الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار النفط يشعل أسواق السلع الزراعية

ارتفاع أسعار النفط يشعل أسواق السلع الزراعية
11 يونيو 2006
عواصم – وكالات:
حذر وزراء مالية دول مجموعة الثماني أمس من التهديد الذي يمثله ارتفاع اسعار الطاقة على الاقتصاد العالمي، ودعوا الى تعاون دولي اكبر لتهدئة اسواق النفط والغاز·
واصدر الوزراء بيانا بعد اجتماع استمر يومين تضمن مجموعة من الاقتراحات لمعالجة ازمة الطاقة الحالية بعد الارتفاع القياسي في سعر برميل النفط الذي تجاوز السبعين دولارا·
وجاء في البيان 'ندعو الى تحرك شامل من جانب الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة على حد سواء لتسهيل الاستثمار في قطاع الطاقة وزيادة فاعلية الطاقة · وتعزيز الاعتماد بشكل اكبر على بيانات اسواق الطاقة من خلال عدة طرق من بينها تطوير معايير عالمية مشتركة للابلاغ عن احتياطي النفط'·
وربط وزراء المجموعة التي تضم بريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا واليابان وروسيا والولايات المتحدة، بين الارتفاع المتواصل لاسعار النفط وصحة الاقتصاد العالمي·
وجاء في البيان انه 'فيما يظل النمو قويا وتتسع قاعدته تدريجيا · فان مخاطر ارتفاع وتذبذب اسعار الطاقة وزيادة انعدام التوازن العالمي لا تزال ماثلة'·
واضاف البيان 'لقد ناقشنا الوضع الحالي في اسواق الطاقة ومخاطر ارتفاع اسعار النفط على تقدم الاقتصاد العالمي'·
وبحث الوزراء كذلك الاتفاق الذي تاخر طويلا على ميثاق بين روسيا والاتحاد الاوروبي يرتب على الجانبين وضع قوانين تنظم تجارة الطاقة الهائلة بينهما·
وقال البيان 'نحن نعترف باهمية مبادئ ميثاق الطاقة بشأن تنويع اسواق الطاقة ومصادر الامدادات وتعزيز التعاون في معالجة حالات الطوارئ من اجل ضمان امن الطاقة'·
وتستورد دول الاتحاد الاوروبي نحو ربع احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا وتشعر العديد من العواصم الاوروبية بالقلق بسبب اعتمادها الكبير على الغاز الروسي·
وتشتكي روسيا من ناحيتها من فرض قيود على توسع شركات الطاقة الروسية في اوروبا·
وشارك وزراء مالية ومسؤولون كبار من كل من استراليا والبرازيل والصين والهند ونيجيريا وكوريا الشمالية في احدى جلسات مجموعة الثماني اليوم السبت لاجراء محادثات حول التجارة العالمية·
واعلن الوزراء معارضتهم للسياسة الحمائية ودعوا الى حدوث تقدم عاجل 'لاستكمال محادثات جولة الدوحة لتحرير التجارة'·
وقال الوزراء 'نحن ملتزمون بمكافحة الحمائية وتشجيع تحرير التجارة في مجال الزراعة والبضائع والخدمات الصناعية اضافة الى الاستثمار'·
وقد تعثرت جولة الدوحة التي جرت في العاصمة القطرية في اوخر 2001 وتهدف الى قطف ثمار تحرير التجارة في الدول النامية، وتواجه حاليا خطر عدم استكمالها بحلول الموعد النهائي بنهاية العام·
وصرح نجوزي اوكونجو-ايويلا وزير المالية النيجيري 'لقد وجدنا تاييدا قويا من الجميع لانعاش جولة الدوحة ونقول ان هذه الجولة لا تحرز اي تقدم واننا نريد ان نتحرك الى الامام بشكل اسرع'·
وتتعرض الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في جولة الدوحة الى ضغوط من الدول النامية لتقليص المعونات الرسمية التي تقدمها تلك الدول الى مزارعيها ولخفض رسوم الاستيراد على المنتجات الزراعية من الدول الفقيرة·
