الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زيكو فلسفة الإبداع وحرية التفكير

زيكو فلسفة الإبداع وحرية التفكير
11 يونيو 2006

عندما تولى البرازيلي زيكو مهمة تدريب المنتخب الياباني لكرة القدم في صيف عام 2002 عقب خروج الفريق من الدور الثاني (دور الستة عشر) في بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان تمتع بميزة أنه مدرب مطلع على طبيعة وحال كرة القدم اليابانية·
وكان الاسطورة البرازيلي على اتصال وطيد بكرة القدم اليابانية قبل ذلك وعلى مدار نحو عقد من الزمان لاعبا ومديرا فنيا لفريق كاشيما أنتلرز· وكان ينظر إليه على أنه المدرب الذي عينه بصفة شخصية رئيس الاتحاد الياباني للعبة سابورو كاوابوتشي·كما نظر لتعيين زيكو على أنه مقامرة آمنة من الاتحاد الياباني للعبة الذي لم يكن على وفاق أبدا مع الفرنسي فيليب تروسييه المدير الفني السابق للفريق والذي قاد المنتخب الياباني إلى الدور الثاني في كأس العالم للمرة الاولى في تاريخ مشاركاته بالبطولة·
ولم يكن تروسييه يحظى بنفس مميزات زيكو من حيث الاطلاع على كرة القدم اليابانية فقد كانت معرفته أكثر بالكرة الافريقية كما اتسم في تعاملاته بالصراحة المطلقة والعناد والعمل بأسلوبه الفردي دون مشاورات مع الاتحاد الياباني للعبة أو مع أعضاء الجهاز الفني المعاون له· ونسي هؤلاء الذين تعاقدوا مع زيكو وساندوه ما فعله زيكو في المباراة النهائية بالدوري الياباني عندما كان لاعبا في صفوف كاشيما أنتلرز·
وكان أنتلرز قد خسر صفر/2 في مباراة الذهاب بالنهائي ولكنه نجح في تسجيل هدف في مباراة الاياب التي أقيمت بالاستاد الوطني في طوكيو· وفي منتصف الشوط الثاني من مباراة الاياب حصل فيردي كاواساكي على ضربة جزاء وقبل أن يتقدم النجم الياباني كازوميورا الذي لعب سابقا لفريق سانتوس لتسديد الضربة ودق المسمار
الاخير في نعش أنتلرز تقدم زيكو إلى الكرة داخل منطقة الجزاء وبصق عليها ليطرد من المباراة·
وقبل تعيين زيكو مدربا فنيا للمنتخب الياباني نجح النجم البرازيلي في إخفاء معالم وذكريات هذا الحدث من خلال قيادته كمدير فني لفريق كاشيما أنتلرز للفوز بلقب الدوري أعوام 1996 و1998 و2000 و2001 ولكن بعد أن تولى مسؤولية تدريب المنتخب الياباني كان أمامه عمل كثير وصعب·
ولم يكن تروسييه قد نجح فقط في تغيير أداء المنتخب الياباني بل عمل أيضا خلال فترة قيادته للمنتخب على تغيير رؤية الجماهير من خلال طريقته في قيادة الفريق بأسلوب التحدي· وبث تروسييه في نفوس اللاعبين كيفية أداء المباريات برجولة وحماس ولكنه تركهم تحت قيادة أبوية صارمة·
ولا يختلف زيكو مدرباً عنه لاعبا حيث يهتم بالارشاد أكثر من اهتمامه بالسيطرة وبالترهيب والترغيب أكثر من اللازم· وقال المدافع يوجي ناكازاوا 'اعتمد تروسييه بشكل كبير على الانضباط والقواعد التي يجب أن نتبعها في كل موقف· بينما لا يتدخل زيكو في كل التفاصيل الصغيرة بإبلاغ اللاعبين ما يجب أن يفعلوه·· يمنح زيكو أهمية كبيرة لابداع اللاعبين وتصورهم وضرورة استغلال ذلك'·
وعندما بدأ تنظيم الدوري الياباني لكرة القدم بنظامه الحالي عام 1993 فاجأ زيكو الجميع بالتراجع عن الاعتزال ليلعب ضمن صفوف فريق أنتلرز بمدينة كاشيما الصغيرة· ورغم أنه كان في السابعة والثلاثين من عمره آنذاك فقد استطاع النجم البرزايلي السابق أن يطوي السنين ويتألق مع الفريق ليسعد مشجعيه ومشجعي كرة القدم في اليابان بشكل عام ببعض الاهداف المثيرة والتمريرات الساحرة· وقدم زيكو أداء أفضل من أي لاعب آخر باستثناء ميورا ليذيق اليابانيين طعم اللعب الجميل الراقي·
