الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سلوفاكيا: الخصخصة في مهب الريح

12 يونيو 2006
براتيسلافا-د ب أ: مع اقتراب موعد الانتخابات في سلوفاكيا تزايدت الشكوك التي تحيط بمصير عملية الخصخصة التي بدأت في هذه الدولة المنضمة حديثا إلى الاتحاد الاوروبي·
وكانت الشكوك قد تزايدت عندما خرج رئيس أسبق للبلاد من الظل ليطالب المستثمرين بمطالب غريبة·
ففي ظهور نادر، عقد الرئيس الاسبق مايكل كوفاتش مؤتمرا صحفيا وطالب فيه الحكومة بإعادة تأميم الاصول التي تم خصخصتها خلال الفترة من 1994 إلى 1998 ثم إعادة بيعها بمليارات الدولارات·
علاوة على ذلك دعا كوفاتش الناخبين الذين سيتجهون إلى مراكز الاقتراع في 17 يونيو الحالي إلى التصويت للمرشحين الذين يؤيدون فكرته الداعية إلى إلغاء كافة عقود الخصخصة التي تمت خلال تلك الفترة التي كان يرأس فيها سلوفاكيا وإلغاء جميع صفقات البيع الراهنة·
وقال إنه لا يجب التساهل في هذه القضية لانها تتعلق بموارد البلاد التي تم تبديدها·
يذكر أن كوفاتش لم يسع إلى خوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى، كما لم يعقد أي مؤتمر صحفي منذ سنوات·
ولكن يبدو أنه اختار توقيت المؤتمر الصحفي الاخير بعناية بحيث يؤثر على سير معركة الانتخابات العامة في سلوفاكيا خاصة وأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الانتخابات المنتظرة قد تنهي فترة حكم رئيس الوزراء الحالي المؤيد للخصخصة ميكولاس دزوريندا التي استمرت ثماني سنوات·
ويتصدر السباق الانتخابي في سلوفاكيا السياسي اليساري والمناوئ لعمليات الخصخصة روبرت فيكو الذي يقود حزب 'سمير' وينادي بوقف بيع الاصول المملوكة للدولة·
وهناك أيضا رئيس الوزراء السابق فلاديمير ميسيار زعيم الحزب اليساري المتطرف إتش·زد·دي·إس التي يهاجم حكومة دزوريندا بسبب خطط بيع الاصول العقارية المملوكة للدولة بما في ذلك المسرح الوطني في العاصمة براتيسلافا·
وكانت عملية الخصخصة التي بدأت في أعقاب انهيار النظام الشيوعي وتفكك جمهورية تشيكوسلوفاكيا وقيام جمهوريتي التشيك وسلوفاكيا قد توقفت خلال الشهور الاخيرة بعد انهيار حكومة دزوريندا والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة·
وشمل قرار التجميد صفقات بيع شركة الحافلات العامة وست شركات تدفئة ومطاري براتيسلافا وكوزيتش وشركة نقل البضائع بالسكك الحديدية·
وكانت الحكومة السلوفاكية قد توصلت بالفعل إلى اتفاق لبيع المطارين إلى اتحاد شركات تقوده الشركة التي تدير مطار فيينا النمساوي مقابل 20 مليار كرون سلوفاكي (667 مليون دولار)·
ولكن الصفقة تعثرت بعد احتجاج فيكو عليها مما أدى إلى اتخاذ قرار بإعادة عرضها على الاجهزة الرقابية·
كما بدأت الشكوك تحيط بمصير صفقة بيع حصة من شركة خطوط أنابيب النفط المعروفة باسم ترانسبترو عام 2002 على شركة يوكوس الروسية·
ومن المنتظر أن تحدد نتيجة الانتخابات ما إذا كانت سلوفاكيا ستسعى لاستعادة حصة يوكوس في الشركة وقدرها 49 في المئة والتي كانت قد باعتها مقابل 74 مليون دولار أو ستسمح لشركة روسنفط الروسية بشراء هذه الحصة من يوكوس التي تقف على حافة الافلاس·
وما زال الغموض يكتنف مصير العديد من المستشفيات العامة·
فقد كانت حكومة دزوريندا تسعى إلى نقل ملكية عدد من المستشفيات العامة إلى القطاع الخاص لكن الخطة تعثرت بسبب الاحتجاجات الشعبية الواسعة عليها وبخاصة من جانب العاملين في القطاع الصحي·
إذن يمكن القول إن سلوفاكيا وضعت لافتة 'مغلق مؤقتا' أمام المستثمرين الباحثين عن نصيب من كعكة الخصخصة في البلاد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©