لقدراتهم الذهنية والعقلية، فهل آن الأوان حقاً أن نقضي على غول الثانوية العامة بالضربة القاضية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©