السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة المغني: رمضان الأجداد تميز بالعمل والذكر

فاطمة المغني: رمضان الأجداد تميز بالعمل والذكر
14 يوليو 2014 00:26
خولة علي (دبي) فاطمة المغني باحثة تراثية، تمتلك باعا طويلا في تنمية الكثير من النشاطات والفعاليات التراثية والاجتماعية، وشغوفة في إيجاد حيز للموروث الشعبي بين الأجيال، في عصر أصبح فيه المرء منفتحا على العالم، فبقدر ما تحمله المغني في طيات نفسها من شغف وحرص على التعريف بالثقافة المحلية، فهي حريصة كل الحرص على أن تبادر في جعل مسكنها محطة لاستقبال السياح والزوار لتكشف لهم عن ملامح ومفاهيم الثقافة المحلية، لاسيما في الشهر الفضيل. العمل عبادة حول ذكرياتها عن رمضان، تقول المغني: “رمضان شهر العمل والذكر يتنافس فيه الناس لنيل الثواب والأجر، وكان الأفراد في الماضي يزاولون عملهم على أكمل وجه، فلا وجود للكسل أو الخمول بينهم”، مشيرة إلى أنه تحول في أيامنا هذه لدى البعض إلى شماعة للهروب من واجبه الوظيفي بحجة الصيام. وتوضح: “لم نكن نرى هذه النماذج، بل كان العمل على أوجه تحت وطأة حرارة الشمس القوية في الصيف، فالكل يتوجه لطلب رزقه فالعمل أولا وأخيرا عبادة”. وتضيف المغني: “ما إن تحين ساعة الإفطار حتى يتسابق الأهالي في الخير وطلب الرزق والثواب من المولى عز وجل في لحظات ما قبيل المغرب، حيث تتبادل الأطباق بين الأهالي ويقوم الأطفال بهذه المهمة التي تغرس فيهم قيمة العمل وتعويدهم على العطاء والبذل”، مؤكدة ضرورة أن تغرس هذه السمة الحميدة في النشء من خلال فتح المجال أمامهم لممارسته. وحول التلاحم الاجتماعي في رمضان قديما، تقول المغني: “الجميل في الأمر هو الإفطار الجماعي، حيث يجتمع نساء الفريج مع أطفالهن في مكان معين، الكل يتعاون في تجهيز المائدة صغير وكبير، وأيضا الرجال حيث يجتمعون أمام المسجد للإفطار. وهذا العمل أسهم في زيادة اللحمة والتآزر والترابط بين الأهالي قديما. وجعلهم كعائلة واحدة لا يفرقهم شيء”. التعويد على الصيام عن كيفية تعوديها على الصيام، تقول: “الأطفال أيضا يتم تعويدهم على الصلاة والصيام حيث نجد الأطفال متواجدين بصحبة أهاليهم لأداء صلاة التراويح، وهذه الخطوة بلا شك تحبب فيهم هذه العبادات وتعودهم على الصوم”، قائلة “أذكر أني بدأت الصوم وأنا في السابعة من عمري ليس بصورة منتظمة إنما كنت أصوم يوما وأفطر يوما، فكان الأمر شاقا علينا ونحن صغار، خصوصا في الصيف وتحت لهيب الحرارة العالية، وكنا وقتها نتوجه إلى المدرسة مشيا على الأقدام ونحن صيام فبقدر صعوبة الأمر علينا، إلا أننا كنا نشعر بنوع من المسؤولية ومراقبة ذاتية، في عدم تجاوز حدود الصوم، ولكن أحيانا قد نعجز عن إكمال صومنا، وهنا نأخذ أذنا من الأهل حتى يجيزوا لنا الإفطار”. وعن كيفية تمضية وقت الصوم قديما، توضح: “أذكر أننا كنا نتوجه إلى أحواض المياه في المزارع لنغمر فيها أقدامنا لنخفف من حدة الحرارة وشدتها في رمضان”، مضيفة “نظرا لقلة وجود الملهيات من ألعاب وغيرها في الماضي كنا نتسابق في تلاوة كتاب الله، فنختمه مرات عدة، ولا ينقضي الليل إلا وقد أنهينا عدداً من الأجزاء وما يحفزنا على هذا العمل، الكبار الذين يوجهوننا في طريقة استغلال وقتنا بما يرضي الله عز وجل، وأيضا يكافأ من يختم القرآن الكريم في يوم 27 من رمضان حيث يتم عمل احتفالية بالدعاء والذكر في بيت كل من ختمه”. وعن ذكرياتها مع المسحر، تقول: “لا يمكن أن نصم آذاننا عن مناداة المسحراتي قبيل الفجر الذي يجوب الفريج يطرق على الطبل ويردد: “قوم اتسحر يا نايم، وحد ربك الدايم”. حادثة «الخرس» تذكر الباحثة فاطمة المغني موقفاً مر بها في رمضان عندما كانت طفلة، وتقول: «أذكر أن صديقة لنا ونحن صغار، أرادت شرب الماء، دون أن تحصل على إذن من ذويها، فقامت بشرب الماء من الخرس وذلك بوضع رأسها في فوهته، (الخرس وعاء من الفخار يوضع فيه ماء الشرب في البيوت قديماً)، فعلق رأسها به ما استدعى تدخل الكبار وتم كسر الخرس لاستخراج رأسها، فقمنا بتوبيخها جراء ما قامت به، وبينا لها أن ما حدث لها جزاء وعقوبة من الله لمن يفطر من دون أن يخبر أهله».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©