السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرقة بعد «داعش».. جثث متعفنة وزنازين خالية وفرحة بالحرية

الرقة بعد «داعش».. جثث متعفنة وزنازين خالية وفرحة بالحرية
19 أكتوبر 2017 23:52
الرقة (أ ف ب) قبل أيام فقط، خاض مقاتلو تنظيم «داعش» الإرهابي آخر معاركهم في المشفى الوطني في مدينة الرقة السورية، لكن المشهد تبدل كلياً أمس الأول، حيث خيم الصمت على مدخله الخالي إلا من الذباب الحائم حول جثتين متعفنتين. وعلى جانبي الشارع المؤدي إلى مدخل المشفى، كانت كل جثة ممددة إلى جانب دراجة نارية مقلوبة على الأرض، ولا يزال حزام ناسف يزنر إحداها. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف الفصائل الكردية العربية المدعومة من واشنطن، سيطرتها بشكل كامل على مدينة الرقة بعد طرد آخر عناصر التنظيم من المشفى الوطني والملعب البلدي ودوار النعيم. وإلى جانب الجثتين المتحللتين، يمكن رؤية صناديق أدوية وشاش، إضافة إلى دفتر صغير دُونت عليه تواريخ وأرقام هواتف للمكاتب التابعة لتنظيم «داعش»، وكتب على إحدى صفحاته: «رقم واتس أب زوجتي أم الإسلام المغربية». وبحسب قوات سوريا الديمقراطية قتل 22 مقاتلاً إرهابياً خلال الهجوم الأخير للسيطرة على هذا المرفق الطبي، الذي يشكل مسرحاً لعمليات تمشيط بحثاً عن ألغام أو عناصر متوارية. وأثناء عمليات التمشيط المستمرة في وسط المدينة، سُمع دوي انفجارين من المرجح أنهما ناتجان عن ألغام زرعها التنظيم. وإلى الشمال من المستشفى، تعمل جرافتان على إزالة الركام من الملعب البلدي، الذي اعتاد سكان الرقة أن يطلقوا عليه تسمية «الملعب الأسود»، كون «داعش» جعل منه أحد سجونه. وفي الرواق الدائري خلف مقاعد الملعب، شوهدت زنازين أنشأها التنظيم المتطرف، وكان يسجن فيها المدنيين ممن خالفوا تعاليمه، على غرار المقاتل في قوات سوريا الديمقراطية أحمد الحسن. وعاد المقاتل اليافع إلى الملعب الخالي اليوم من مقاتلي «داعش» لرؤية الزنزانة التي سجن فيها في عام 2015 لسبعة أيام إلى جانب 35 رجلاً آخر. وكان الإرهابيون اعتقلوا الحسن حين حاول منع أحدهم من اعتقال زوجته، بحجة أنها أظهرت وجهها للحظات في الشارع. وقف الحسن في الرواق المظلم، ينظر أمامه بسكوت تام، ثم تمتم قائلاً: «هذا مكان الذل، هنا كانوا يذلون المدنيين». واستعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على الرقة بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك الضارية، التي رافقها غارات كثيفة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وبدا الدمار مسيطراً على الرقة. وفي الأحياء الواقعة على أطراف المدينة والتي تمت استعادتها في بداية الهجوم، انتشرت الأضرار من كل حدب وصوب، من منازل مدمرة وأخرى انهار سقفها أو خلعت أبوابها. إلا أن المشهد بدا صادماً في وسط المدينة، حيث جرت معارك عنيفة جداً للسيطرة على أبنية استراتيجية. وكأن حارات تحولت بأكملها إلى أنقاض، فلم يعد من الممكن التفريق بين منزل ومتجر فكل شيء بات مجرد جبال من الركام، حجارة وأنابيب وأسلاك. ويتجول المقاتل في قوات سوريا الديمقراطية إسماعيل خليل، البالغ 35 عاماً، في شارع يؤدي إلى دوار النعيم، الذي استبدل السكان اسمه بدوار الجحيم، لكثرة الإعدامات وعمليات الصلب التي شهدها خلال حكم الإرهابيين. ينظر إسماعيل من حوله، يهز رأسه أسفاً ويقول: «يتحدثون عن إعادة إعمار الرقة، أي إعمار هذا؟». ويضيف: «إنها بحاجة لعشرين عاماً لإعمارها من جديد، لقد دمرت بالكامل». من جهتها، قالت «كلارا» إحدى القياديات في العملية العسكرية بينما كانت في دوار النعيم في الرقة: «كامرأة من الرقة دون شك، لا أستطيع أن أميز بين فرحتي الشخصية وفرحة الكل بالتحرير الكامل». وأضافت: «أتذكر طفولتي وشبابي أمام عيني الآن، وأنا في غاية السعادة بوصولنا إلى هذه الأيام الحرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©