الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقبة من الإنجازات وعصر من الثقافة وفصل من كتاب الحكمة

حقبة من الإنجازات وعصر من الثقافة وفصل من كتاب الحكمة
2 يناير 2011 14:45
الى هذه المدينة جاءت ثقافات العالم، لتتحاور، وتتناقش وتنقل فنونها لأنها بكل بساطة وجدت حضناً دافئاً وجواً أكثر صفاء وشفافية يمكن لها أن تعيش فيه وتنمو وتمتح من بعضها البعض الابتكارات. مدينة ليست ككل المدن، لها عشاقها، والمفتونون بها، مدينة حتى اسمها يعبق بالمسك الذي هو بعض عطر الظبي. أبوظبي امتلكت خريطتها الثقافية، وهي في رؤاها تعيش لحظة الانطلاقـة التي عرفتها الإمارات منذ 39 عاماً يوم توحدت ســبع مدن لتشـكل دولة، يفخر أبناؤهـا بأنهم قد بنوا ثقافتهم المشـتركة بروح من الأصالة والتجديد. اجتمعت طموحات أبوظبي ونهضة مراكزها الثقافية مع جهود الشارقة ودبي ورأس الخيمة وإبداعات مثقفيها، وساهمت أم القيوين والفجيرة وعجمان في تأصيل جذور التاريخ والمعرفة، وهي في كل نشاطاتها تدخل حقل الثقافة بخطى واثقة لتشكل مع أبوظبي خريطة لثقافة الإمارات الناهضة بمبدعيها وأعمالها الكبرى. في أبوظبي ترتفع قيمة الكلمة الصادقة، وتتجلى روح الثقافة، وتتكاتف مفاصل الإبداع لتحيا قيمة الحرف العربي المبدع، وتتشكل اللوحة الآسرة، وتنطلق الأنغام المعبرة، وتصدر الجوائز الكبرى التي تهفو لها الأقلام وهي تنشئ الشعر والرواية والكتاب البحثي في مختلف مفاصل المعرفة. من هذا المنطلق تعددت المنجزات الثقافية في أبوظبي، من جوائز كبرى للثقافة، ومحافل دولية كبيرة، وعروض للسينما، وعروض للتشكيل العالمي وجاليرهات العالم، وإصدارات للكتاب، وأماسي متلاحقة نشهدها كل ليلة من ليالي أبوظبي المتألقة. وكل ذلك يأتي برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث شدد على أهمية الثقافة العالمية وضرورة أن تصبح في متناول أبوظبي مكاناً وشأناً، فخططت أبوظبي لتنشئ المتاحف على جزيرة « السعديات» التي تشير الى سعادة العالم بفنونها المجتمعة في أبوظبي. جائزة الإبداع اجتمعت في أبوظبي 1200 شخصية في الأدب والثقافة، احتفاء بجائزة الشيخ زايد للكتاب وبشخصية العام الثقافية التي منحت جائزتها إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لجهوده الحثيثة في تأصيل الثقافة الإماراتية وتواشجها مع الثقافة العربية وتقديم هذه الثقافة بكل مفاصلها الى العالم عبر روح التسامح والحوار الإنساني الهادف، وما يحظى به سموه من احترام عالمي لمكانته وإبداعه في جميع مفاصل الحياة. جماليات الكتاب انطلق هذا العام معرض أبوظبي للكتاب في نسخته العشرين والذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على أرض المعارض، وشارك فيه أكثر من 800 دار عرض على مساحة تزيد على 19 ألف متر مربع بحضور حشد من الناشرين والمؤلفين وكبريات المكتبات ودور النشر من أكثر من 63 دولة. وقد أثر هذا على تضاعف دور النشر المشاركة بنسبة 3 أضعاف دورتها السابقة، كما تضاعف عدد الدول المشاركة بنسبة تقارب 400 في المئة. المحلية والعالمية بدأ مشروع «قلم» التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث في جمع نتاجات الأدباء الإماراتيين في الشعر والرواية والقصة المسرحية، فقدم المبدعون نتاجاتهم وتم طبعها في حلْة جميلة لاقت استحسان الجميع كونها قد سهلت مهمة طباعة الأدب المحلي حتى وصلت مطبوعاتها