السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزراء: طوق نجاة لذاكرة الأمم وحماية للتراث الثقافي في مناطق الصراع

وزراء: طوق نجاة لذاكرة الأمم وحماية للتراث الثقافي في مناطق الصراع
4 ديسمبر 2016 00:37
إيمان محمد وناصر الجابري وعمر الأحمد (أبوظبي) أعرب الوزراء المشاركون في «المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي في مناطق الصراع» عن تقديرهم للمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، وفخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، لإقامة شراكة دولية للحفاظ على التراث العالمي تحت النزاعات المسلحة بتأسيس صندوق دولي من القطاعين العام والخاص لدعم البرامج الطويلة المدى لحماية التراث الثقافي، وإطلاق شبكة عالمية توفر ملاذاً آمناً للأعمال المعرضة للخطر. وقدم الوزراء مداخلاتهم أمس، في الجلسة الثانية من المؤتمر المقام في فندق قصر الإمارات، واعتبر الكسيس سيبرر رئيس وزراء اليونان، أن النزاعات المسلحة لا تهدد البشر فقط بل المبادئ الإنسانية، فالتدمير المتعمد للمواقع الأثرية يمكن وصفه بكارثة ثقافية إذ تدمر معها الهوية البشرية، وفي اليونان تنشط لدينا الجهود على المستوى الدولي لدعم جهود الحفاظ على التراث العالمي، وهذا التزام منا تجاه السياسات الدينامية الدولية في هذا المجال. واقترح دنيس زيزدك رئيس وزراء البوسنة والهرسك إقامة معهد متخصص بأبحاث الحفاظ على التراث الثقافي ضمن الاتفاقية، بالاستفادة من خبراتهم الطويلة في إعادة إحياء العديد من المواقع الأثرية بعد الحرب، واعرب عن فخره بانضمام بلده إلى الاتفاقية التي ترسل رسالة قوية بأن لدينا ذاكرة قوية للتراث الثقافي للإنسانية. وأعلن هيلي ماريان ديسلجن رئيس الوزراء الإثيوبي دعم بلاده للمبادرة التي تحارب التدمير المتعمد للتراث والاتجار به، خاصة أن بلاده التي تتسم بالتنوع الثقافي عانت من تهريب الآثار والتدمير المتعمد للمواقع الأثرية، فقد وضعت الحكومة هذا الأمر على قائمة أولوياتها لاسترجاع الكنوز التي نهبت بالتعاون مع اليونسكو، ولفت أن الملاذات الآمنة المقترحة للتراث العالمي في حال النزاع يجب أن يكون الحل الأخير، مع ضمانات للدول بالحصول على ممتلكاتها فور طلبها. وشرح البروفسور بويتر جلنسكي نائب وزير الثقافة البولندي الصعوبات التي واجهتها بلاده بعد الحرب العالمية إذ دمر فيها 36 ألف أثر، ولذلك تتعاطف الحكومة والشعب مع ضحايا الحرب والإرهاب وتعرف حجم خسائرهم، وشدد على أهمية العمل بعد انتهاء النزاع لترميم الدمار واستعادة المسروق، وعرض استعداد بلاده المشاركة بخبراتها الطويلة في هذا المجال لدعم الجهد الدولي لبناء القدرات وأفضل الممارسات بالتعاون مع المجتمع المحلي والمنظمات الدولية. ولفت يو يو جو مدير عام دائرة التراث في الصين أن حماية التراث المهدد بالخطر أمر أساسي لازدهار الإنسانية في المستقبل، لذلك علينا تعزيز الثقة في المبادرة ومحاربة الاتجار غير المشروع بالتراث وتدميره، وهذا يتطلب تحسين القوانين والتشريعات الدولية في هذا الإطار، وعرض توفير ملاذات آمنة مؤقتة للآثار المعرضة للخطر في بلاده، واقترح تأسيس مؤسسة لحماية التراث المهدد بالخطر واستعداد بلاده للمشاركة في إدارتها نظراً للخبرات الطويلة التي يتمتعون بها. ورأى محمد ذنيبات نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم في الأردن، أن الهوية البشرية مهددة من قبل قوى الظلام التي تستهدف قيمنا، وأصبح هذا الأرث يستغل من قبل المجموعات الإرهابية للاتجار به وإطالة أمد الصراع، واعلن عن دعم المملكة لـ «إعلان أبوظبي» لبلورة مخرجات المؤتمر على أرض الواقع بحشد الدعم من قبل مجلس الأمن لتأمين الملاذات الآمنة للتراث العالمي المنقول. وتحدث صلاح الدين ربان وزير الشؤون الخارجية لجمهورية أفغانستان عن الخسائر الفادحة التي تعرضت لها أفغانستان نتيجة النزاعات المستمرة على أرضها، فهويتنا القومية تشكلت من الثقافات