لاريجاني يناقض نجاد: المحرقة حدثت لكن من المؤسف تحريم تقييمها

نأى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بنفسه عن تصريحات سابقة أدلى بها الرئيس محمود أحمدي نجاد، وقال إن المحرقة ''أمر لا يعني إيران''، في وقت يعكف فيه مسؤولون إسرائيليون على إعداد ورقة توضح الموقف الإسرائيلي من أي محادثات محتملة بين واشنطن وطهران، حيث سيتم تقديمها للإدارة الأميركية الجديدة· وبالتوازي، صرح أليكسي بورودافكين نائب وزير الخارجية الروسي أمس أن روسيا تعتزم الاستمرار في التعاون مع إيران، وأن موقفها تجاهها لن يتغير· ويشكك نجاد منذ توليه رئاسة إيران في ،2005 في الأبعاد التاريخية للمحرقة، ويأمل في زوال إسرائيل من الشرق الأوسط، مما تسبب في إدانة دولية واسعة· وانتقدت دوائر إصلاحية وحتى محافظة نجاد قائلة إن هذه التصريحات زادت فقط من عزلة إيران دولياً· ونقلت صحيفة ''اعتماد ملي'' أمس عن لاريجاني قوله ''بقدر ما تهم هذه القضية، هناك وجهات نظر لكنها لا تعنينا''· وقال رئيس البرلمان، الذي يقود حزباً محافظاً جديداً في البرلمان ينتقد سياسات الرئيس، إنه من ''المؤسف أن المحرقة حدثت، ولكن من ''المؤسف'' أيضاً أن جعل تقييم القضية مسألة محرمة''· وبلغت التوترات بين طهران من جهة وتل أبيب والغرب من جهة أخرى، ذروتها خلال السنوات الأخيرة بعدما بدأ نجاد خطاباته المعادية لإسرائيل، واصفاً المحرقة ''بالأكذوبة''· من ناحيتها، ذكرته صحيفة ''هاآرتس'' الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أمس، أن ورقة تتضمن قائمة من التحفظات على الجهود الدولية المناهضة للبرنامج النووي الإيراني ومن بينها مخاوف إسرائيل من أن المفاوضات قد تستمر لفترات أطول مما يجب· وتنص الورقة على ضرورة أن تكون المحادثات الأميركية الإيرانية محددة بفترة زمنية قصيرة، وأن يتم فرض عقوبات قاسية على إيران في حال فشلت المفاوضات· وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد عين مبعوثيه للشرق الأوسط وأفغانستان في غضون أيام من تنصيبه، لكنه لم يعين مبعوثه لإيران حتى الآن· ووصف مسؤول إسرائيلي للصحيفة هذا التأخر بأنه ''تأخير يدعو للقلق''· وكان دبلوماسيون بارزون من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، التقوا في برلين قبل أسبوعين لبحث تطورات الملف الإيراني· ووفقاً لمسؤول بارز في تل أبيب، فإن الوفود الأوروبية شعرت بخيبة أمل شديد مما قاله الوفد الأميركي برئاسة ويليام بيرنز· وأوضح المسؤول أنه عندما سئل بيرنز عن الموعد الذي ستنتهي الولايات المتحدة فيه من تشكيل سياستها بشأن إيران، قال المسؤول الأميركي إنه يجري بحث المسألة وإن ذلك قد يستغرق شهرين· إلى ذلك، أبلغ أليكسي بورودافكين نائب وزير الخارجية الروسي في حديث خاص مع وكالة الأنباء الإيرانية ''إرنا'' أنه رغم طلب بعض الدول في مؤتمر ميونخ للأمن مؤخراً، من روسيا تغيير سياستها تجاه إيران، لا يرى المسؤولون الروس أي سبب لذلك''· وقال بورودافكين معبراً عن سعادته بتنامي التعاون بين موسكو وإيران ''روسيا تواصل بنجاح علاقاتها مع جارتها إيران''· وأضاف بورودافكين أن تشغيل محطة بوشهر للطاقة النووية سوف يبدأ في الموعد المحدد له في أغسطس المقبل وستكون شركة اتومستروي اكسبورت الروسية هي المسؤولة الرئيسية عن المحطة بحسب اتفاق البلدين· وأشار المسؤول الروسي إلي أن ''علاقة روسيا بإيران مهمة لأمن المنطقة وللاستقرار في منطقة بحر القزوين على أساس المصالح المشتركة''·