الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمرو بن هشام .. أبو جهل .. فرعون الأمة

26 يونيو 2015 21:50
محمد أحمد (القاهرة) عمرو بن هشام بن المغيرة، ويكنى «أبو الحكم»، ولد في مكة في العام 572م وتوفي في العام الثاني الهجري العام 624م عن 52عاماً، تزوج بنت الحارث بن الربيع بن زياد العبسي وأنجب زرارة وعكرمة «الصحابي الجليل». كان عمرو بن هشام سيداً في قومه شريفاً مطاعاً ذا جاه، ولأنه كان حكيماً وذا رأي سديد دخل دار الندوة التي تجمعه بحكماء قريش وشيوخها وهو لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره لذلك سمي أبا الحكم. لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعا أهل مكة إلى التوحيد ونبذ عبادة الأصنام، وتبعه عدد من أصحابه وكان عددهم يزداد يوماً بعد يوم شعر سادة قريش بأن في هذا الدين الجديد ضياعاً لمكانتهم وهيبتهم، كما قلت العطايا لسدنة الأصنام، وفقد أبو الحكم حكمته وحلمه فأطلق عليه عمه الوليد بن المغيرة أبا جهل لسرعة غضبه وفقده للحلم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنت جالساً مع أبي جهل وشيبة بن ربيعة، فقال أبو جهل: يا معشر قريش، إن محمداً قد شتم آلهتكم وسفه أحلامكم وزعم أن من مضى من آبائكم يتهافتون في النار، ألا ومن قتل محمداً فله مئة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة. وقال أبو جهل: لأجلسن له غداً بحجر ما أطيق حمله فإذا سجد في صلاته شججت به رأسه فأسلموني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم، قالوا: «لا نسلمك لشيء أبدا، فامض لما تريد»، فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجراً ثم جلس ينتظر، وقام الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي وبقيت قريش تنتظر ما أبو جهل فاعل، فلما سجد الرسول حمل أبو جهل الحجر ثم أقبل نحوه، ولما دنا منه رجع وقد تغير لونه مرعوباً، وقد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده، فقامت إليه قريش، وقالوا له «ما لك أبا الحكم؟» قال «قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه، فهم بي أن يأكلني». حاول أبو جهل وسادة قريش أن يصرفوا النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوته وكان عليهم أن يجدوا من الوسائل ما يمنعونه به من لقاء الحجيج، حيث كان الرسول ومن آمنوا به اعتادوا لقاء الحجيج يعلنون لهم عن دعوة الإسلام ليبعدوهم عن عبادة الأصنام. وفي اجتماع لقريش ليتدارسوا ماذا يفعلون في مواجهة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو جهل للوليد بن المغيرة ليثير حفيظته: «يا ابن المغيرة، يا سيد قريش.. عجباً لقومك، قد جمعوا لك مالا من صدقاتهم ليعطوه لك كي تكف عما تزعم من انك سمعت من محمد كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن وإن له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وأن أسفله لمغدق وأنه يعلو ولا يعلى عليه، وهم يقولون ذلك حتى ترضي صاحبه ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه»، فثار الوليد، وحاول أبو جهل أن يهدئ من روعه فقال له: إلا أن تقول في محمد قولا تنكر عليه دينه وانك كاره له». ثم قال أبو جهل: «والله إن لي فيه رأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد»‏،‏ قالوا: وما هو يا أبا الحكم‏؟ قال: أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً جليداً نسيباً وسيطاً فيناً، ثم نعطي كل فتى منهم سيفاً صارماً، ثم يعمدوا إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد، فيقتلوه، فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعاً، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، فرضوا منا بالعَقْل، فعقلناه لهم»‏.‏ استمر عداء أبي جهل للرسول صلى الله عليه وسلم وكان أحد الذين عبأوا قريشا لقتال المسلمين يوم بدر، وفي هذه المعركة قتل أبو جهل، على يد معوذ ومعاذ ابني عفراء وكانا في السادسة عشرة من عمرهما وأجهز عليه عبدالله بن مسعود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©