الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجماهير تصرخ: أنقذونا من الجشع

الجماهير تصرخ: أنقذونا من الجشع
11 يونيو 2006
إعداد: محمد عيسى:
انطلق المونديال ومعه انتشرت الحمى وسرت بين عشاق المستديرة لمتابعة البطولة الأكبر والأكثر اهتماماً بالعالم، وقبل صافرة الأرجنتيني هوراسيو كانت التحضيرات تسير بشكل غير طبيعي على جميع الأصعده وبشكل خاص في المقاهي والمطاعم ومحلات بيع الأجهزة الإلكترونية التي اعتبرت المونديال موسماً لا يقل أهمية عن سوق عكاظ بالنسبة لتجار الجاهلية ومن خلفهم، حتى أن أحد مستمعي البرامج الإذاعية ومن اتصاله بالبرنامج استنكر ما يحدث قائلاً إن تحضيراتنا لكأس العالم تفوق تحضيراتنا لشهر رمضان، وما أعتبره وقد يتفق معي فيه الكثيرون على أنه أمر طبيعي لم تخلقه البطولة التي تحتفل بعيدها الثامن عشر، ولا لارتفاع نسبة مشاهديها وزيادة رقعة عشاق المستديرة والاهتمام المتزايد بالنجوم والملايين من الدولارات التي ستلهث وراء الكأس الذهبية إنما ما زاد من حمى المونديال التشفير التليفزيوني الذي خنق المشاهدين وفرض عليهم طريقا واحدا للمشاهدة، وهو لا نعتبرة تراجعا بقدر ما هو نجاح للبطولة والكرة التي تحولت لـ 'بيزنس' يعتمد على التسويق، ويدخل نجاحة التسويقي والدعائي والملايين التي يدرها على 'الفيفا' بشكل مؤثر وفاعل في تقييمه النهائي، إن لم يكن يتصدر بنود التقييم العام للبطولة·
وبما أننا جزء لا ينفصل عن العالم المحيط بنا والعاشق للمستديرة والمتابع لها فلابد أن نعيش الأجواء وندفع الثمن·· ثمن التقدم والتطور والتحول المهول في نظرية البطولات الكروية التي لم تعد تعترف بالمشاهدة المجانية، ومن هنا كان المونديال فرصة ذهبية للكثير من المقاهي والمطاعم التي سخرت إمكانياتها لتحقيق أكبر قدر ممكن من الدراهم، قبل أن يأتي المونديال مرة أخرى بعد أربعة أعوام، فظهر ما يشبه بـ'ضرائب المشاهدة' ليضاف إلى الأعباء التي قصمت الظهور من التجار في كل شيء حتى جاء الدور على الجلوس في المقاهي والمطاعم من أجل المشاهدة لمباريات كأس العالم، مع العلم أن صاحب المطعم أو المقهي لم يضف جديداً على المكان باستثناء الأسعار التي رفعها والضرائب التي فرضها، فالقناة الناقلة للحدث مشترك فيها أساساً والطاولات والكراسي متوفرة بل ازدادت تزاحما وكثرت 'العجأة' فقط وهو ما يفترض أن يحصل فيه الزبون على خصومات وليس زيادة وضرائب في الأسعار التي تراوحت من 20 درهما إلى مائة وخمسين درهما يدفعها المشاهد إذا ما قرر مشاهدة مباريات المونديال في 'كوفي شوب' أو مقهى مع الشلة كأقل سعر لحسابه·
