«ذاكرة الأغنية الإماراتية 2» تشنف الآذان بالأصالة

العين (الاتحاد) تقام اليوم أولى أمسيات «ذاكرة الأغنية الإماراتية» في نسختها الثانية، تقدمها نخبة عازفين إماراتيين منهم فاطمة زهرة العين، بهدف إحياء ألحان شعبية تعود إلى القرن الماضي. وتقدم الأمسيات، التي تقام في قلعة الجاهلي بالعين، ضمن فعاليات برنامج الأنشطة الثقافية والفنية في منطقة العين لموسم 2017/&rlm2018، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أغاني قديمة من وحي أنشطة تجارية ومجتمعية تقليدية مثل «الخطفة» أو «النهمة» المرتبطة بصيد السمك واللؤلؤ، وأهازيج خاصة بالمجتمع الصحراوي مثل «الونّة» و«التغرودة»، إلى جانب فن «العيالة»، المرتبط بالأعراس والمناسبات العامة. وكان عقد الأربعينيات، شهد صعود أصوات إماراتية مميزة أسهمت في إثراء المكتبة الثقافية الفنية الإماراتية بمجموعة كبيرة من الأغاني، التي لا تزال تحظى بمكانة خاصة. وتتمتع الأغنية الشعبية الفلكلورية والأشعار القديمة بقيمة خاصة في المجتمع الإماراتي، حيث تلعب دوراً مهما في تكوين الذاكرة الجمعية لأجيال متعاقبة. وغالباً ما ينظم أشعار تلك الأغاني شعراء من قادة الدولة أو شعراء شعبيين لهم مكانتهم، ممن لعبت أبياتهم دوراً تنويرياً وتثقيفياً، يعكس ما يتحلون به من حكمة وخبرة. وتستند الأغاني الإماراتية التقليدية إلى عناصر ثلاث هي: * القصيدة: المطرب الشعبي وفيٌّ جداً لشعراء بلاده، فقد كان يفتش عن القصائد في زمن لم يكن الكتاب فيه منتشراً، فضلا عن عدم وجود وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي. كما أنّ القصيدة المغناة لم تكن كلمات أغنية بالمعنى الصناعي المتعارف عليه اليوم، وإنما هي قصيدة مستقلة وذات أبعاد ثقافية ومكانية وفنية ، وعندما يتغنى بها المطرب فإنه يضيف للذائقة بعداً ثقافياً بعيداً عن الاستهلاك. * اللحن: استفاد المطرب الشعبي الإماراتي من نبرة رواد البحر، والبدو السائرين في الصحراء وهم يؤدون ونّاتهم، حيث ذلك النغم البيئي المتفرد الذي أخذه المطربون الأوائل وطوروه وفق رؤية، مستندة إلى أساسيات النغمة التراثية. * الصوت: يمتلك المطرب الشعبي الإماراتي حنجرة دافئة قدما نبرة غنائية متميزة في المحيط الجغرافي. وهو ظل وفيا للونه، فلم يسع لتخريب العمق النغمي الإماراتي، كما لم يسع إلى الكسب المادي، بل كان شديد الاحترام لفنه. ويستمر برنامج الأنشطة الثقافية والفنية في منطقة العين حتى مايو المقبل، ويقدم فعاليات وأنشطة تعليمية وترفيهية في مواقع رئيسة من بينها واحة العين، وقلعة الجاهلي، وقصر المويجعي.