الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حاصبيا وشبعا اللبنانيتان غائبتان عن قائمة الوجهات السياحية

حاصبيا وشبعا اللبنانيتان غائبتان عن قائمة الوجهات السياحية
25 سبتمبر 2010 21:07
يحتضن حوض بلدة الحاصباني الكثير من القلاع والحصون والمعابد والمغاور والمقاهي، التي تحكي محطات تاريخية من حياة شعوب قديمة مرت وأقامت ومكثت في هذه المنطقة، حيث تركت بصمات معمارية وتراثية هائلة. والجولة السياحية على معظم المعالم المتقاربة لا تأخذ أكثر من بضع ساعات يستمتع خلالها السائح بجماليات المنطقة وآثارها. ينتشر في وادي الحاصباني، ويرتاح على ضفافه حوالي 15 منتزهاً، جميعها قريبة من المواقع السياحية الرئيسية في ميزة يمكن أن تكون فريدة، بحيث لا يلزم السائح سوى بضع دقائق، للوصول منها إلى المواقع الأثرية الرئيسية المجاورة، ومنها السرايا الشهابية وسط حاصبيا، والتي تبعد عن المنتزهات ثلاثة كيلومترات، وسوق الخان عند الطرف الغربي لحاصبيا على مسافة 4 كم، وبعل جاد في الهبارية حوالي 7 كم، ومغاور شبعا ومطاحنها المائية بحدود 10 كم، إضافة إلى مواقع أثرية أخرى، منها منطقة النواويس في النبي شيت شرقي بلدة الخلوات. ميزات طبيعية حوض الحاصباني اكتسب لقربه من السفوح الغربية لجبل الشيخ، مسحة سحرية وميزات طبيعية لا مثيل لها، فبالإضافة لمناخه المعتدل صيفاً وشتاء، ومناظره الخلابة المرصعة بغابات الصنوبر والسنديان، يحوي الحوض في باطنه بحيرة مائية كبيرة تمتاز بالمواقع الأثرية، عدا باقة من المقاهي والمطاعم والمنتزهات الراقية، حيث تعطي للمنطقة دفقاً سياحياً وجاذباً كبيراً للسياح والزوار. وتتوزع المعالم الأثرية في حوض الحاصباني وتتنوع الحضارات والشعوب التي مرت وأقامت في هذه المواقع، ومنها الرومان والصليبيون والشهابيون، والجدير بالذكر أن إسرائيل نفذت هجمات مدروسة خلال فترة احتلالها للمنطقة، وعملت على سرقة الكثير من الآثار والمحتويات ونقلتها إلى فلسطين المحتلة، عدا الخسائر الجسيمة التي لحقت بهذه المواقع والمعالم، نتيجة عدوان يوليو عام 2006. سوق الخان سمي السوق بسوق الخان نسبة إلى الخان الكبير الذي بناه الأمير أبو بكرا الشهابي عام 1350، فكان مقصداً لأبناء الحولا والجليل وفلسطين وحوران، تتم فيه مقايضة وتبادل البضائع، ويمتاز الخان برونقه القديم، من حيث نوعية الحجارة والتربة والقناطر ومرابط الخيل. وتضم المنطقة آثار النبي شيت وهي مجموعة من القلاع الرومانية موزعة في مساحة جبلية متقاربة، أهمها أربعة نواويس محفورة في صخر كبير، إضافة إلى خامس فوق تل صخري إلى جانب مدفن ومغارة، وجميعها متساوية الأحجام، بطول مترين وعرض ثمانين سنتيمتراً، ولكل ناووس غطاء حجري، نقشت عليه صور ملكة مجهولة، وعلى جوانبه الأربعة نقوش لملك وملكة يمسكان بجبل، قيل انه رمز للحياة والتناسل، ويحوي المكان العديد من المغاور غير المكتشفة بعد. بعل جاد يعتبر بعل جاد من أقدم الآثار في لبنان والشرق الأوسط، ولربما كان معبداً أو محكمة أو الاثنين معاً، كانت تحميه أبراج عدة ركزت في التلال المحيطة، ومنها ما يعرف ويسمى بالقصير والخربة. وحجارة المعبد شبيهة بحجارة قلعة بعلبك، ويبلغ طول الحجر الواحد ثلاثة أمتار وارتفاعه حوالي متر، وداخل القاعة من الجهة الجنوبية، حيث كان يجلس الحاكم، يرتفع سلم من الحجر البركاني يتصل بأعلى البرج، في حين تتوج أعلى الجدران بتيجان ونقوش مشابهة لمعبد باخوس. وتتربع شبعا على أكبر خزان مياه في الشرق الأوسط، وهذا ما يجعلها محط أنظار ومطامع العدو الذي يحتل مزارعها، وفي حضن وادي البلدة هناك نبع يدعى نبع الجوز، نسبة إلى أشجار الجوز التي تنتشر على ضفتي مجراه، حيث تنفجر مياه النبع العذبة والصافية والباردة من قلب جبل الشيخ، وبالرغم من جمال المنطقة واستهدافها من قبل العدو، إلاّ أن ذلك لم يمنع أبناء البلدة من إنشاء عدة مقاه ومطاعم، لتكون في خدمة السياح والزوار، فالمغامرة ضرورية في سبيل الوطن. إنتاج محلي يقول مخلص الزغبي، صاحب مطعم في منتزه النبع «كل ما نقدمه للزبائن هو من إنتاجنا المحلي، وهو خال من المواد الكيماوية ومركباتها، من خضار وفواكه ولحوم ومونة، ولنا عتب على الدولة التي تهمل هذه المنطقة ولا تقدم لها الخدمات المطلوبة، لكن إرادة البقاء والتعلق بالأرض تدفعنا إلى التشبث أكثر فأكثر فيها». حاصبيا وشبعا منطقتان احتضنتهما الطبيعية الخلابة، فأعطتهما كل ما وهبه الله من نعم وخيرات، وقد قال فيها أحد الضباط الكبار العاملين في قوات الطوارئ «هذه المنطقة وما تضم من تلال ومغاور وقلاع ومواقع أثرية وتاريخية ومنتزهات لو كانت موجودة في بلدي، لحولتها إلى متاحف قيمة تدعم الدخل القومي، نظراً لقيمتها وعظمتها التي لا تقدر بثمن»
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©