أما بعد أن تحول زيكو إلى التدريب فقد أدرك أن الفوز أصبح مسئوليته· ولكنه احتفظ بإيمانه وثقته في المهارات بعد أن اعتمد تروسييه بشكل كبير على القوة في الاداء· ولذلك أعاد زيكو اللاعب شونسوكي ناكامورا إلى صفوف المنتخب الياباني بعد أن كان اللاعب قد استبعد من صفوف الفريق في كأس العالم 2002 حيث اختار تروسييه بدلاً منه اللاعب يوتاكا أكيتا قلب دفاع كاشيما أنتلرز·
وعلى عكس تروسييه رأى زيكو في ناكامورا مهارات عالية ربما ذكرته بنفسه· ويرى زيكو أن 'اليابان قدمت الان هذا النوع من اللاعبين الذي أبهر العالم' في إشارة إلى ناكامورا نجم فريق سلتيك الاسكتلندي
الذي يشكل مع هيديتوشي ناكاتا وشنجي أونو خط وسط الفريق الياباني·وبعد أن عمل اللاعبون لعدة سنوات تحت التعليمات الصارمة لتروسييه لم يبلغ زيكو اللاعبين ما يجب أن يفعلوه· وقال ناكازاوا 'لم يقل لي أي شيء بصفة خاصة عما يجب أن أفعله في الدفاع'·
ولا يضع زيكو القيود على أسلوب أداء اللاعبين بل يكتفي بمنح اللاعبين المعلومات وينتظر منهم تنفيذها في أرض الملعب· واعترف زيكو قائلاً إن جوهر فلسفتي هو أنه ما من شيء محدد حتى الدقيقة الاخيرة من المباراة'·وأضاف 'الاشياء المهمة هي متى تخاطر وتهاجم ولا تسبب الفوضى في الدفاع خلال تنفيذ أي هجمة· ويجب أن يكون التوازن بين الهجوم والدفاع قائما في عقول اللاعبين'·أما تعامل زيكو مع اللاعبين فلا يختلف عن تعامل تروسييه معهم حيث كان تروسييه يحفز لاعبيه على تطوير مستواهم بينما يشجعهم زيكو ويساعدهم ويحتفظ بولائه تجاههم ويرضي غرورهم· وقال زيكو لرابطة المراسلين الاجانب في اليابان في أبريل الماضي 'أشكر الجماهير ورجال الصحافة على التشجيع وكذلك على انتقاداتهم التي تسببت في أن نفكر جيدا فيما نفعله'·
وكانت صحيفة 'اليابان تايمز' ذكرت في يوليو 2003 بعد عام واحد من تولي زيكو المسؤولية أن البعض يطالب بالاطاحة به بعد أن حقق الفوز في مباراتين فقط· وأوضحت الصحيفة أن منتخب اليابان لا يجد التدريب ويبدو اللاعبون تائهون ويفتقدون للتنظيم'·
وعلى الرغم من فوز المنتخب الياباني بكأس آسيا 2004 استمرت الازمة داخل الفريق· ووصلت الامور إلى الحد الذي تردد فيه أن ناكاتا أصبح في موقع المسؤولية أكثر من زيكو· ووصلت الازمة إلى ذروتها في مارس 2005 عندما أعلن اللاعبون انتقادهم لقرار زيكو بالتحول إلى طريقة اللعب 4/4/2 خلال مباراة الفريق أمام المنتخب الايراني في تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 حتى أن وكالة أنباء 'كيودو' اليابانية قالت إن لاعبي اليابان حطموا صفوفهم قبل خوض واحدة من أهم مبارياتهم هذا العام'· وتردد عن تسونياسو مياموتو قائد المنتخب الياباني قوله 'لم نتعود على اللعب بهذه الطريقة ولا أعتقد أنها ستؤتي ثمارها في هذه
الفترة الزمنية القصيرة'·
وكانت هذه التعليقات صفعة قوية على وجه زيكو الذي اعتمد على فلسفة الثقة التامة في لاعبيه· فإذا لم تكن هذه التعليقات رفضا لزيكو على المستوى الشخصي فإنها تمثل بالتأكيد رفضا له كمدرب· وكان زيكو قادرا على التخفي خلف أمجاد فريقه عندما كان مدربا لكاشيما أنتلرز وكان الوضع أكثر سهولة في التعامل مع الاعلام
الياباني· وبدا في إحدى المراحل أن مترجمه الخاص هو من يقاتل من أجله· فقد تعرض مترجمه الخاص كونيهيرو سوزوكي للطرد خلال مباراة الفريق أمام المنتخب العماني في مسقط بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم بعد أن أهان حكام المباراة وتعرض للايقاف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©