السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«ذاكرة وطن».. صفحات مشرقة تـــــــــــروي تاريخ الإمارات التليد

«ذاكرة وطن».. صفحات مشرقة تـــــــــــروي تاريخ الإمارات التليد
3 ديسمبر 2016 22:34
يُعد جناح «ذاكرة وطن»، من أهم أركان مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016، المقام حاليا في منطقة الوثبة في أبوظبي، كونه يحمل حكايا أهم المحطات التاريخية في حياة الشعب الإماراتي ،عارضاً إياها بأسلوب عصري تفاعلي فريد، عبر مجموعة من وسائل العرض المتقدمة، إضافة إلى عدد من أبناء الإمارات الذين انتشروا في أرجاء الجناح يشرحون تاريخ الأهل والأجداد، مستندين إلى عدد كبير من الوثائق التاريخية التي يطالعها جمهور الزائرين من كل الأعمار على مدى أيام الحدث التراثي الذي يستمر حتى 1 يناير المقبل. أحمد السعداوي (أبوظبي) 11 قسماً توزعت على نحو 2000 متر مربع هي المساحة التي أقيم عليها جناح «ذاكرة وطن»، الذي ينظمه الأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة التابع لوزارة شؤون الرئاسة، بحيث يأخذ الزوار في رحلة إلى أعماق المجتمع والتاريخ الإماراتي مدعماً بالوثائق والأسانيد التي تظهر الدور الكبير الذي قام به الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس الدولة وإعلان ظهورها إلى الوجود في القرن الماضي. يستطيع الزائر الاطلاع على محتويات كل قسم في الجناح عبر شاشة تعمل باللمس ما يسهل له الوصول إلى هدفه وزيارة القسم الذي يريد الاطلاع عليه، وهو استمرار للنهج الناجح الذي قام عليه الأرشيف الوطني في توفير أحدث السبل التي تيسر للجمهور معرفة التاريخ الإماراتي بشكل سهل ويسير، وفي رحلة زمنية قصيرة لا تتعدى نحو ساعة يقضيها الزائر بين جنبات ذاكرة وطن، يأخذ خلالها رشفات من تاريخ الأجداد وليعرف كيف استطاع هؤلاء الرجال ترسيخ قواعد الدولة الفتية. حضارة الإمارات وعبر التطبيق الذكي الموجود في مدخل الجناح يطالع الجمهور عناوين الأقسام المختلفة، والتي تبدأ بسرد حضارة وتاريخ الإمارات، وعرض معلومات تعريفية عن الآباء الأوائل ودورهم في بناء الاتحاد، وعبر سيرتهم تستخلص الأجيال العبر وتواصل تحمل المسؤولية تجاه الوطن حاضرا ومستقبلا. تالياً يشاهد الجمهور، عرضاً لمسيرة حكم الوالد زايد رحمه الله، الذي تولى منصب ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي العام 1946، ثم أصبح حاكما للإمارة العام 1966، ثم رئيسا للدولة منذ العام 1971 وحتى وفاته العام 2004. ومن زايد وإنجازاته، تنتقل الرحلة التاريخية إلى سرد تاريخ الإمارات من العصر الحجري مرورا بالقرن السادس عشر وحتى القرن العشرين في القسم الذي يحمل عنوان «حضارة وتاريخ الإمارات»، الذي يسلط الضوء على الأبحاث والدراسات التاريخية الدالة على وجود الإنسان واستقراره على أرض الإمارات قبل أكثر من 7000 عام، حسب التنقيبات الأثرية التي بدأت في الدولة منذ خمسينيات القرن الماضي. قبلة للتسامح التسامح الذي عرفت به دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها والسعادة التي تحرص القيادة على تحقيقها لأبناء الإمارات والقاطنين على أرضها، كانت عنوان القسم اللاحق في جناح «ذاكرة وطن»، كون دولة الإمارات مثلت منذ نشأتها قبلة للتسامح الذي صار نهج وطن وسلوك شعب مستمداً من قيم الإسلام الحنيف، حيث اتبع الوالد زايد رحمه الله، وإخوانه حكام الإمارات سياسة قائمة دوما على التعاون والتسامح والتعايش