هناء الحمادي (أبوظبي)
الصدقة في شهر رمضان الفضيل، شأنها وفضلها وثوابها عظيم ولها ميزة على غيرها ولا غنى عنها، والقيام بها خلال هذا الشهر يعطينا ثواباً وأجراً مضاعفاً، وطوال أيام الشهر المبارك تتنوع الكثير من صور الصدقات لدى الصائمين، ففي حين يميل البعض لإفطار العائلات المحتاجة مباشرة يحبذ آخرون تقديم صدقاتهم عن طريق جمعيات خيرية سواء أكانت تلك المساعدات مادية أو عينية رغبة في الوصول للفئات التي تستحق العون.
وفي رحلة البحث عن الأجر والثواب، يجتهد كل عام الشاب سالم أحمد في مضاعفة أجره بصور مختلفة عن الأعوام الماضية، فقبل أذان المغرب بساعتين يعيش هو وعائلته حالة استنفار مكونين خلية نحل، حيث يقومون بتجهيز وجبات غذائية تحتوي على الأزر والدجاج وعدد من حبات التمر مع شراب اللبن أو العصائر ويتم توزيعها على العائلات المحتاجة، أملا في الثواب المضاعف الذي يزداد في شهر الخير. ويقول «هذه المبادرات الإنسانية والخيرية التي نقوم بها هي من باب مد يد العون والمساعدة للمحتاجين، فعلى الرغم من أن الدولة لم تقصر في توفير الكثير من موائد الإفطار للصائمين، إلا أن ما زالت هناك الكثير من الأسر الإماراتية تقوم بتوزيع الطعام لإفطار الصائم، طمعاً في الثواب.
أما فاطمة الظاهري «ربة بيت»، فتحرص على التبرع بجزء بسيط من راتبها التقاعدي للفقراء والمحتاجين وتقول: «أتبرع بالمال لعلمي بحالات إنسانية لعائلات لا تستطيع توفير احتياجاتها في رمضان، فالغاية من الصدقة ليست تقديم المساعدة لمن يحتاج المساعدة وإنما لإبراز معنى التكافل والتراحم بين المجتمع الواحد.
على الجانب الآخر، يسعى رب الأسرة فاضل عيسى هو وأبنائه الصغار إلى التصدق لدى مندوبي الهلال الأحمر الإماراتي المتواجدين في المراكز التجارية، مبيناً أن الصدقة في رمضان مضاعفة وأجرها عظيم وفضلها كبير، وهي من المفاتيح التي تدفع البلاء عن هذا الإنسان المتصدق، وهي من أعظم الطهورات التي تطهر المسلم، باعتبار الصدقة هي فريضة ثابتة على من جمع المال بأنواعها المختلفة، وهي سنة مؤكدة على كل فرد ملك قليل المال أو كثيرة. ويضيف «حينما أتصدق بصحبة أبنائي، فان الغرض من ذلك هو تعويدهم على الصدقة دائماً، في الشهر الفضيل والإنفاق على أعمال الخير بحثاً عن الأجر العظيم في هذه الأيام الفضيلة التي يجب على كل مسلم أن يستغلها في التصدق على المحتاجين من الفقراء.
بدورها في كل رمضان تقوم حصة جاسم «موظفة» منذ بداية الشهر الفضيل بجمع الملابس التي ليس لها حاجة فيها هي وأفراد أسرتها، للتصدق بها إلى الجهات المعنية المختصة بتوزيع تلك الملابس على الفقراء والمحتاجين، وتقول إن الصدقات في رمضان تنمي روح الإيثار عند الإنسان وتوطد العلاقات بين الأسر وتعمق العلاقات الاجتماعية بين العائلات فضلاً عن أنها تقوي الروابط بين الأسرة الواحدة وتؤثر إيجاباً في تواصل الآباء والأبناء وتقوي الشعور بالآخر لدى الأبناء ما يغرس في نفوسهم محبة خدمة الآخرين مستقبلاً. كما أن الصدقة في الشهر الكريم هي مرضاة لله كما تطفئ الخطيئة، ولو تحدثنا عن فضلها سنجد الكثير من الأحاديث الشريفة والآيات الكريمة تذكر أهميتها وفضلها، فاليوم يخرج لنا في رمضان الأبواب الكثيرة التي تفسح لأجل الصدقات. لذلك لابد لكل شخص مسلم يبحث عن الأجر والثواب أن يكثر من الصدقة ليس في رمضان فقط وإنما طوال شهور السنة».
عدد اليوم
