أعداء ميتسو في قفص الاتهام

سبحان مغير الاحوال، وبعد الفوز الساحق للمنتخب القطري على نظيره الكويتي بثلاثية نظيفة أمس الأول، توقف الجميع عن مهاجمة ميتسو مدرب “العنابي” الذي كان يتعرض لحملة شرسة، حتى الأيام الأخيرة، والكثيرون طالبوا بإقالته، بعد الهزيمة في مباراة الافتتاح أمام الصين، وحتى من قبل انطلاق البطولة الآسيوية، كان رحيل ميتسو مطلباً أساسياً، من جانب الخبراء والمحللين، الذين التزم بعضهم الصمت، بعد انتصارات “العنابي”، وتأهل قطر إلى الدور ربع النهائي، كوصيف للمجموعة الأولى القوية. والوحيد الذي لم يلتفت إلى هذه الأصوات، هو الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رئيس اتحاد الكرة القطري الذي دافع عن المدرب، وأعلن صراحة أن ميتسو باقٍ، حتى لو خرج “العنابي” من الدور الأول للبطولة الآسيوية، فكانت هذه عبارة عن تحدٍ جديد من رئيس الاتحاد للأصوات التي تحاول النيل من المدرب، وهذا الموقف من الرئيس، منح ميتسو واللاعبين، دفعة معنوية هائلة، وتفرغ الجميع لمنافسات فكانت النتيجة الإيجابية التي راهن عليها المسؤولون عن الكرة القطرية. المثير في الأمر أن أعداء الأمس بالنسبة للمدرب ميتسو أصبحوا أصدقاء اليوم، وراح المعارضون له في البداية يتغنون بالإنجاز الكبير الذي حققه المدرب، وهو الإنجاز الذي وولد من رحم المعاناة، وبعدما انقلب السحر على الساحر، لم يعد هناك معارضون للمدرب الفرنسي وانضم الجميع إلى معسكر العنابي للشد من أزر المدرب واللاعبين وتراجع بعض الخبراء عن رأيهم في المدرب، ومطالبتهم برحيله لمجرد الفوز على المنتخب الكويتي، والحصول على بطاقة التأهل إلى ربع النهائي. بل والأكثر إثارة أن بعض المعارضين لميتسو هم من دخل قفص الاتهام بعد الفوز الكبير على المنتخب الكويتي، حيث طالبهم الكثيرون، بالكف عن مطاردة الرجل الذي تحمل الكثير من الضغوطات، والتشكيك ولكن الفضل في الطفرة العنابية في الدور الأول يعود إلى المساندة المطلقة من رئيس الاتحاد، وهو ما اعترف به المدرب الذي كان يخشى أن يلقى مصير البرتغالي بيبسيرو مدرب الأخضر السعودي الذي تمت إقالته بعد هزيمة الفريق الأولى أمام المنتخب السوري في افتتاح مباريات المجموعة الثانية.