السلمي. أما التعليم وما له من أهمية في تاريخ الشعوب والارتقاء بها، فكان موضوع قسم «ذاكرة التعليم» الذي تضمن تلخيصا لمراحل تطور التعليم في الدولة وأفلام وثائقية عن هذا التطور، إضافة إلى ورش قصصية تفاعلية للأطفال الزائرين لجناح ذاكرة وطن بصحبة ذويهم على مدى أيام المهرجان. المرحلة الأهم في تاريخ الإمارات، وهي الفترة الزمنية من العام 1968 وحتى 1973، التي شهدت مسيرة الاتحاد، طالع الجمهور بعضاً من تفاصيلها في القسم التالي، تعرفوا من خلاله على الإنجازات والجهود التي بذلها الآباء المؤسسون بزعامة الوالد زايد رحمه الله، وكيف تطورت الدولة بفضل السياسة الحكيمة التي رسمها ورسخ ملامحها، ثم صار على نهجها خلفه الصالح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي واصل مع أبناء الشعب الإماراتي مسيرة التقدم والازدهار حتى صارت الإمارات على ما هي عليه الآن من نجاح وتقدم لافت بين الأمم في الشرق والغرب. صفحات مشرفة ومع باقي أقسام جناح «ذاكرة الوطن»، يستمتع الجمهور برحلة مثيرة يقرأ خلالها صفحات مشرفة من تاريخ الشعب الإماراتي وعطاءات القائد المؤسس زايد، طيب الله ثراه، ودور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» في النهوض بالمرأة وتمكينها وإنجازات الآباء المؤسسين. حيث تأخذ هذه الأقسام عناوين «أم الإمارات»، «عالم القراءة» و«السعادة». ومن زوار الجناح، يقول علي أحمد جميل، معلم لغة عربية، وكان مصطحباً أبناءه عبدالله (16 عاماً)، ومحمد (14 عاماً)، إن مثل هذا المهرجان يعتبر أفضل رابط بين الأجيال وخير وسيلة للتعرف بها إلى ماضيهم وعادات وتقاليد الآباء والأجداد، لافتاً إلى أنه يزور المهرجان باستمرار منذ نسخته الأولى قبل سبع سنوات، ولا يكفيه تردده عليه مرة واحدة بل يكررها أكثر من مرة مع أبنائه لانه يعتبر الفعاليات والأجنحة المنتشرة فيه بمثابة متحف مفتوح على تاريخ الإمارات وغيره من شعوب الأرض التي تشارك بفاعلية كبيرة في المهرجان عاما بعد عام، حتى وصل عدد الدول المشاركة هذا العام إلى 17 دولة من مختلف قارات العالم، وهو جهد مشكور من قبل منظمي الكرنفال التراثي الذين صاروا يؤكدون عالمية التراث الإماراتي عبر مثل هذه الفعاليات. وفي الوقت ذاته يتيح الفرصة لأبناء الإمارات لمعرفة حضارات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى حتى نعرف أين نحن من العالم وكيف ينظر العالم لنا، وبالتالي يجب على كل ولي أمر أن لا يضيع هذه الفرصة الذهبية ويحرص على اصطحاب أبنائه لزيارة مهرجان الشيخ زايد التراثي وغيره من هذه الفعاليات التي تجمع بين العلم والمتعة، خاصة أن «ذاكرة وطن» يحفل بعدد هائل من الوثائق وتفاصيل المعاهدات واللحظات التاريخية المهمة في حياة الشعب الإماراتي ما يجعل من زيارته والتعرف على محتوياته، بمثابة فرض عين على كل ولي أمر، خاصة حين يعرف أن مطالعة هذه الوثائق والمعارف في الصغر من أهم أسباب ترسيخ الاعتزاز بالماضي وإعلائه دوماً في النفوس وتعزيز الشعور بالانتماء والولاء للأرض والقيادة. أسلوب تكنولوجي أما صلاح المرزوقي، فقد أشاد بفكرة تقسيم جناح «ذاكرة وطن» إلى عدة أقسام وعرضها بأسلوب تكنولوجي بديع، ما يتناسب مع اهتمامات وميول الأجيال الحديثة لاكتساب كافة معارفه عبر الوسائل التقنية الحديثة، منوهاً إلى طرق العرض الجيدة والمبتكرة داخل الجناح والتي حرصت على جعل الجميع يشعر بالراحة والبهجة خاصة في ظل انتشار نظم الإضاءة المبهجة في ردهات