تل أبيب تتوقع ضغطاً أميركياً لتجميد المستوطنات

قالت ''هاآرتس'' العبرية أمس، إن رجال الادارة الاميركية الجديدة، يفضلون حكومة اسرائيلية ملتزمة بتسوية الدولتين، إلا ان الولايات المتحدة لا تعتزم اتخاذ موقف في مسألة تشكيل الائتلاف الحكومي · وتابعت الصحيفة، في ضوء التعيين المتوقع لبنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة بتأييد من أحزاب اليمين، ستركز وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون و مبعوثها الى المنطقة جورج ميتشل في زيارتيهما القريبتين الى القدس، على المساعي للحفاظ على حكم الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية· ونقلت الصحيفة ، عن مصادر دبلوماسية أميركية قولها ان الولايات المتحدة، ستطلب من اسرائيل الامتناع عن تثبيت حقائق جديدة على الارض، ولهذا الغرض فإنها تستعد لممارسة ضغط شديد على الحكومة الجديدة للتجميد التام للبناء في المستوطنات، والايفاء بتعهداتها بإزالة الحواجز· وقالت الصحيفة ان تجميد البناء سيحظى بأولوية أعلى من تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية· وحسب المصادر الاميركية، فإن الادارة ستقتطع من رصيد الضمانات التي وضعتها تحت تصرف اسرائيل لغرض استيعاب الهجرة (1,3 مليار دولار مما تبقى من مبلغ 10 مليار دولار) بسبب استثماراتها الاخيرة في المستوطنات· وقالت الصحيفة، ان القيادة الاسرائيلية تقدر بأنه في ظل غياب التقدم في مسيرة انابوليس التي وضع بوش اسسها، فإن شركاء الولايات المتحدة في الرباعية (روسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) سيطالبون باتخاذ خطوات حقيقية ضد اسرائيل و ردا على مواصلة البناء في المستوطنات· وأضافت الصحيفة، ان فريق المبعوث ميتشل سيضم خبراء يعرفون عن كثب، موضوع المستوطنات والطرق التي تملصت اسرائيل من خلالها، من الايفاء بتعهداتها بتجميدها· من جهة اخرى، تسود خشية في إسرائيل من حدوث أول صدام مع إدارة الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما حول مؤتمر ''ديربن - ''2 لمناهضة العنصرية الذي يعقد في سويسرا خلال شهر أبريل المقبل، بعد أن غيرت الإدارة الأميركية الجديده موقفها من المؤتمر، على عكس الادارة السابقة التي كان موقفها متماشيا مع الموقف الإسرائيلي في مقاطعة المؤتمر · وتدأب وزارة الخارجية الإسرائيلية على إحباط محاولات من قبل مسؤولين في إدارة أوباما لإقناع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، بإعلان الولايات المتحدة مشاركتها في المؤتمر الذي يتوقع أن يدين إسرائيل بالعنصرية· وقد أعلنت الإدارة الأميركية أنها ستساعد في تنظيم مؤتمر ديربن، رغم الخشية من استخدامه من قبل العرب لتوجيه نقد حاد لإسرائيل· وأكدت أنها ستقرر لاحقا ما إذا كانت واشنطن ستشارك في المؤتمر· وكان مؤتمر ديربان الأول قد عقد عام 2001 برعاية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وبمبادرة جنوب أفريقيا ووجه المتحدثون فيه انتقادات شديدة للممارسات والسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ووصفوا إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري ''أبرتهايد''، والحركة الصهيونية بأنها عنصرية· وأعلنت إسرائيل مرارا عن مقاطعتها للمؤتمر الذي من المتوقع أن يصف الصهيونية بالعنصرية، ويوجه إليها انتقادات شديدة، ودعت الدول التي تربطها بها علاقات وثيقة وعلى رأسها الولايات المتحدة،الى مقاطعته· وكانت إدارة الرئيس لسابق جورج بوش قد أبلغت إسرائيل قبل شهور،بأنها ستقاطع المؤتمر إلا إذا تلقت ضمانات بعدم تحويله منبرا لمهاجمة إسرائيل·