التماعات ومحن ابن باجة الأندلسي

فاطمة عطفة (أبوظبي) تابعت مؤسسة بحر الثقافة برنامج فعالياتها، في إطلالة فكرية على الأندلس، بمحاضرة عن الفيلسوف ابن باجة وعلاقته مع عدد من أعلام عصره ومكانته العلمية في الأوساط العلمية الأوروبية. ألقى المحاضرة الدكتور سعيد البوسكلاوي محاضرة بعنوان «أعلام منسية»، وذلك بالتعاون مع جامعة زايد، وبرعاية سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان. استهل الباحث حديثه معرفاً بابن باجة الأندلسي، قائلاً: «لا نعرف تواريخ ولادته ووفاته بالضبط»، وأبرز جوانب مهمة من فكره الفلسفي والعلمي، مشيراً إلى أنهم لقبوه «بابن الصايغ»، مبيناً أن هذا الفيلسوف المسلم ظل مغموراً إلى زمن قريب، موضحاً أنه صاحب سيرة حافلة، وحياة علمية وعملية متميزة بالفكر والشعر والموسيقا، إضافة إلى أنه كان وزيراً في دولة المرابطين حتى وفاته، مسموماً على الأرجح، في مدينة فاس نحو 553هـ/‏ 1139م. وتابع د. البوسكلاوي مبيناً أهمية مؤلفاته في مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية وما تضمنت من مساهمات مهمة في تاريخ العلوم، وخاصة علم الديناميكا وما يتعلق بنظرية الأمبتوس (Impetus theory) وقانون سقوط الأجسام التي أفاد منها الأوروبيون، مسلطاً الضوء على معالم من سيرته الحافلة. ثم استعرض أهم أفكاره في علم الفيزياء. لكن هذا الفيلسوف تعرض إلى محن عديدة، وسجن. وكان من أبرز خصومه ابن خاقان مؤلف كتاب «قلائد العقيان»، الذي لم يتورع عن اتهامه بالإلحاد، مبيناً أن عداواته لم تكن فقط بسبب اشتغاله بالعلوم القديمة في بيئة يهيمن عليها الفقهاء التقليديون، ولكن أيضاً بسبب المنافسة والحسد والوشايات، وحدث موته يؤكد ذلك. ولفت د. سعيد البوسكالي إلى أن ابن باجة كان شاعراً أيضاً، وأورد نماذج من شعره، وخاصة في فترة سجنه.