الى أكثر من 60 كتاباً. ومن جهة أخرى كان هناك مشروع آخر، أسهم بحيوية في ترجمة الثقافة العالمية الى الثقافة العربية وهو مشروع «كلمة» للترجمة التابع أيضاً لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث الذي قرب الثقافات وأقام الصلة الكبرى بينها فعمق جسر التواصل وأكد روح الامتزاج الثقافي بين الشعوب. السينما والناس وخلال هذا العام تضافرت الجهود لانطلاق مهرجان أبوظبي السينمائي في حلته الجديدة وفي دورته الرابعة التي انطلقت في 14 أكتوبر الماضي واستمرت لعشرة أيام استقبلت فيها أبوظبي أفلام العالم، شرقه وغربه، في احتفالية قل نظيرها، وتضمنت فعاليات المهرجان مشاركة ودمج مسابقة أفلام من الإمارات تحت عنوان جديد «مسابقة الإمارات» مع مهرجان أبوظبي السينمائي كخطوة مهمة في صناعة السينما المحلية. اللوحة والمشاهد أعلنت شركة أبوظبي للتطوير والاستثمار السياحي عن افتتاح العرض العالمي الأول لعدد مختار من أبرز الأعمال الفنية من المجموعة الخاصة التي يقتنيها لاري غاغوسيان جامع الأعمال الأميركي والمتخصص بالفن الحديث المعاصر. وضم المعرض الذي أقيم تحت عنوان «ر. س. ت. و» 72عملاً فنياً ومنحوتات ولوحات تشكيلية وأعمالاً فوتوغرافية وأخرى نفذت بطريقة الكولاج والطباعة على الشاشة الحريرية. لفنانين هم: إد روشاي وروبرت روشنبرج ويرشتارد سيرا وساي تومبلي وأندري وارهول وكريستوفر وول. الكتاب والأدباء أسهمت الأماسي الإبداعية لاتحاد الكتاب والأدباء في أبوظبي في رفد النشاط الثقافي بأبوظبي وعبر برنامجه الثقافي الجديد «كاتب وكتاب» والذي استضاف فيه مبدعين إماراتيين وعرباً ومنهم ناصر الظاهري الروائي والكاتب اللامع، والروائية الفلسطينية سامية عيسى والشاعرة العراقية وفاء عبدالرزاق والفنانة التشكيلية الإماراتية خلود الجابري وأمسية شعرية للشاعرة السورية انتصار سليمان. من جهة أخرى توجت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع جهودها الثقافية هذا العام بالإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب والتي خصصت للمبدعين من أبناء الإمارات، وتأتي هذه الدورة في حلتها الخامسة متزامنة مع احتفالات الدولة باليوم الوطني. ومنحت الجائزة في مجال العلوم فرع الطاقة لعتيق بلال القمزي، وفي مجال فرع الكتابة الدرامية لجمال سالم، وفي مجال الدراسات والبحوث فرع البيئة للدكتور عبدالرحمن الشرهان، وفي مجال الفنون التشكيلية فرع التصوير الفوتوغرافي لجاسم ربيع، وفي مجال الفنون الأدائية فرع الموسيقى لإبراهيم جمعة. الأصالة والتجدد مفاصل مهمة تنوع فيها الإبداع وتميز بالأصالة والتجدد في دبي، إذ حظيت المشاهد الثقافية المتنوعة برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. فما بين الشعر والمسرح والسينما والتشكيل والاهتمام بالقضايا الفكرية المختلفة كانت مفاصل الثقافة تتحرك في دبي بفعاليات قل نظيرها. ونستذكر مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي أقيم في ندوة الثقافة والعلوم ضمن فعاليات الدورة الرابعة برعاية «هيئة دبي للثقافة والفنون» . كما نستذكر مهرجان دبي السينمائي الدولي بمشاركة حوالى 57 دولة من دول العالم وأكثر من 150 فيلماً محلياً وعربياً وعالمياً. وأقيم معرض للفنان العراقي نوري الراوي الذي أقامته مؤسسة سلطان العويس والذي انطلق في 24 نوفمبر واشتمل على أعمال من مراحل مختلفة من