ومن جهة اخرى تضغط واشنطن وبروكسل على الاقتصاديات الناشئة لتسهل دخول السلع والخدمات الصناعية الى اسواقها·
وفي واشنطن حذرت سوزان شواب ممثلة التجارة الاميركية الجمعة من ان الولايات المتحدة لن ترضى باقل من صفقة طموحة للتجارة العالمية تزيل العوائق من امام التجارة·
وقالت للصحافيين 'اذا قمتم بجولة من المفاوضات كل جيل، واذا كان هدفكم تحرير التجارة، فلماذا تقبلون بشيء لا يحدث تحولا كبيرا في تحرير التجارة؟'·
واضافت انه رغم المازق الحالي والاخفاق في استكمال المفاوضات في الوقت المحدد، فانه 'من المبكر' اعلان موت جولة الدوحة·
ومن ناحية اخرى اكد وزراء مالية دول مجموعة الثماني عزمهم على تعزيز الجهود لمكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب·
وجاء في بيان المنظمة 'اننا نؤكد عزمنا على مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، ونؤكد التزامنا على تعزيز انظمتنا لتجميد الارصدة وتبادل المعلومات وتطوير ادوات مالية بين الدول لعرقلة الانشطة الجنائية والسرية'·
ودعا الوزراء كافة الدول الى تعزيز جهودها لتطبيق توصيات 'قوة التحرك المالي'، وهي منظمة غربية لمكافحة تبييض الاموال شكلتها منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي عام·
من جهة أخرى دفع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية الوقود الحيوي من لاعب صغير في سوق متخصصة إلى التيار السائد في سوق السلع الأولية البالغة قيمتها مليارات الدولارات ليطلق معه سيلا من المشروعات الجديدة واهتمام المستثمرين الأمر الذي أشعل فتيل أسواق السلع الزراعية العالمية·
ومن زراعات قصب السكر في البرازيل إلى حقول اللفت في فرنسا ومن حزام الذرة الأمريكي إلى غابات النخيل في ماليزيا البحث جار على قدم وساق عما أطلق عليه 'الذهب الأخضر' الجديد·
والوقود الحيوي هو وقود مستخرج من النباتات ويتخذ هيئتين الأولى هي الايثانول المستخرج من السكر أو الحبوب ويمكن إضافته إلى البنزين والثانية هي الديزل الحيوي المستخرج من الحبوب الزيتية أو زيت النخيل ويضاف إلى الديزل·
وترى الحكومات في هذه التقنيات الجديدة سبيلا إلى تقليل الاعتماد على النفط المستورد وكبح انبعاث غازات ظاهرة الاحتباس الحراري وتعزيز الزراعة المحلية وأشعل الطلب على تلك التقنيات فتيل توترات في أسواق السلع الغذائية التقليدية·
وقال محللو أسواق السلع الأولية في مؤسسة سايكلوب ومقرها باريس إن الوقود الحيوي وقع 'ضحية لنجاحه (حيث) شهدنا ظهور أولى التوترات في أسواق الوقود الحيوي البرازيلية والأمريكية مع ارتفاع الأسعار·
' وقالوا في تقريرهم لعام 2006 'إدارة تلك التوترات ستظهر ما إذا كان الايثانول قد دخل بالفعل عصرا ذهبيا جديدا وإذا كان من الممكن اعتباره سلعة استراتيجية·
' ولفترة طويلة ظلت البرازيل مركزا رئيسيا لإنتاج الوقود الحيوي مستغلة صناعة قصب السكر الهائلة لديها لإنتاج الايثانول·
ويقول بعض خبراء الصناعة إنها قد تتبوأ في مجال الوقود الحيوي المركز الذي تشغله السعودية في سوق النفط·
وقال لورانس ايجلز رئيس قسم قطاع النفط والأسواق في وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس لرويترز 'في ضوء التكنولوجيا الحالية فإن أكثر أنواع الوقود الحيوي كفاءة هو الايثانول المستخرج من قصب السكر ومن ثم فإن عدة دول ممن تعد منتجا طبيعيا لقصب السكر لديها فرصة·
