السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قطر تزيف الحقائق والمقاطعة وجهت ضربات قاسية لـ«داعش»

19 أكتوبر 2017 22:52
أحمد مراد (القاهرة) وصف خبراء ومحللون سياسيون تصريحات وزير الخارجية القطري لمحطة «سي.إن.بي.سي»، والتي زعم فيها أن مقاطعة قطر أضرت بالحرب ضد تنظيم «داعش»، بأنها «أكاذيب مغرضة» هدفها قلب الحقائق، وتلميع صورة الدوحة بعد أن كشفت إجراءات المقاطعة عن الوجه القبيح للنظام القطري باعتباره الممول الأول للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم «داعش». وأكد الخبراء والمحللون أن الدوحة عبر أبواقها السياسية والإعلامية اعتادت على أن تروج للعديد من الأكاذيب حتى تنفي علاقتها بالجماعات والكيانات الإرهابية. وأشاروا إلى أن مقاطعة قطر أسهمت بشكل كبير في توجيه ضربات قاسية لمختلف التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية وفي مقدمتها تنظيم «داعش»، وذلك بفضل الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الأربع لقطع أوجه التمويل القطري لهذه التنظيمات، وهو الأمر الذي ترتب عليه هزيمة تنظيم «داعش» في أكثر من دولة مثل العراق وليبيا، حيث تمكنت القوات العراقية من تحرير مدينة الموصل، كما تمكن الجيش الوطني الليبي من تحرير مدينة بنغازي، وطرد الإرهابيين منها. وكان وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قد زعم أن الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الأربع الإمارات والسعودية ومصر والبحرين ضد قطر أضرت بالحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش». وأكد آل ثاني خلال مقابلة أجرتها معه محطة «سي.إن.بي.سي» أن معظم الإمدادات لقطر من دواء وغذاء والتي يذهب بعضها لقاعدة العديد الجوية الأميركية تأتي عادة عبر حدودها البرية والمغلقة حاليا من قبل السعودية. القيادي الإخواني المنشق د. محمد حبيب، نائب مرشد جماعة الإخوان سابقا، لم يستغرب الأكاذيب التي ساقها وزير خارجية قطر، مؤكدا أن الدوحة تخصصت في تزييف الحقائق والوقائع، بترويج الأكاذيب والادعاءات. وأضاف: قطر منذ بداية أزمتها الراهنة وحتى الآن لا تكف عن إطلاق الأكاذيب التي تهدف من ورائها إلى قلب الحقائق وطمس الوقائع، وذلك في محاولة منها لتلميع صورتها بعدما كشفت إجراءات المقاطعة حقيقة وملامح دعم قطر للجماعات الإرهابية. وسخر د. حبيب من زعم وزير الخارجية القطري بأن المقاطعة أضرت بالحرب على تنظيم داعش، مؤكدا أن العكس هو الذي حدث، وهو أن المقاطعة كان لها دور كبير في تحجيم وحصار تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك بعد أن نجحت إجراءات مقاطعة قطر في قطع الإمدادات القطرية للتنظيم الإرهابي، الأمر الذي تسبب في إضعاف التنظيم الإرهابي، والذي يعد أحد أهم وأبرز أذناب قطر، حيث تقوم الدوحة بدعمه وتمويله بشكل مباشر وغير مباشر ليحقق مصالحها وأهدافها الرامية إلى زعزعة استقرار وأمن المنطقة العربية. بدوره، وصف اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري والاستراتيجي، تصريحات وزير الخارجية القطري الأخيرة بأنها لا تحمل سوى «أكاذيب مغرضة»، موضحا أن الواقع يشير إلى عكس ما صرح به آل ثاني، حيث نجحت المقاطعة في توجيه ضربات قاسية لمختلف التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية وفي مقدمتها تنظيم «داعش»، وهو الأمر الذي ترتب عليه هزيمة تنظيم «داعش» في أكثر من دولة مثل العراق وليبيا، حيث تمكنت القوات العراقية من تحرير مدينة الموصل، كما تمكن الجيش الوطني الليبي من تحرير بنغازي، وطرد الإرهابيين منها. وأوضح كاطو أن تنظيم «داعش» الإرهابي بدأ ظهوره تحت مسمى «التوحيد والجهاد» في أعقاب احتلال العراق، وذلك بدعم وتمويل قطري، حيث كانت الدوحة هي الداعم الأول لـ«أبو مصعب الزرقاوي» تحت غطاء وتسليح من المخابرات الأميركية، وبدعوى مقاومة التيار الشيعي الذي يحاول السيطرة على العراق، ومن هنا بدأت «داعش» في النمو إلى أن وصل إلى شكله الحالي، وأصبح نوعا خطيرا من الإرهاب الذي يعد وسيلة لتدمير وتخريب دول المنطقة العربية. وأشار كاطو إلى أن الدوحة تمد التنظيم الإرهابي بالسلاح والمعلومات والأموال، وهي بذلك تخدم أجندة العديد من أجهزة المخابرات الغربية التي تعمل على زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة العربية. ومن ناحية أخرى، أكد الباحث السياسي، محمود غريب، الخبير في الشؤون العربية، أن النظام القطري وأبواقه السياسية والإعلامية يجيدون لعبة تزييف الوقائع وقلب الحقائق، موضحاً أن الكثير من دول وشعوب العالم لم تعد تثق بالنظام القطري، لاسيما بعد أن ساهمت المقاطعة في فضح هذا النظام، وكشف حقيقته أمام الرأي العام كله باعتبارها الممول الأكبر للتنظيمات الإرهابية، وتكفي الإشارة هنا إلى أن قطر مولت الجماعات الإرهابية بـ 65 مليار دولار في 5 سنوات، وبالتحديد في الفترة ما بين عامي 2010 و2015. وأوضح أن قناة الجزيرة تحولت إلى ما يشبه مركز إعلامي لتنظيمات إرهابية، ومنبرا لإعلان بياناتهم بشكل حصري، والأزمة الأخيرة التي نشبت بين الدول العربية الأربع وقطر، كشفت عن كم هائل من المعلومات تفيد بضلوع شخصيات قطرية في تمويل الإرهاب، فضلا عن أدوار سياسية وأمنية وعسكرية أخرى، وربما ذلك يفسر بدايات التوسع الإرهابي في الشرق الأوسط بهذه السرعة والإمكانيات. أما د. نانيس عبدالرازق، استاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقالت:اعتادت الدوحة على أن تروج للعديد من الأكاذيب حتى تنفي علاقتها بالجماعات والكيانات الإرهابية، مؤكدة أن هذه الحيلة لن تنجح في تلميع صورة قطر، حيث أثبتت العديد من التقارير والوثائق الدولية العلاقات القوية التي جمعت بين قطر والتنظيمات والجماعات الإرهابية، وقد اعتادت الدوحة أن تذم هذه الجماعات في العلن وتدعمها في الخفاء، ففي الوقت الذي تدعي فيه أنها تشارك في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، نجدها تقدم له كافة أوجه الدعم والمساندة سواء بالأسلحة أو الأموال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©