والامبراطوريات التي مرت علينا والآثار التي تركها السابقون لنا، واعتبر أن إنشاء الصندوق فكرة رائعة لتمويل التعاون الدولي للبرامج التدريبية لبناء القدرات من المجتمع المحلى وجرد كل قطع التراث وعمليات الشحن والنقل المناسب. ورأى الحاج لاي محمد وزير الثقافة والاتصال في نيجيريا، أن أهمية المؤتمر تأتي من طرح حلول عملية بدل توصيات عامة، فالصندوق وشبكة الملاذات يمكن تحقيقها إلا أن استدامتها تتطلب إرادة سياسية قوية ولذلك علينا دعم هذه الجهود لتوسيع التعاون ووضع خطط الطوارئ، وتفعيل التوثيق الدقيق للآثار والمواقع الأثرية، وتقديم الدعم الفني لدول العالم الثالث والدول الضعيفة، ورفع الوعي عند الناس للدفاع عن آثارهم، إذ يعد الصندوق والملاذات خطوة متميزة لدعم هذه الجهود. وشدد انكوسي داتي ايكوا وزير الفنون والثقافة لجنوب أفريقيا على تطوير وعي السكان المحليين بتراثهم ليكونوا جزءاً من خطط دعم التراث الثقافي العالمي، لافتاً إلى عملية إنقاذ المخطوطات في تمبكتو والتي شاركت بلاده في حفظ مخطوطاتها قبل أن تتعرض لتدمير من قبل المليشيات المسلحة، إذ جرى ذلل بالتعاون مع السكان المحليين، وقال إن توفير سجلات لهذا التراث يسهم في تعقبها والحفاظ عليها، وأكد دعم بلاده للصندوق التي انبثق عن إعلان أبوظبي اليوم. وذكرت الوزيرة أودري آزولين وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا أن بلادها قدمت مساهمات مالية للمحافظة على التراث من خلال أطر السلام والاستقرار، وأكدت على ضرورة حشد المبالغ والإسهامات المالية والمحافظة على التنمية المستدامة للتراث في المناطق المتأثرة خلال فترات الصراع، وشددت … على ضرورة مساهمة الجميع في الجهود الدولية المبذولة وتقديم النموذج الأمثل للمحافظة على الأصول الثقافية. وقالت:”علينا أن نحمي تلك الأصول من التخريب والتدمير ونحن نود أن نكون جزءاً من هذه الشبكة الدولية الحامية لهذا التراث، كما علينا أن نتضامن ضد تهريب القطع الأثرية والعمل ضمن المجتمع الدولي لمكافحة استيرادها، يجب تعزيز الجهود ضد تهريبها ويجب أن تكون هناك رؤية عالمية لمكافحة هذه الظاهرة» وذكرت أن تدمير هذا التراث البشري يؤثر بشكل سلبي على الثقافة لدى المجتمع في جميع الدول. العالم يعيش أوقاتاً عصيبة أشار أنتيرو سيسارو وكيل وزارة الثقافة في إيطاليا إلى أن العالم يعيش أوقاتا عصيبة تشهد الكثير من النزاعات والصراعات حول العالم مما له بالغ الأثر على المواقع التاريخية والأثرية، وأضاف أن الحفاظ على المواقع الأثرية والتراث الإنساني يمثل العنصر الأمثل في مكافحة الإرهاب ونشر التسامح في العالم كما أنه يمثل أيضا تبادلا للثقافات والحضارات بين الأمم. وأكد أن الجهل أحد أسباب انتشار التطرف وأن التعليم عامل مهم في تثقيف الشعوب أهمية المحافظة على إرثها المعرض للتدمير من قبل المتطرفين، وأضاف أن حماية المجموعات الأثرية لا يخص دولة معينة بل على جميع الدول أن تتكاتف في سبيل حمايتها والمحافظة عليها، وأشار إلى أن الحكومة الإيطالية تعمل على 170 مهمة متعلقة بالمحافظة على الآثار، كما أنها توفر التدريب المناسب في العديد من الدول بالتكنولوجيا الحديثة المستخدمة والتي من شأنها تعزيز المحافظة على الآثار. وفي ختام كلمته أكد … أهمية صندوق الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر، مشيرا إلى أنه أحد العناصر الهامة في الحفاظ على تاريخ الجنس البشري. مكافحة الاتجار بالقطع الأثرية ذكرت ماريا بورما وزيرة دولة في ألمانيا أن بلادها تسعى دائما لمساعدة الدول من خلال المحافظة على التراث وخاصة في أعقاب الكوارث كالنيبال بعد زلزال 2015 والذي ضرب البلاد مدمرا حتى الآثار، كما أن المؤسسات في ألمانيا بها آليات لمكافحة الاتجار بالقطع الأثرية. وأضافت أن السوريين شهدوا ويلات الحرب وسوء الأوضاع الإنسانية إلا أنها فوجئت من استعدادهم لتقديم الدعم للمحافظة على تراثهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©