' وصناعة الايثانول القائمة على قصب السكر في البرازيل هي الأكبر في العالم حيث يبلغ حجم الاستهلاك المحلي نحو 13 مليار ليتر سنويا والصادرات أكثر من مليارين·
وقدرت بعض التوقعات نمو الصادرات ما يصل إلى عشرة مليارات ليتر في غضون سنوات قليلة·
وتتوقع وزارة الزراعة البرازيلية أن يبلغ محصول القصب 423 مليون طن هذا الموسم مع تخصيص ما يزيد قليلا عن النصف لانتاج السكر والباقي لاستخراج الايثانول·
وتشهد البرازيل بناء معمل تقطير جديد للايثانول كل شهر·
لكن الذرة كانت الرابح الأكبر في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم·
ولدى البلاد 97 معملا لانتاج الايثانول في حين يجري بناء 33 مصنعا جديدا·
وفي الآونة الآخيرة بلغت أسعار العقود الآجلة للذرة في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة أعلى مستوياتها في عشرة أشهر مدعومة جزئيا بالطلب من صناعة الايثانول·
ودشنت البورصة خدمة تداولات الكترونية لعقود الايثانول الآجلة·
ومن جانبها ركزت أوروبا مجهوداتها على الديزل الحيوي الذي ينتج في الغالب من اللفت وكذلك من زيت عباد الشمس وزيت النخيل·
وأنتج الاتحاد الأوروبي المؤلف من 25 بلدا 3,2 مليون طن من الديزل الحيوي في 2005 بزيادة 65 في المئة عن 2004 مما يجعله أكبر منتج للديزل الحيوي في العالم·
ولأعضاء الاتحاد الاوروبي حرية منح حوافز ضريبية لتشجيع استخدام الوقود الحيوي·
ومن المنتظر أن تشهد آسيا استخدام المزيد من زيت النخيل في إنتاج الديزل الحيوي مع قيام منتجين رئيسيين للنخيل مثل ماليزيا باعداد زراعات جديدة·
ويقول مسؤولون في الصناعة إن المزيد من الذرة في الصين سيتم تحويله لانتاج الايثانول رغم جهود بكين لكبح هذا التوجه ومنع أسعار الغذاء من الارتفاع·
وتبحث الصين ايضا استيراد المزيد من نبات المنيهوت من تايلاند لانتاج الايثانول·
وفي تايلاند يتوقع مسؤولون في الصناعة قيام 13 مصنعا للايثانول بنهاية عام 2007 مقارنة مع مصنعين فقط الآن·
ومن ثم فإن طلب تايلاند على المنيهوت قد يقفز إلى ثلاثة ملايين طن العام القادم من مليون واحد هذا العام·
ويقول مسؤولو الصناعة إن صناعة الايثانول الأسترالية تنمو بسرعة وقد تعزز استخدام القمح الأمر الذي سيقلل الكميات المتاحة للتصدير·ويقدر مجلس الحبوب الأسترالي أن صناعة الايثانول في البلاد ستنمو لتستهلك نحو مليون طن من الحبوب سنويا كمادة خام·لكن هناك تكنولوجيا جديدة تبشر بفض المعركة بين الغذاء والوقود الحيوي على محاصيل العالم المحدودة·
ويحرز العلماء تقدما في طرق جديدة لاستخراج الايثانول من المخلفات النباتية مستخدمين السيقان لإنتاج الوقود وتاركين المكون الغذائي على حاله·
وقال بيتر توليج رئيس وحدة مصادر الطاقة المتجددة في وكالة الطاقة الدولية إن تكاليف إنتاج تلك الأنواع من الوقود الحيوي قد لا تتجاوز 25 سنتا للير الواحد مما يجعلها ذات قدرة كبيرة على المنافسة· قال 'الرسالة هي أنه يتعين علينا الاستثمار في تقنيات الجيل الثاني تلك·
لديها الفرصة لمنافسة الوقود النفطي على المدى البعيد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©