الجناح، ما يجعل الزائر يستمتع بكل لحظة خلال رحلته إلى عمق التاريخ الإماراتي بين جنبات «ذاكرة وطن» ومتابعة الكثير من الفعاليات المقامة داخله خاصة التي تركز على الأطفال مثل ورشة «وطني الإمارات» والورش القصصية للأطفال التي تتماشى مع الاتجاه العام في الدولة بضرورة الاهتمام بالقراءة وضرورة ترسيخها في النشء منذ نعومة أظافرهم. أصحاب فضل عزيزة الهاملي، التي كانت بصحبة أبنائها الأربعة، أكدت أن مهرجان الشيخ زايد التراثي حدث عزيز على قلب كل إماراتي ولذلك تحرص على زيارته سنويا مع أبنائها، خاصة أنها من سكان منطقة الوثبة ما يجعلها وجميع سكان المنطقة يشعرون بالسعادة لرؤية هذا الاهتمام الكبير بتراث الأهل والأجداد عبر فعاليات المهرجان، خاصة مع وجود جماهير من كل الجنسيات يشاركوننا الاحتفاء بموروثنا الغالي. ولفتت إلى أن أكثر ما أعجبها داخل الجناح الوطني، هو تسليط الضوء على أصحاب الفضل في النهضة الكبيرة التي نعيشها الآن وفي مقدمتهم الوالد زايد رحمه الله، و«أم الإمارات» ودورها الفعال في الاهتمام بالمرأة ودعمها في كل المجالات، بحيث صارت رمزا لنهضة المرأة الإماراتية بما حققته من إنجازات ومبادرات جعلتها رائدة العمل النسائي والإنساني في الإمارات، فضلا عن حرصها على النهوض بالمجتمع من خلال الاهتمام بكل ما يتعلق بالطفولة والأسرة داخل المجتمع الإماراتي. كما أشادت بالحضور الكبير للحرفيين والحرفيات المهتمين بالتراث الإماراتي وعمل ورش مختلفة عن ألوان المشغولات اليدوية والحرف القديمة في المهرجان، ما يجعل الصغار يتعرفون على قدر ولو يسير عن هذه الحرف وكيف كان يعيش الأقدمون. عروض عالمية لا تزال العروض الفولكلورية لعديد من دول العالم تبهر جمهور المهرجان من كل الجنسيات، خاصة أنها تتم في أجواء شتوية إماراتية ساحرة، زادت من الاستمتاع بمشاهدة هذا اللون الفريد من الفعاليات في الهواء الطلق . ويشهد الزوار يوميا عروضا فلكلورية محلية وعالمية على أكثر من 10 مسارح حية لتشكل في مجموعها أكثر من 50 عرضاً يومياً متنوعاً يجمع بين ألوان الفن الإماراتي والعالمي. كما تجوب الفرق الفنية العالمية أجواء المكان في عروض تنطلق يوميا مصحوبة بأهازيج تراثية شعبية من مختلف دول العالم لتعبر عن روح المهرجان الذي يجمع مختلف الحضارات على أرض الإمارات. مسيرة الاتحاد تنطلق الساعة 3 عصر اليوم عند المنصة الرئيسة، مسيرة تضم الآلاف من أبناء القبائل من كافة إمارات الدولة، احتفالاً باليوم الوطني الـ45 للدولة، تعبيراً عن حبهم للوطن، والانتماء والولاء للقيادة التي جمعت شعب الإمارات تحت راية واحدة وانطلقت بها إلى آفاق رحبة من النجاح والازدهار. وتصاحب المسيرة الضخمة ألوان من الأهازيج التي تعكس تنوع وثراء الموروث الثقافي والشعبي لأبناء الإمارات على مر العصور. محاكاة قلعة المويجعي شيد جناح «ذاكرة وطن» على شكل مستوحى من قلعة المويجعي في العين، التي بُنيت في أوائل القرن العشرين، وشهدت مولد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وقد أعيد ترميمها مؤخراً بشكل كامل، وتقع ضمن واحة المويجعي أحد المواقع المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني لمنظمة «اليونسكو». وللقلعة أهمية استراتيجية نظرا إلى موقعها المشُيد في مدخل مدينة العين على الطريق المؤدي إلى أبوظبي، وهي تتكون من ثلاثة أبراج ومسجد وأربعة جدران مرتفعة محيطة مع ساحة داخلية كبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©