مسيرة الفنان نوري الراوي الذي يعد أحد آخر الرواد التشكيليين العراقيين والعرب. كما أقيم ملتقى تخطيط القرآن الكريم اشترك فيه 30 خطاطاً عالمياً، حيث خط كل واحد منهم جزءاً من القرآن الكريم، وجاء برعاية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. كما كان من أهم الظواهر الثقافية في دبي معرض «على خطى الرحالة العربي ابن بطوطة» للفنانة الإنجليزية المقيمة في دبي «جودي روبرت» وتضمن صوراً لمعالم عربية وإسلامية، ومعرض للفنان الفلسطيني تضمن أعمال أكثر من 50 فناناً من الداخل ومن الشتات. كما أقيمت ورشات فنية أهمها ورشة صناعة المخطوط العربي أقامها مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، كما أقام المركز نفسه معرضا لمخطوطات العلماء العرب، وتوجت النشاطات في دبي بمهرجان الخليج السينمائي الذي شاركت فيه أفلام من دول الخليج العربي. وتعددت النشاطات الإبداعية في دبي حيث احتفي بالأسبوع الثقافي لجنوب أفريقيا والذي تضمن فعاليات لمعرض تشكيلي وعروض موسيقية في يوم أطلق عليه يوم الحرية. مواسم للثقافة شهدت إمارة الشارقة خلال عام 2010 عدداً كبيراً من الأنشطة الثقافية التي تحظى باهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وكان أبرز الفعاليات الثقافية انطلاق تظاهرتين كبيرتين محلياً وعربياً وهما الأيام المسرحية في الشارقة ومعرض الشارقة الدولي للكتاب. ويعد مهرجان الشارقة المسرحية وبينالي الشارقة من أهم مفاصل الحياة الثقافية التي تحفل بها الشارقة، حيث تتجمع الفرق المسرحية في الدولة كل عام في موسم ثقافي قل نظيره لتقدم إنجازاتها خلال عام كامل تسعى فيه الى تطوير إمكاناتها والاتيان بالجديد كي تدخل التنافس على أفضل النصوص المبدعة، هذا بالإضافة الى مشاركاتها في مهرجان مسرح الطفل الذي تقيمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة. وباشتراك العشرات من الفرق المسرحية تتجلى الاحتفالية بكل إنجازاتها، حيث تقام المحاضرات المصاحبة والمعارض التشكيلية احتفاء بهذه المناسبة، ولا تخلو الشارقة من نشاط في مختلف فنون المعرفة والإبداع يومياً إذ نرى فنون المسرح تجاور فنون التشكيل والخط العربي، هذا بالإضافة الى الأماسي الشعرية والقصصية والحوارات النقدية التي يقيمها بيت الشعر واتحاد كتاب وأدباء الإمارات. الموروث العربي من جهة أخرى يأتي معرض الشارقة الدولي للكتاب وأيام الشارقة التراثية بالإضافة الى الأنشطة المرتبطة بمناسبات ثقافية تتزامن مع أحداث عالمية مثل «يوم الشعر» و «يوم الراوي» و «احتفالية التراث غير المادي» لتشكل حواراً إبداعياً وثقافياً إنسانياً خلاقاً لتثبت الشارقة أنها عاصمة للثقافة العربية باستمرار. وفي معرض الشارقة لهذا العام اجتمعت المئات من دور النشر العربية والعالمية لتقدم جديدها في هذه المدينة العريقة. وتستقبل الشارقة كل عام مبدعي العالم في بينالي الشارقة المميز حيث تتجمع الفنون بين رمل صحرائها وماء بحرها كي يقدموا أهم ما لديهم من إنجاز في الفنون البصرية والتشكيلية. أما فن «أيام الشارقة التراثية» فهو تكريس لأصالة هذه المدينة الضاربة جذورها في أعماق الموروث العربي، حيث العراقة والأصالة والتي جعلتها جاذبة للسياح على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم الى حضن دافئ يزخر بالثقافة الحية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©