الجيش اليمني يُطهر الحوطة من «القاعدة»

أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس “تطهير” مدينة الحوطة بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد “من عناصر تنظيم القاعدة”، دون أن تكشف تفاصيل أكثر عن عملية الاقتحام العسكري، إلا أن مصدرا أمنيا يمنيا أكد لـ(الاتحاد) مقتل اثنين من عناصر القاعدة خلال الهجوم. وقالت الوزارة، عبر موقعها الإخباري “26 سبتمبر نت”، إن “القوات الأمنية” تمكنت “بمساندة الجيش” فجر أمس الجمعة “من تطهير مدينة الحوطة بمديرية ميفعة في محافظة شبوة من عناصر القاعدة”، مشيرة إلى أن قوات أمنية وعسكرية “تقوم حاليا بمتابعة العناصر الإرهابية التي فرت من المدينة إلى المناطق الجبلية المحيطة بمدينة الحوطة لإلقاء القبض عليهم”. ونسبت وزارة الدفاع إلى مدير أمن محافظة شبوة العميد أحمد المقدشي قوله إن “ارتياحا كبيرا أبداه سكان مدينة الحوطة معربين عن امتنانهم للقوات الأمنية والجيش لتطهير منطقتهم من العناصر الإرهابية الإجرامية”. وقال المقدشي إن “قوات الجيش والأمن سوف تواصل مطاردتها للعناصر الإرهابية التي لاذت بالفرار من مدينة الحوطة إلى المناطق الجبلية القريبة”. وكشف مدير أمن محافظة شبوة، وفي تصريح خاص لـ(الاتحاد)، عن مقتل اثنين من عناصر تنظيم القاعدة خلال عملية الاقتحام العسكري التي تمت فجر الجمعة، مؤكدا عدم سقوط أي ضحايا من جانب الجيش اليمني. إلا أنه رفض الإفصاح عن عدد عناصر تنظيم القاعدة الذين تمكنوا من الفرار إلى المناطق الجبلية القريبة من مدينة الحوطة. لكن مسؤولا محليا، طلب عدم الكشف عن هويته، قال لـ(الاتحاد) إن التقديرات الأمنية تشير إلى فرار 65 مسلحا من عناصر القاعدة، موضحا أن 25 منهم من أبناء مدينة الحوطة، التي يبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة. وأشار المسؤول المحلي إلى أن “العناصر الفارة من تنظيم القاعدة قد تتجه إلى محافظة أبين” القريبة من مدينة الحوطة. من جانبه قال مدير عام مديرية ميفعة عبدالله باعوضة إنه تم تشكيل لجنة خاصة لترتيب عودة النازحين إلى منازلهم بمدينة الحوطة. وقدرت مصادر محلية عدد النازحين بحوالي 25 ألف شخص فروا بسبب المعارك العنيفة بين الجيش وعناصر تنظيم القاعدة الذين كانوا قد تحصنوا منذ السبت الماضي داخل منازل المواطنين في مدينة الحوطة. تجدر الإشارة إلى أن محافظة شبوة تعد معقلا بارزا لـ”القاعدة”، كما هي معقل لقبائل العوالق، التي ينتمي إليها الإمام الأميركي-اليمني أنور العولقي، الذي يحظى بحماية قبيلته. وتشن الحكومة اليمنية، منذ ديسمبر الماضي، “حربا مفتوحة” ضد تنظيم القاعدة الذي درج منذ مطلع العام الجاري على مهاجمة المراكز والدوريات الأمنية، خصوصا في المحافظات الجنوبية والشرقية. ومنذ مايو الماضي، شن تنظيم “القاعدة” سلسلة من الهجمات التفجيرية، استهدفت مراكز ودوريات أمنية، مخلفة 68 قتيلا وعشرات الجرحى من العناصر الأمنية والعسكرية اليمنية، حسب إحصائية خاصة بـ(الاتحاد).