وبنزولنا إلى الشارع ورصد الظاهرة كان هناك المؤيد أو الراضي على مضض ومن عارض الفكرة واعتبرها استغلالا يزيد الأعباء المالية على شريحة الشباب وهم ما يشكلون النسبة الأكبر من مشاهدي المباريات، وخاصة الطلبة الذين اعتبروا الأمر غاية في السوء والمرارة لهم وقد يحرمهم من مشاهدة بعض المباريات في المونديال، وأطلقت هذه الفئة صرخة استغاثة لإنقاذهم من استغلال أصحاب المقاهي والمطاعم والكوفي شوب ممن يفرضون رسوما على المشاهدة، وهو ما اعتبروه تجاوزا واستغلالا مرفوضا يجب إيقافه والرجوع للوضع الطبيعي بالنسبة للأسعار لما قبل المونديال، فيما ذهبت الفئة المؤيدة إلى انه أمر طبيعي بشرط عدم المبالغة في الأسعار إضافة إلى مستوى المكان، كما ظهرت فئة وسط استطلاعنا لا ناقة لها ولا جمل في المونديال باتت تدفع ضريبة المشاهدة دون فائدة ودون المشاهدة لانها أساساً لم تأت للمشاهدة إنما لتغيير الجو والجلوس في هذه الأماكن بشكل طبيعي وروتيني وكانت تأتيه من قبل ولكنها فوجئت بالضرائب وارتفاع الأسعار·
ويؤكد ناصر الزعابي أحد محبي المشاهدة مع الأصدقاء وفي كوفي شوب معين أن الوضع طبيعي بالنسبة للمكان الذي يشاهد فية المباريات حيث أن الإدارة خصصت ثلاثين درهماً كحد أدنى للفاتورة والطلبات التي يطلبها، ونظراً لمستوى المكان هو سعر طبيعي لأنه أساساً كان يدفع مثل هذا المبلغ أو أكثر منه في الظروف العادية وبالتالي لا يشكل الحد الأدنى مشكلة له، مضيفاً أن ظاهرة الحد الأدنى في الطلبات مقبولة ويحددها مستوى المكان، ولكن ما يرفضه الزعابي فرض رسوم مشاهدة ومبلغ لا يدخل ضمن الطلبات فهذا الأمر مبالغ فيه ويجب إيقافه، وقال بعض الأماكن بالغت في الحد الأدنى وضرائب المشاهدة والتي وصلت إلى سبعين وثمانين درهما وهو ما لا يمكن السكوت عنه والذي يدخل ضمن بند الاستغلال المرفوض، وأشار الزعابي إلى أن المكان الذي يشاهد فيه المباريات يشهد إقبالا كبيرا ويجب حجز الطاولة مسبقاً وبعض الطاولات يجب حجزها قبل الموعد بيوم او يومين وهو ما يعكس رضا الزبائن عن الخدمة والأسعار، وأشار إلى أن بعض الزملاء له بالمكان لم يحصلوا على مقاعد وتابعوا الافتتاح والمباراة الافتتاحية وقوفاً من شدة الزحام وإقبال المشاهدين على المكان·
وشن حسن أحمد هجوماً شرساً على أصحاب المقاهي وقال ما يحدث قمة الاستغلال، حيث أن المقاهي والمطاعم لا تقدم شيئا مقابل الأسعار والضرائب التي تفرض على المرتادين، وقال ما بال من لا يريد المشاهدة ويأتي للجلوس بالمقهى مثلاً لماذا يدفع ثمن شيء لا يستفيد منه ولا يتابعه، كما أن هذه الاماكن كانت تعرض القناة التي تنقل المباريات كل المباريات، وكنا نشاهد مباريات الدوري المحلي ودروي أبطال أوروبا وكأس الأمم الأوروبية ولم تفرض رسوم، يشاطره سعيد الهاملي الرأي ويقول أصحاب المقاهي ينتظرون ويتربصون لأي ذريعة لمص دماء الناس وها هو كأس العالم قد جاء ورأوه فرصة لا تعوض لفرض رسوم وضرائب خيالية والناس مجبرة على الدفع لانها تريد المتابعة والاستمتاع بكأس العالم·
ويرى خالد المالكي أن ما يحدث في المقاهي والمطاعم والكوفي شوب أمر مرفوض وخاصة من بالغ في الضرائب والأسعار، حيث ان الزبون لم يأت للمقهى للجلوس والفرجة فقط إنما بكل تأكيد سيطلب مشروبات ووجبات خفيفة وغيرها ولكن أن تفرض عليه بهذه الطريقة فهذا امر موفوض، ويضيف الغريب والمستنكر أن بعض الأماكن تفرض رسوم مشاهدة لا تدخل في الحساب وهذا يشكل قمة الاستغلال ويجب إيقافه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©