وزير الإعلام السنغافوري يحكم بإعدام كتاب في أدب الطفل

جهاد هديب (أبوظبي) قامت المكتبات العامة التي تتبع الدولة في سنغافورة بإعدام أحد الكتب الشائعة في أدب الأطفال بدعوى أنه غير لائق، فسحبت جميع النسخ التي تحتويها أرفف المكتبات العامة في سائر أنحاء البلاد. جاء ذلك في خبر نشرته أمس الأول صحيفة «الغارديان» البريطانية، أوضحت فيه أن حكاية الأطفال تدور حو اثنين من ذكور طائر البطريق اللذين يقومان بتنشئة وتربية طائر بطريق آخر صغير، الأمر الذي تم التعامل معه بوصفه هدماً للقيم العائلية، بحسب ما جاء في الصحيفة ذاتها. ونقلت «الغارديان» عن وزير الإعلام في البلاد يعقوب إبراهيم أنه يدعم إحراق النسخ الموجودة من الكتاب في المكتبات العامة جنباً إلى جنب مع عنوانين آخرين، بعد أن قام مجلس المكتبة الوطنية، الهيئة المنوط بها الإشراف على ست وعشرين مكتبة عامة في سائر أنحاء سنغافورة، بسحب الكتب من أرفف تلك المكتبات. وتقوم فكرة حظر الكتاب الذي يحمل العنوان: «ثلاثة من طيور البطريق الذكور يصنعون عائلة» على أنه في مضمونه يقدم نوعاً من التسامح تجاه العلاقات المثلية غير الطبيعية بين اثنين من طيور البطريق الذكور بتبني طائر بطريق صغير في حديقة حيوانات عامة. ما يعني «أنه ضد المعايير السائدة عن فكرة العائلة لدى الأغلبية الساحقة من السنغافوريين الذين يدعمون الفكرة التقليدية عن العائلة وليس الأفكار غير التقليدية»، بحسب ما نقلت «الغارديان» على لسان يعقوب إبراهيم، وذلك مع أن القصة الموجهة للأطفال تحكي عن أحد البطريقين الكبار الذي ماتت «زوجته» والصغير الذي ماتت أمه في حديقة الحيوانات ذاتها. «المجتمعات هي أبداً ثابتة، إنما تتغير بمرور الوقت، والقيم الخاصة بها ليست مجالا للبحث أو السعي إلى تغييرها»، بحسب ما قال وزير الإعلام السنغافوري لـ«الغارديان»، فأثار القرار متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتب عدد منهم رسالة مفتوحة مشفوعة بآلاف التواقيع، في حين دعا آخرون إلى مقاطعة المكتبات العامة وأنشطتها. وعلق دونالد لاو، مولف كتاب «الخيارات الصعبة: تحديات التوافق السنغافوري»، وهو الكتاب الذي أوصى بإصلاحات سياسية تطال الرقابة في هذه الدولة الجنوب شرق آسيوية، على ذلك بالإشارة إلى أنه كان قد انسحب في نوفمبر من العام الماضي من مهرجان كتّاب سنغافورة احتجاجاً على قرار مماثل اتخذه يعقوب إبراهيم وزير الإعلام آنذاك. وقال: «لا أرى أدلة على وجود شريحة واسعة من المجتمع السنغافوري تبدي اعتراضها على وجود هذا النوع من الكتب في المكتبات العامة حتى لو كانت هناك أغلبية محافظة من السنغافوريين». واعترض على تصريحات مواطنه الوزير قائلا: «الموقف أكثر دقة وتعقيداً من القرارات التي اتخذها الوزير». إنما، حتى الآن فليس من الواضح أين ومتى سوف يجري إعدام هذه الكتب.