الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حامد داوود: الإنشاد الديني منح دمشق وقار المبتهلين

حامد داوود: الإنشاد الديني منح دمشق وقار المبتهلين
14 يوليو 2014 00:53
محمود عبدالله (أبوظبي) ظهر فن الإنشاد الديني في دمشق منذ نحو ثلاثمائة عام على يدي مؤسسه الشيخ عبد الغني النّابلسي الذي أخرج الإنشاد من الزوايا، وجعله فنّا مستقلا، وسار على هذا النّهج المنشدون الدينيون والصوفيون في دمشق، ثم جاء من أضاف عليه فنون قيّمة ضمن سياقه ونهجه لتترسخ تقاليده وتصبح من أهم المعالم الرئيسية لمدينة دمشق، ومن الفرق العريقة التي اهتمت بالمحافظة على هذا الفن الأصيل وإحياؤه مطلع السبعينيات، فرقة المرحوم سليمان داوود، التي تعتبر اليوم إحدى الفرق الثلاث التي كانت تقدم فن الإنشاد الديني مباشرة عبر أثير إذاعة دمشق، على اعتبارها الفرقة الوحيدة التي كانت ملتزمة بإحياء كافة المناسبات الدينية الرسمية في باحة المسجد الأموي الكبير. في حديث خاص لـ«الاتحاد» مع قائد الفرقة الشيخ حامد داوود (مواليد دمشق عام 1965) على هامش الأمسية الإنشادية التي أحيتها مؤخرا على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج في سياق فعاليات المهرجان الرمضاني التاسع، تحدث عن مسيرة الفرقة وتأسيسها وتوارثها لهذا الفن الصوفي الجميل فقال: لقد تولى رئاسة الفرقة أولا المرحوم توفيق المنجد حتى رحيله عام 1988، ثم تولى من بعده المرحوم سليمان داوود حتى رحيله عام 2002، ومن بعده المنشد الكبير حمزة شكور حتى رحيله أيضاً عام 2009، وقد حل مكان المرحوم سليمان داوود في الإشراف على الفرقة حاليا ابنه الأكبر المنشد حامد داوود الذي تتلمذ على يد والده منذ سن الطفولة ورافقه مسيرته وهو يستمع وينهل من فنونه وهي تتردد في كل مكان فكونت لديه إرثاً كبيراً مدعماً ذلك بالعلوم الموسيقية التي نالها على يد المرحوم الموسيقار عدنان ايلوش، كما تلقى علوم التجويد واللغة العربية وكذلك فنون الشعر وطرق الارتجال على يد العديد من شيوخ وعلماء دمشق مما أسس لديه معرفة قوية بفنون الإنشاد وتمكن من خلالها من أخذ مكانه الصحيح في الوسط الإنشادي ونجح بعد رحيل والده في أن يشكل فرقته الخاصة التي حملت اسمه فأحيت أمسيات الإنشاد الديني الدمشقي في جميع المناسبات وشاركت في العديد من الأحداث التقليدية والمهرجانات الدولية حول العالم، ومنها هذا المهرجان العريق في أبوظبي. وأضاف: والتزاما بالسلف في استمرار نشر هذا التراث الأصيل فقد تعهدت الفرقة بحمل هذه الرسالة السامية والمحافظة على تراث مسجد بني أمية الكبير بدمشق ورفع مستوى الأناشيد والابتهالات الدينية وإحياء كافة الاحتفالات الدينية كذلك فترة السحور ذات الطابع الخاص خلال شهر رمضان المبارك. وحول قيمة الإنشاد الديني، أوضح داوود، أنّه يتناول موضوعات ذات خصوصية دينية، مثل الدعوة إلى عبادة الله عز وجل، والتمسك بالقيم الإسلامية، ومدح خصال وقيم سيد الخلق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والحضّ على عمل الخير، وهو أيضاً أحد أشكال فن الغناء ذات الصلة بعذوبة وجمال وصفاء صوت المنشد، الذي يؤدي الابتهالات الدينية والموشحات والقدود، بمرافقة الآلات الموسيقية التي تضبط النغمات والطبقات. يرى حامد داوود أن قصائد وكلمات أشعار الإنشاد الديني المعبرة بألحانها وجمالياتها قد أدّت إلى اتجاه جيل الشباب إليه، في ظل تراجع وهبوط في الغناء، مؤكدا أن النفس البشرية تتوق على الدوام لكل ما هو أصيل وعريق كما نجده في كلمات فن الإنشاد، مشيرا إلى أن هناك لوحات راقصة ترافق بعض أنواع الغناء الأندلسي ومع الموشحات والإنشاد الديني، وخصّ بالذكر (رقصة المولوية) التي تعتبر أحد أساليب الطرق الصوفية في التّقرب إلى الله. واختتم داوود حديثه بالإشارة إلى المهمة العظيمة التي تتبناها رابطة المنشدين التي تأسست عام 1954، وتفردّت بإحياء وتقديم الإنشاد الديني الدّمشقي في الجامع الأموي الكبير منذ العام 1974، وتشارك في الاحتفالات الدينية المتنوعة في ليلة النّصف من شعبان، والإسراء والمعراج، وإحياء أمسيات في عيدي الفطر والأضحى، والمولد النبوي الشريف، إضافة إلى ليالي السحور في شهر رمضان المبارك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©